الشعور بالتعب أمر طبيعي مع بذل الجهد ،لكن المشكلة الحقيقية ليست في الجهد المبذول، بل في غياب المعنى القادر على تحويل هذا الجهد إلى طريق مقصود.حين يفقد الإنسان الهدف أو ينسى الثمرة التي يعمل من أجلها، يتضخم شعوره بالتعب بشكل غير اعتيادي وقد تناولت نظريات علم النفس والفلسفة هذا المفهوم بوضوح؛ إذ أكد فيكتور فرانكل في نظريته (العلاج بالمعنى) أن الإنسان يستطيع احتمال أي ألم متى وجد له "لماذا" كما تشير أبحاث علم النفس الإيجابي إلى أن ربط الجهد بمعنى واضح يقلل من الضغط الداخلي ويجعل العمل أكثر احتمالًا. وتقول الفلسفة الوجودية، اللمعنى لا يُمنح جاهزا، بل يصنعه الإنسان بنفسه، وهذا ما يجعل استحضار الهدف ضرورة وليست رفاهية. التعب جزء من مسيرة الإنسان، لكنه يصبح أخف حين يرتبط بهدف كبير وكلما استحضر الإنسان الثمرة التي يمشي نحوها، صغر الطريق أمامه وهان الحمل على قلبه، ولذلك فإن المعنى ليس مجرد فكرة، بل قوة تحول الجهدإلى قوة تجعلك تستمر وتستمتع بالحياة .
حين يصبح للتعب معنى
في أغلب الأحيان المعنى لا يلغي الألم، هو فقط يجعل وجوده قابلًا للفهم لكنه لا يخفف شدّته دائمًا ثم إن البحث الدائم عن غاية كبيرة قد يصبح نفسه مصدر تعب جديد ومؤلم بالنسبة لنا.
فأحيانًا المشكلة ليست أننا فقدنا الهدف بل أننا نريد هدفًا ضخمًا ملموسا كما تقترح الفلسفات، بينما الحياة في أغلب أيامها لا تدار إلا بالواجبات الصغيرة العمل، الأسرة، المسؤوليات، الروتين. وهذا يجعلنا نفكر في أننا كيف نستمتع بالشيء الموجود حتى لو كان معناه بسيط أو محدود.
انا افهم وجهة نظرك عن صعوبة البحث عن هدف كبير لكن انا اؤمن ان المعنى مهم حتى لو بسيط ومش بالضروره يكون كبير. حتى الاشياء اليومية مثل العمل او الاهتمام بالاسرة او الروتين لها قيمة اذا عرفنا الغاية منها وبدون معنى كل شيء يصير أثقل، ووجود المعنى البسيط يخفف من حده التعب، وفي هذا الحديث أنا لا اقصد أن المعنى يلغي التعب تمامًا فهو حاضر دائمًا في حياتنا وإن كان في أبسط الأشياء لكن كما قلت أنت المعنى يجعل وجوده قابل للفهم وبهذا تشعر بتعب أخف اي لاتشعر بأنك تعمل للفراغ واللاشي.
نستطيع تلخيص ترجبة سعى الإنسان وتحمله للتعب الجسدى ، بسبب النتائج الجيدة التى يتطلع إليها ، لك عندما يصسيبه التعب الذهنى او شعور عدم الوصول فيتذكر التعب الجسدي الذي سلكه في كل هذا السعى
لكن لا ننسى أن الناس حولنا ودعمهم مهم أيضًا وجود من يشجعك أو يساندك بالكلمة أو الفعل يساعدك على الاستمرار ويجعل الطريق أسهل العمل مع آخرين أو في مشروع مشترك يعطي الجهد معنى أكبر الألم يصبح أسهل تحمله عندما تشعر أنك لست وحدك وأن ما تقوم به له تأثير على الآخرين كثير من الناس يقدرون تحمل صعوبات كبيرة في بيئة داعمة بينما ينهارون في عزلة حتى لو كان الهدف نفسه جيد المعنى يعطي القوة من الداخل لكن الدعم من الآخرين يزيدها ويجعل العمل ممتع وله أثر أكبر
التعليقات