الشعور بالتعب أمر طبيعي مع بذل الجهد ،لكن المشكلة الحقيقية ليست في الجهد المبذول، بل في غياب المعنى القادر على تحويل هذا الجهد إلى طريق مقصود.حين يفقد الإنسان الهدف أو ينسى الثمرة التي يعمل من أجلها، يتضخم شعوره بالتعب بشكل غير اعتيادي وقد تناولت نظريات علم النفس والفلسفة هذا المفهوم بوضوح؛ إذ أكد فيكتور فرانكل في نظريته (العلاج بالمعنى) أن الإنسان يستطيع احتمال أي ألم متى وجد له "لماذا" كما تشير أبحاث علم النفس الإيجابي إلى أن ربط الجهد بمعنى واضح يقلل من الضغط الداخلي ويجعل العمل أكثر احتمالًا. وتقول الفلسفة الوجودية، اللمعنى لا يُمنح جاهزا، بل يصنعه الإنسان بنفسه، وهذا ما يجعل استحضار الهدف ضرورة وليست رفاهية. التعب جزء من مسيرة الإنسان، لكنه يصبح أخف حين يرتبط بهدف كبير وكلما استحضر الإنسان الثمرة التي يمشي نحوها، صغر الطريق أمامه وهان الحمل على قلبه، ولذلك فإن المعنى ليس مجرد فكرة، بل قوة تحول الجهدإلى قوة تجعلك تستمر وتستمتع بالحياة .