الثروة بدون مجهود..نعمة أم نقمة؟ (المكاسب غير المتوقعة...The psychology of windfall gains)

اعتقد أن الفارق الجوهري هو أن الدخل المكتسب بالمهارات الشخصية من خلال الصبر الطويل وقضاء وقت طويل في تطوير تلك المهارات يكون صاحبه مقدر لقيمته ولديه على الأقل خطة مبدئية وواقعية لما يريد أن ينفق فيه دخله سواء وسائل لتطوير مساره المهني أو استثماره في مجال ما، لكن من يفاجأ بتلك الأموال فجأة لا يكون لديه أي إحساس بقيمتها ولا يكون لديه أي خطط مسبقة فيبدأ في تبديدها على أمور لا قيمة لها حتى تنفذ تلك الأموال فجأة

لا أرى أن الفارق يشكله كيف حصل الإنسان على المال بل كيف تعامل معه، هي عقلية أكثر منها طريقة الحصول، قد تجد إنسان محترف في مجاله ويكسب مبالغ جيدة ولا يحسن إدارتها ولا استثمارها أو استغلالها فيظل على حاله ومستواه، وهناك من يرزقه الله بمبلغ كبير فجأة وتكون لديه العقلية الذكية في كيفية التعامل مع المال فيقوم باستثماره في فكرة أو مشروع جيد ويضاعف مع حصل عليه.

الثروة بدون مجهود..نعمة أم نقمة؟

أعتقد أن الأمر لا يتجاوز أن يكون نقمة إلا مع قلة منذورة تكاد تكون معدومة. مثال ذلك أن يرث أحدهم مبالغ كبيرة ثم يبددها في تعاطي المخدرات و لعب القمار فتكون بالاَ عليه. غير أن الغالبية العظمى إما أن ينفق تلك الأموال بسفه على أشياء مباحة وهنا لا تمثل نقمة ويتمتع بها بمباحات حتى تنفذ ويعود كما كان أو يستغلها في مشروع ما وهنا تكون نعمة و الغالب الأعم سيتثمرها؛ فالناس أصبحت من الوعي بمكان اليوم.

حيث أن بعض صناع المحتوى الذين لا يقدمون قيمة حقيقية خسروا أموالهم؛ بعد أن كونوا ثروات بطريقة فجائية من صناعة المحتوى غير المفيد والهزلي، وعادوا مرة أخرى للقاع.

أتفق فيما قاله الصديق @Kareem_Magdy فهم في العادة لا يكون لديهم رؤية فيما يستثرمون فيه أموالهم فيكونون من السفه بحيث يبددون تلك الأموال في ملذات سريعة وأحلام فارغة. ولكن في مثالك لا أعلم مثال حقيقي على أرض الواقع لأني بالحقيقة غير متابع جيد لصناع المحتوى الهابط فيمكن أن تخبرنا بمثال واقعي ممن خسروا أموالهم بعد جمعها....

كيف ترى الفارق بين تأثير المكسب المفاجىء، والدخل المكتسب بالمهارات الشخصية؟

ليس دائمًا يكون المكسب المفاجئ نقمة أو شيئًا يقوم الفرد بتبديده بسرعة، وإنما الكثيرون برأيي يكون لديهم أحلام وطموحات وأهداف قضوا سنوات يتمنون تحقيقها، وبالفعل يكون المكسب المفاجئ بمثابة نعمة وفرج من الله، ففي بعض الأحيان قد يكون هذا المكسب فرصة لتحقيق ما طال انتظاره، ويمكن للفرد أن يوجهه بشكل حكيم لتحقيق أهدافه المستقبلية، بشرط أن يكون مستعدًا وقادرًا على إدارة هذه الفرصة بما يتناسب مع طموحاته.

المال كغيره من الأدوات والوسائل، إذا وقع في يد الجاهل هلك وأهلك!

وإذا وقع في يد الشخص المناسب ارتفع ورفع.

سأعتطي رأي بخصوص المكسب من المهارات الشخصيه التي بالتأكيد سنواجهه تحديات عديده في طريق فيها و لكن رغم هذا عند النجاح فالنجاح يكون يستحق بمكسب جيد ولا يضيع فجأه بل إن فشلت طريقه خطه يمكننا تغييرها أو استبدال نقطه فيها أو تحسينها و تطويرها طالما المهارة نملكها فلا مجهود يضيع سدى فجأه خاصة عندما نحصل علي خبره في مجال مهارتنا و عقل منطقي يفكر بطريقه صحيحه في تجاوز تحديات و التعامل مع مشكلات التي تواجهنا.

هذه القصة تذكرني بجار لنا، عائلتي كانت تتحدث عن قصته بأستمرار.

كان قد ربح الجائزة الكبرى في اليانصيب لكن بعد سنة تقرييا خسر المبلغ بشكل كامل، بل قد عاد الى وضع أسوء من الوضع الذي كان عليه.

هذه القصة دفعتني لدراسة لماذا الأثرياء هم أثرياء؟

وبعد الدراسة والتمحيص رأيت أن الثروة هي فكرية اولاً قبل أن تكون مادية إن لم تتعامل معه بالشكل الصحيح يذهب.

عليك أن تجاري الثراء بعقلية تليق به وعادات صحية صحيحة ليس كمعتقد( المال وسخ الدنيا) .

يعني بأختصار المال الذي يأتي بعد دراسة وفهم لطبيعة المال يبقى لمدى أطول ويستمر على عكس المال المفاجئ

أري أن المكاسب غير المتوقعة قد تكون مغرية في البداية، لكنها تفتقر إلى الاستدامة والتقدير الحقيقي. المال الذي يأتي بسهولة ودون مجهود غالبًا ما يذهب بنفس السرعة، حيث لا يتمكن الشخص من تقدير قيمته أو استثماره بالشكل الصحيح. من ناحية أخرى، المال المكتسب من خلال مهارات شخصية وجهود مستمرة يكون أكثر استقرارًا، ويعزز الشعور بالإنجاز. الشخص الذي يحقق دخله بمهاراته وتعبه يقدر المال أكثر، ويكون أكثر قدرة على إدارة أمواله بحكمة، لأن الجهد المبذول في اكتسابه يجعله يشعر بأهميته.

الدخل المكتسب من خلال المهارات الشخصية يوفر أساسًا أكثر استقرارًا واستمرارية للحياة المالية. يمنح الأفراد الثقة بالنفس والقدرة على التكيف مع التحديات، بالإضافة إلى تحسين مهارات إدارة المال. في المقابل، المكاسب المفاجئة يمكن أن تكون مغرية، لكنها غالبًا ما تؤدي إلى عدم استقرار مالي ونفسي.

أحدهم يلقّح عليّ :)