منذ يومين، وقعتُ على شيء لم أكن أتمنى أن أراه، شيء جعلني أعيد النظر في كثيرٍ مما كنتُ أؤمن به عن العلاقات والثقة والحياء.
رأيتُ – مصادفةً – صورةً مأخوذة من هاتف أحدهم لجروب على "واتساب" يحمل اسمًا صادمًا: "نادي الرجال السري".
في هذا الجروب، كان كل شابٍّ يشارك صور الفتاة التي يكلمها، يتباهى بها أمام أصدقائه، ويتناولون الحديث عنها ببرودٍ وسخرية، كأنها غنيمة أو مادة للتسلية.
تجمّدتُ وأنا أنظر إلى الشاشة، شعرتُ أن قلبي انقبض فجأة.
لم أرَ صورًا لي، لكن مجرد الفكرة وحدها أوجعتني: كم من الفتيات يسلّمن قلوبهن ووجوههن للثقة… فإذا بها تتحول إلى مادة يتداولها هؤلاء في الخفاء؟
منذ تلك اللحظة، وأنا أشعر أن شيئًا انكسر بداخلي.
أدركتُ كم أصبحت الخصوصية رخيصة، وكم صار الأمان في هذا العصر هشًّا إلى حدّ أن كلمة أو صورة قد تتحول إلى فضيحة في لحظة.
أدركتُ أنني لم أعد أخاف على نفسي فقط، بل على كل فتاة تعيش مطمئنة وهي لا تعرف أن صورتها ربما تتنقل بين أيدٍ لم تُرد أن تراها يومًا.
لستُ أكتب هذا لكي ألوم جنسًا بأكمله، ولا لأجل أن أثير حربًا بين الرجال والنساء.
لكنني أكتبه لأقول إن ما رأيته هزّ ثقتي في كل ما حولي.
كم مرة صدّقنا أن الصدق يولّد الصدق، وأن القلب الطيب يجد من يصونه؟
وكم مرة اكتشفنا أن الطيبة تُستغل، وأن الأمان الذي نظنه موجودًا مجرد وهم؟
أخاف أن نصل إلى زمنٍ تخاف فيه كل فتاة أن ترسل كلمة أو صورة أو حتى أن تضحك ببراءة، خوفًا من أن تجد ضحكتها يومًا ما في مكان لم تتخيله، بين أيادٍ لا تعرف الرحمة.
أخاف أن نعتاد هذا القبح، أن نصير نراه طبيعيًا، ونضحك كما يضحك هؤلاء، فنموت نحن أخلاقيًا قبل أن نموت جسديًا.
ربما سيقول البعض إنني أبالغ، وإن هذه الأشياء تحدث منذ زمن.
لكن قلبي يرفض أن يتعامل مع القبح على أنه أمر عادي.
أنا حزينة، حزينة على الفتيات اللاتي رأيت صورهن تُتداول، حزينة على نفسي لأنني أعيش في زمن يُباع فيه الحياء في سوقٍ رخيص.
التعليقات