مؤخرًا أدركت أن الحرية ليست كما نتخيلها، وأننا لسنا أحرارًا بحق. نحن فقط نتحرك ضمن حدود رُسمت لنا سلفًا، فنظن أننا نختار بينما نحن في الحقيقة نُقاد. إن ما نعتبره حرية ليس سوى مساحة ضيقة أُبيح لنا التجول فيها، مساحة تزيَّن بالكلمات الكبيرة عن "الاختيار" و"الإرادة"، لكنها محكومة بسلاسل غير مرئية من العادات والتقاليد، وأحيانًا من تفسيرات دينية لم نختر حتى أن نتساءل عنها. إن المأساة الحقيقية ليست في فقدان الحرية، بل في ظنّنا أننا نمتلكها.
معنى من معاني الحرية
أفهم وجهة نظرك، لكنني أرى أن الحرية ليست غياب القيود بل القدرة على الوعي بها واختيار التعامل معها بوعي. لسنا دائمًا مقيدين، أحيانًا نحتاج فقط أن نُدرك أين تنتهي الحدود وأين يبدأ الاختيار الحقيقي.
أن يبدأ الاختيار معناه ان يصبح الإنسان حرا لكن مادامت هنالك قيود انت تعترض عليها ولا تجرؤ على الاعتراض فأنت في هذا الموضع لست حرا .
وجهة نظرك منطقية يا عبدالله، لكن أختلف معك قليلًا. ليس معنى وجود قيود أننا غير أحرار، فبعض القيود ضرورية لتنظيم الحياة، وبعضها يمكننا تجاوز أثره بالوعي والنضج الداخلي. الحرية الحقيقية في رأيي تبدأ حين نملك الشجاعة لنفهم لماذا نرضخ لقيود معينة، ولماذا نختار التمرد على أخرى. الوعي نفسه شكل من أشكال التحرر، حتى لو لم نكسر كل القيود فعليًا.
أرى أن الحرية ليست دائمًا في كسر القيود بل في قدرتنا على الاختيار الواعي داخل تلك الحدود التي تحكمنا فالعادات والتقاليد والدين ليست سلاسل كما يراها البعض بل بوصلات توجه الإنسان وتحميه من الفوضى فالحرية الحقيقية في رأيي هي أن تمتلك وعيك أن تختار ما تراه صواب بإرادتك لا بدافع الخوف أو التمرد وأن تكون قادر على أن تقول لا لما يفسدك ونعم لما يرقيك ليست القيود دائمًا عدو أحيانًا تكون الحماية التي تحفظنا من الضياع
التعليقات