أنا لن اتفلسف أحيانا نتوسل الوقت ممسكين بطرف جلبابه كالأطفال - لقلتها تلك اللحظات السعيدة - و تارة نضع أيدينا على أذاننا و نصرخ لعله يمضي بعيدا عنا بسلام، ولم امضي حياتي مغمضا ابدا بل ما أكثر اوقات دأبي في ملئ فراغات وقتي بالإنتاج : بكتابة مقالة، قراءة كتاب أو إنجاز بعض المهام اليسيرة حتى تراخا كفاي و لم اعد اقدر على منع الايام من أن تنسكب مني و أفلت يدي و أمسكت عوضا عن الأيام برواية فيها أغلق بابها علي حيث لا يوجد الوقت، أحمل الطباشير و أرسم مشاهد نصوصها على الجدران، أصاحب الكاتب في أسفاره، معا و دائما إلي الأبد حتى وجدت أنه لم يكن هروب بل سقوط، فإذا ازعجني موقفا ما أمسكت بالرواية و أطبقت غلافيها علي حيث لا يراني أحد ... أتناسى ... أتناسى، و إذ بي اتسائل لم التناسي لم الهروب إلى المستقبل... إن غالب الهروب يكون بغية الإنتقال إلي المستقبل حيث وعِدنا بالنعيم و أن الأمور ستتحسن و ما أدركته أثناء ركضي أن الأمور ليست كذلك أبدا وأن أول ما يجب أن نتخلص منه هو الوعد بأن غدا أفضل، أنظر إليها تلك اللحظة التي تقبع بين راحتيك و تريد إلقاءها بعيدا عنك ماذا لو أنها الأفضل، وأن اللحظة التالية ستكون أكثر سوء و ظلمة، هل ستلقي بها ؟