لو كنت ممرضا ومسؤولا عن مريض سرطان وطلب منك أهله إعطائه مسكنات سرا على الرغم من رفضه لذلك، ماذا ستفعل؟

لو كنت ممرضا ومسؤولا عن مريض سرطان وطلب منك أهله بإعطائه مسكنات سرا على الرغم من رفضه لذلك، ماذا ستفعل؟

بالتاكيد لا ، لا يحق للطببيب أو الممرض أو أي شخص من الفريق الطبي ولا حتى العائلة أن يقرر بدل المرض عن ما يريد فعله أو تلقيه، ولا يمكن لأحد أن يتدخل في قرارات المرض في حال وضع قرارا معينا، وإلا سيكون ذلك أنتهاكا لحرمة المريض من جهة وانتهاكا للقسم ابقراط او القسم الطبي واخلاقيات المهنة.

هل ستتقبل ما أمرتك به زوجة المريض وستقوم بإعطائه مسكنات الألم؟ وإن كنت ستفعل ذلك، أليس هنا أنت لم تحترم رغبة واستقلالية المريض؟

اذا كان المريض في حالة عقلية متزنة ويمكنه اعطاء قرارات عن حالته الصحية فلا يمكن الأخذ بأي قول حتى لو كان من زوجة المرض او والديه، أما إذا كان المريض غير واعي أو غير راشد ففي هذه الحالة يمكن الأخذ برأي أحد أقربائه.

أخلاقيات المهنة تمنع سلوكا كهذا لأن له مبرراته.

لا يمكن لأحد أن يتحكم في جسدك أو جسد أي إنسان آخر بعيدا عن رغباته, لا يمكننا إمساكك وأنت تصرخين وتقاومين ثم نقيدك لحقنك بمواد أنت لا ترغبين فيها, لا لشيء فقط تحقيقا لرغبات أشخاص آخرين وحفاظا على مشاعرهم, أو نقوم بإختطافك في سيارة ونقيدك ونخدرك لنجري لك عملية جراحية لا ترغبين فيها بحجة أنك المعيل الوحيد لأسرتك وهم بحاجة إليك, والعملية ضرورية لبقائك على قيد الحياة...لا نفعل هذا إلا مع من فقدوا الإدراك من المرضى العقليين...لا فرق بين إجبار بدني لشخص بكامل قواه الجسدية ومصارعته وطرحه أرضا لحقنه بأدوية ومسكنات, وبين شخص مريض طريح الفراش غير قادر على المقاومة, بل ربما حالة الأخير أكثر شناعة, لأنه استغلال لضعف الإنسان وعدم قدرته على المقاومة واستغفاله للعبث بجسده دون رغبته.

لكل منا كيانه المستقل الذي لا يحق لأحد مسه دون رغبته, أو تقرير مصيره بدلا عنه, مادام واعيا وراشدا وبكامل قواه العقلية فهو حر في تقرير مصيره كيفما شاء.

من أجل مثل تلك القضايا تم وضع مواثيق الشرف المهنية ، قد تكون مواثيق الشرف المهنية الخاصة بمهنة الطب معروفة بشكل أكبر ، ولكن هناك مواثيق شرف مهنية تتعلق بمهنة التمريض أيضا ، وإذا رجعنا إلى المواثيق المختلفة لكليات التمريض سنجد أن هناك مبادىء أساسية تجمعها تتمثل فى

1-الإخلاص

2-عدم الإيذاء

3-العدالة

4-الإستقلالية : والتى تعنى إحترام المريض وتمكينه من إختيار طرق العلاج .

5-الصدق : الألتزام بقول الحقيقة للمريض .

6- الدفاع : حماية حقوق المريض نيابة عنه .

وبذلك فإن الممرض بإتباع أوامر الزوجة سيكون قد خالف ثلاث من مبادىء شرف مهنة التمريض .

لذلك فإجابتى لا ، سألتزم به يرغب به المريض ، فلن أحرمه من حرية إختيار قراره ، وخاصة وأنه فى أيامه الأخيرة

أتفق مع خلود في هذا الشأن. إذا كانت هذه رغبة المريض، فإن الأولولية الأخلاقية هنا تتمثّل في ألّا نجبره على شيء.

ومن جهةٍ أخرى، قد أجد أن فكرة المسكّن قد تكون أكثر بساطةً من الفكرة الأعمق، ذات الصراع الأخلاق الأكبر، ألا وهي فكرة القتل الرحيم. فإذا عكسنا الصورة، كما يحدث في الدراما بشتّى أعمالها، ووضعنا أنفسنا أمام الموقف الذي وُضِعت فيه بطلة المسلسل المصري أوبرا عايدة عندما طلب منها المريض الذي تتخذه في مقام والدها أن تخلّصه من هذا الألم إلى الأبد، هل ترون أن فكرة الأخلاق بشكل عام يمكن تطبيقها في هذا السياق؟

في مسلسل Hannibal عندما أقدمت مريضة هانيبال على الانتحار وقرّر إنقاذها، أخبر زوجه الذي شكره بالآتي:

"كفيلسوف، كان لديّ العديد من الخيارات. أمّا كطبيب، فقد كان لديّ خيار واحد".

إذن هل ترون أن السياق الأخلاقي يختلف هنا بدور الإنسان؟ @khouloud_benzeghba @huda_khashan19

المسألة هُنا ليست في أن أقبل أو أرفض، المسألة كلّها هنا في الميزان الذي سنحكم فيه على هذه القضيّة، أنا أرى الأن ثلاثة موازين:

• شرف المهنة وأخلاقياتها
• تعاطفي الإنساني مع إرادة المريض
• تعاطفي الإنساني مع رغبة شخص بتجنيب الألم لقريبه.

ومن بين هذه الموازين كلّها لن أختار إلّا عبر عيوني، لا يعنيني كل ما سبق الصراحة بقدر ما يعنيني كيف وزنت الأمور أنا، وفي الحالة التي طرحتيها حضرتك أنا سأقوم بإعطاءه المسكّن سرّاً ولكن ليس من أجل زوجته، بل لإنّ هذه رغبتي، أن لا أراه يتألّم، سأجنّبه الألم حتى ولو لم تطلب زوجته منّي ذلك، لا أحتاج أوامر لأقوم بما عليّ أن أقوم به، الألم يأتي عندي أولاً ودائماً، ومهما تبدّل الموقف لن أُبدّل طريقة التعاطي معه، سأخفف الألام ما استطعت ذلك بموافقة المريض أو بعدمها، بموافقة الأهل وبعدمها.

أضع نفسي بمكانه , بالطبع أو أن تحترمي رأيي كمريض فأنا مازلت بالغاً عاقلاً وقراراتي التي يجب أن تتبع , أقل شيء ممكن أن تقدميه له هو حرية الاختيار .

أن تفرقي بين المساعدة و الإحسان وبين احترام رغبة الآخر , عندما يكون غير قادر على دفع سعر العلاج وانت تعطيه إياه فهذا إحسان , أما عندما تعطيه بدون علمه و مع أنه لا يريده فهذا عدم احترام رغبة المريض (أعرف أن نيتك صافية ).

أم أنك ستنفذ رغبة المريض ولن تعطيه المسكن؟ إن كنت ستفعل ذلك؟ هل ترى بأنه من الأخلاقي أن نرى شخصًا يتألم أمامنا ونرفض مساعدته ناهيك بأن أهله سيتألمون كما هو سيتألم؟

بالتأكيد ساحترم رغبة المريض، لأن الشفافية والصدق من أساسيات المهنة ولو تم إعطائه أي دواء بغير علم المريض يعتبر انتهاك لحقوقه. إذا كان المريض غير واعِ يحق لأهله اتخاذ قرارات نيابة عنه، لكن طالما أنه واعٍ ورافض فلا يجوز.

بالنسبة للألم هدى نعرف ان ألم مريض السرطان لا يخف بشكل دائم ولو اسمرينا بإعطائه المسكنات لن يعيش أيامه الباقية بوعي ولن يشعر بها، ومهما تألم اهل المريض لن يكون متقارب مع تألم المريض نفسه، إذا كان هو قادر على استحمال المرض أنكون أنانين ولا نستحمله نحن؟

إضافة إلى أن الحالة النفسية لمريض السرطان لها تأثير كبير على وضعه الصحي، فمن المهم ان نحقق ما يرغب بعيدًا عن مشاعرنا ورغباتنا.

أم أنك ستنفذ رغبة المريض ولن تعطيه المسكن؟ إن كنت ستفعل ذلك؟ هل ترى بأنه من الأخلاقي أن نرى شخصًا يتألم أمامنا ونرفض مساعدته ناهيك بأن أهله سيتألمون كما هو سيتألم؟

بما أن المهنة الطب وفيها القسم فسأعود للطبيب والأخذ برأيه وما يراه صوابا وحتى سأعمل على تواصله مع الطبيب وأحترم في النهاية رأي الطبيب والمريض والقرار النهائي الذي يخرجان به، من جهتي سأحترم رغبة المريض في اتخاذ طريقة العلاج التي يريد مع شرح كل الأمور له بشفافية والقرارا النهائي يكون له، سأحاول تقديم اقتراحات له مناسبة للوضع الذي هو فيه لكن في النهاية سيكون القرار قراره، وفي هذه الحالة بما أن المريض في آخر أيامه فعليا احترام رأيه أو اختياره بين عدم أخذ الدواء في الوقت الذي يخف الألم قليلا وأخذ الدواء في الوقت الأكثر حدة وسأستمر معك بكل ما أملك من قوة ومجهود وسأحترمه كذلك.

بلتأكيد لا لن اعطيه المسكنات

لو كنت في هذا الموقف لحاولت إقناعه بأن من الأفضل أن يأخذ المسكنات، وسأحاول بشتى الطرق الوصول إلى حل لأعطيه المسكنات وأن يكون هذا عن رضا منه في الوقت ذاته. أما في حال أصر على موقفه فلن يكون مني سوى أن أخضع لرغبته، لا يمكنني أن أجبر المريض على فعل ما لا يريد؛ هذا ليس أخلاقيًا.. هو من اختار ذلك، وهو إنسان حرٌ وعاقلٌ بشكل كافٍ ليتخذ قراره بنفسه، خصوصًا وأني سأكون قد أوضحت له كل العواقب وكل الأبعاد المتعلقة بالموضوع والتي قد تكون غابت عن باله لأن عاطفته تغلب عليه مثلا.

الخيار صعب ، لكن الآلام المبرحة ومع الأسى برؤية الأبناء لأبيهم يتعذب ، فالخيار هنا ليس عاطفى تتكلمين عن مريض سرطان وفى النزع الأخير .

هو يتمنى رؤية عائلة فإن نفذت رغبته ولم أعطيه المسكن ، ستكون مأساة ستعجل بوفاته ، حيث سيرى ابنائه وزوجته فى حالة بكاء مستمر مكتوفى الأيدى ، الأمر سيزيد الحالة سوءاً .

التفكير بالنسبة لي في مثل هذه الحالات عقلى بحت وليس عاطفى لأن العاطفة والواجب المهنى سيترتب عليها فى هذه الحالة أضرار قد تعجل بوفاته قبل الثلاثة أشهر .

سأضطر لإعطاءه المسكن دون تردد .

اعتقد ان جميع الكوادر الطبية عليهم اتباع الاحترافية والجودة في عملهم عن طريق تنفيذ المعايير الطبية المنصوص عليها في عملهم وليس التأثر بالعوامل الخارجية. وفي اعتقادي ان الدكتور المعالج لحالة المريض هو المرجع المباشر لحالة الرميض الذي يعالجه وايضا دكتور التخدير المتخصص في هذا المجال. اما طاقم التمريض فهم ينفذون الخاطة الطبية التي وضعها الدكتور المسئول عن هذا المريض.

اعطيه العلاج ولاكن قبلها اشرح له فوائد العلاج واحببه فيه

المريض لايدرى اين مصلحته

مسالخيرات

بالتأكيد انا مع اعطاء المسكنات في حالة المريض هذه ولو كان سرا ولو من دون علم الأهل أصلا

لان الوجاع في هذه المرحلة غير محتملة والنهاية محتومة وقريبة جدا على المريض وغير مطلوب منه ان يتحمل الاوجاع

بالاضافة الى ذلك فان المريض ليس بحالة عقلية ولا نفسية جيدة بالتالي غير مؤهل لأخذ قرار مثل هذا

بالتأكيد قد يبدو القرار الصحيح للوهلة الأولى هو الموافقة على اعطائه المسكن.

ولكن...

كطبيب هناك ثلاث جوانب تحكم الأمر (حسب ما أعرف):

الجانب الأخلاقي

الجانب القانوني

الجانب العاطفي

والثلاث جوانب يجب أن تصب في شيئ واحد وهو "مصلحة المريض"

الجانب الأخلاقي: سيحتم علي بأن لا أعطي المريض أي عقار أو اجري له أي اجراء الا بموافقته (إن تبين أنه أهل لذلك) وبالتالي أخلاقيا لن أستطيع اعطائه المسكن طالاما أنه رافض اخذه.

الجانب القانوني: وهو في غالب الاحيان يتماشى مع الجانب الأخلاقي وهو حرمة جسد المريض واحترام قراراته وعدم التدخل الا بموافقته (طالما انه مؤهل عقليً لذلك) وبالتالي اي شكوى ضد الطبيب سيتعرض للمحاسبة.

الجانب العاطفي: والذي سيدفعني بقوة ملحة لأن أستجيب لرأي الأهل، ولكن الجانبي الأخلاقي والقانوني يمنعاني من الأستجابة لطلب الأهل.

وبما أن الجانبي الأخلاقي يحتم على الطبيب القيام بالأفضل لمصلحة المريض والجانب العاطفي أيضا يعزز ذلك...

علينا ايجاد حل يرضي المحاور الثلاثة بحيث لا نكسر ارادة المريض ولا ندعه دون اعطائه الخيار الأفضل... وهنا تأتي مهارات الطبيب في الإقناع والتأثير على قرار المريض لما هو أفضل له، والا لن استطيع اعطائه المسكن على الرغم من أن قلبي سيتقطع على المريض وأهله بدون أن أستطيع فعل شيئ لأجله سوى محاولة اقناعه.

ولمن يسأل ما المشكلة في أن نكسر ارادة المريض طالما أن اعطائه المسكن يصب في مصلحته؟

نعم في مصلحته طبيا ولكن ليس في حياته ككل، بمعنى:

المريض لديه ارادة غير ما تريده أسرته وبالتالي هو شخصيا لا يريد أن يتخلى عن موقفه ولا يريد أن ينصاع لرأي أسرته، وهذا يكون بينه وبين أسرته فقط، بمعنى أنك لايجب أن تكون داخل تلك المعادلة، فان اعطيته المسكن ستكون قد نفذت قرار عائلته عليه بما لا يريده (ستكون أداة الأهل لتنفيذ ارادتهم على المريض) وجعلته يبدو ضعيفا وجردته من أي حق لأن يقرر لنفسه.

طبعا المسكن هنا هو مجرد مثال بسيط ولكن هناك العديد من المواقف أو القرارات التي تتشابه مع مثال المسكن وقد تكون مصيرية لحياة المريض للأبد...

وفي النهاية بالرغم بأن المسكن مثال بسيط وأنه على فرض لم يتبقى للمريض الكثير ليعيشه فأنه لن أستطيع اعطائه اياه بدون موافقته (طالما ان صحته العقلية تسمح بذلك).

عذرا على الاطالة...

هل توافقونني الرأي

هل ستتقبل ما أمرتك به زوجة المريض وستقوم بإعطائه مسكنات الألم؟ وإن كنت ستفعل ذلك، أليس هنا أنت لم تحترم رغبة واستقلالية المريض؟

لن اتقبل، للمريض حق وحدود ليس لي كممرضة ان اتعداه، إن ارادت فبإمكانهما الوصول لحلٍ وسط، اما عني فلن اتدخل في امور قد تورطني او تجرح غيري

سأقوم بعملي دون زيادة او نقصان مع احترام مريضي

لن اعطيه اي مسكنات، فهي رغبته الشخصية وليس لي الاحقية ان امنعه عنها ناهيك عن المشاكل التي سأقع بها إن اكتشف الامر، لذلك لمصلحتي ومصلحته لن اقوم بهذا

وعائلته الاجدر بها ان تخوض معه نقاش عوضًا عن توريطي والتعدي على رغباته