غالبًا في حياتنا، نُكافئ الذي يتحمل، ونصفق لمن يشيل نفسه بنفسه، ونتعامل مع من لا يطلب شيئًا وكأنه لا يحتاج شيئًا.

فنحب من يظهر بمظهر القوي، ونرتاح مع من لا يشتكي، ونطمئن لمن لا يسأل، لكننا لم نفكر أحيانا أن عدم طلب المساعدة هذا قد يكون لخوفه من الأحكام المسبقة عليه بأنه غير مؤهل أو غير قادر، في المنزل وفي العمل خاصة لو كان هذا الشخص في مكان مسؤول.

فما لاحظته مؤخرا أننا نعيش في ثقافة تُعلي من شأن الاستقلالية، حتى صار طلب الدعم يُنظر إليه كعيب، أو كعلامة على الفشل. ربما بالغنا في ترسيخ مصطلح الاستقلالية حتى بات الطفل منذ صغره متمرد لا يسمع ولا يقبل النصح بسهولة، ويرى في طلب الدعم ما يهدد قوة شخصيته، وأصبح الرد إما أنا فاهم كل شيء، أو يمكنني فعل أي شيء حتى لو لم يكن متأكدا من قدرته على ذلك.

فلماذا نُربى على أن نكبت احتياجاتنا، ونخجل من شعورنا بالاحتياج والدعم؟