الأبوة مسؤولية عميقة تتجاوز اللقب أو الصورة الجميلة وتتطلب حضورًا نفسيًا وعاطفيًا حقيقيًا قبل أي إنفاق مادي ضعف ضبط الأعصاب والتحكم في الانفعالات يحوّل الأب إلى مصدر خوف بدل أن يكون ملاذًا آمنًا التوازن بين الحزم والحنان ضروري لتربية جيل قوي ومحترم وإلا فإما أن ينشأ ضعيف وخائف أو متمرد بلا احترام وكلاهما نتيجة كارثية تؤثر على المجتمع مستقبلًا الأطفال يكتسبون القيم من أفعال الوالدين قبل كلماتهم والخلافات المستمرة بين الشريكين تترك أثرًا داخليًا عميقًا حتى في صمت الأطفال كما أن الغياب عن اللحظات الصغيرة يخلق فراغًا لا يمكن سدّه الأبوة الحقيقية ليست عن الكمال بل عن الوعي الذاتي الصراحة مع النفس والاستعداد المستمر للتعلم والتغيير فالأب الجاهز يصنع بيئة آمنة تتيح لأطفاله النمو بثقة وقدرة على مواجهة تحديات الحياة ومن لم يكن جاهزًا لذلك ينبغي تأجيل هذه الخطوة حتى يتحقق الاستعداد الكامل فهل يمكن لأي شخص أن يكون أبًا حقيقيًا قبل أن يكون مستعدًا لمواجهة تأثير أفعاله على حياة الأطفال؟
الأبوة ليست لكل الرجال
المشكلة ليست في وجود الجروح أو الانفعالات، فهذه جزء من إنسانيتنا. المشكلة الحقيقية تكمن في الجهل بها أو إنكارها.
أرى أن الطريق الذي تصفينه هو طريق الكمال، والكمال ليس من شيم البشر. نحن ندخل معركة الأبوة ونحن نحمل جروحنا معنا، لا يمكننا تركها عند الباب.. الخطر ليس الغضب او الغياب في الاب، إنما إعتقاده أن غضبه حث وغيابه يعوضه المال أو غير ذلك.
الأب ليس عليه ان يكون كاملا بقدر ما عليه أن يعرف أنه ليس كاملا، وأنه سيخطئ، وأن عليه أن يتعلم كيف يعتذر لطفله عندما يجرحه.فالطفل لا يحتاج إلى أب بلا أخطاء، بل يحتاج إلى أب يعرف كيف يصلح أخطاءه. وهذا هو الدرس الأهم الذي يمكن أن يتعلمه منه..
معك حق أكبر خطأ يقع فيه بعض الآباء هو أن يتعاملوا مع الغضب وكأنه أمر طبيعي لا يحتاج إلى إصلاح أو يظنوا أن المال يمكن أن يعوض أي غياب ما لفت انتباهي في كلامك هو فكرة الاعتذار لأن الطفل يتعلم من اعتذار والده قيمة التواضع والاعتراف بالخطأ وهذا يزرع فيه احترامًا لنفسه وللآخرين فالمسألة ليست أن يكون الأب بلا أخطاء بل الأهم أن يعلم أبناءه كيف يتعامل مع الخطأ وأظن أن اعتراف الأب بخطئه ومحاولته إصلاحه قد يحول الجرح إلى درس يقوي العلاقة بدل أن يترك أثرًا سلبيًا
أعجبني قولك إن الأبوة ليست عن الكمال بل عن الوعي الذاتي. بالفعل، الأخطاء حتمية في التربية، لكن المهم هو الاعتراف بها والسعي لإصلاحها بدل الإنكار أو العناد، والمشكلة الأكبر لدى بعض الآباء هي الكبر والنرجسية الشديدة، بحيث يرى نفسه يملك سلطة مطلقة على أبناؤه، وبالتالي يستغل تلك السلطة لفرض سيطرته على حياة الأبناء في كل تفاصيلها ولا يترك لهم أي مجال للاختيار في أي شيء، وهو ما ينتج أبناء مشوهين نفسيا ومسلوبين الارادة
أتفق معك تمامًا فكرة السلطة المطلقة فعلًا من أخطر ما يمكن لأنها تحوّل العلاقة بين الأب وأبنائه من علاقة دعم وتوجيه إلى علاقة خوف وسيطرة وفي رأيي أن المشكلة لا تتوقف عند النرجسية فقط بل تمتد لغياب الحوار داخل الأسرة الطفل الذي لا يُسمح له أن يختار أو يعبّر عن رأيه يكبر وهو لا يعرف كيف يتخذ قرار لنفسه ولا كيف يتحمل مسؤولية اختياره وده يخلق جيل هش حتى لو بدا من الخارج مطيع ومنضبط أظن أن الأب الحقيقي هو اللي يوازن بين التربية والتوجيه وبين إعطاء مساحة للطفل يجرب ويغلط ويتعلم لأن هذه المساحة هي اللي تبني شخصيته وتمنحه ثقة حقيقية
كلامك صحيح جدًا، فالأبوة ليست مجرد لقب بل مسؤولية تتطلب نضجًا واستعدادًا حقيقيًا كثيرون يظنون أن الإنفاق المادي وحده يكفي بينما الأهم هو الحضور العاطفي والقدوة الصالحة. برأيي لا يمكن لأي شخص أن يكون أبًا حقيقيًا قبل أن يعي تمامًا أثر أفعاله على نفسية أطفاله
صحيح كلامك مية بالمية كثير من الآباء يعتقدون أن توفير المال أو الاحتياجات المادية هو كل شيء بينما الأطفال في الحقيقة يحتاجون وجود أب يسمعهم ويشاركهم تفاصيلهم الصغيرة حتى لو كانت بسيطة لعب أو حديث قصير كلمة دعم أو حضن في وقت ضعف تترك أثر أكبر من أي هدية غالية الأبوة الحقيقية تبدأ من وعي الشخص بنفسه وفهمه أن كل تصرف مهما كان بسيط ممكن ينعكس على شخصية ابنه ويشكّلها على المدى الطويل
فعلاً، الأب ليس مجرد لقب أو مسؤولية مادية، بل يجب أن يكون حاضراً بصدق منذ اللحظة التي يعلم فيها أنه سيصبح أب. عليه أن يعد نفسه نفسيًا وعاطفيًا ليتمكن من احتواء أبنائه، ويصاحبهم، ويشاركهم كل لحظة من حياتهم، ويجعلهم يشعرون بالفخر بوجوده. الأب المستعد عاطفياً ونفسياً هو من يخلق بيئة آمنة تنشأ فيها الأطفال واثقين من أنفسهم، ويكتسبون قيم الاحترام والمسؤولية من خلال وجوده الدائم ومشاركته الفعلية في حياتهم.
كلامك مضبوط جدًا الأبوة الحقيقية تبدأ من التهيئة النفسية والعاطفية وليست مجرد الشعور بالمسؤولية أو توفير المال وأرى أن إضافة مهمة هنا هي أن الأب عندما يشارك أطفاله في تفاصيل حياته اليومية ويُظهر لهم كيف يتعامل مع تحدياته أو أخطائه فهذا يُعلّمهم مهارات حياتية مهمة مثل الصبر وتحمل المسؤولية وحل المشكلات بدلاً من أن يكتسبوها من تجارب قاسية بمفردهم وبالتالي وجود الأب بشكل واقعي ومستمر وليس فقط عاطفيًا يمنح الطفل شعورًا بالأمان ويُعلّمه كيف يكون شخصًا قويًا وواثقًا من نفسه دون أن يفقد قيمه وأخلاقه
التعليقات