في مطارحة شبيهة بكلاسيكية "الماهية والوجود"، يجادل صديقي (المادي) بأن ما يسمى بالمعنى ليس سوى شيء خلقه عقلنا، وأن الوجود الآلي لا يعترف بتلك المعاني.
ولكوني أربط بين الاتجاهات المختلفة لتكوين صورةٍ كلية، فإني أضع المادية والوجودية في قالبٍ واحد لإنتاج تلك الصورة، غير أن قصور العقل البشري يترك أمامي فسحة مجهولة، تلك التي تجعلني أشعر بالصوفية وعشق الوجود برضات شعورية غير قابلة للتفسير، شبيهة بتلك التي تحدث في الموسيقى.
ومع ذلك، فإني أيضًا أحتاج إلى معاني بوسعي التعبير عنها شفهيًا، كالوئام والمتعة والدفء، لكني فقدت الكثير من هذه المعاني بعد أن انبهرت ببواطن الأمور ورغبت في الظفر بالجوهر على حساب المشاعر الإنسانية اليومية التي لا تمثل إلا قشورًا، غافلًا عن أني أحتاج حقًا إلى هذه القشور، مما جعلني الآن أعاود البحث عنها، أو استخدام بعض المعطيات لخلقها
وإذًا
هل وُجدت المعاني ثم العقول القادرة على فهمها؟
أم وُجدت العقول بالقدرة على خلق معنى من لا شيء؟
التعليقات