بالنسبة لي الإنجاب ليس حق أو رفاهية للجميع، الإنجاب مسؤولية لها متطلبات مادية ونفسية لا يمتلكها الكل، ولهذا ببساطة إذا كان الإنسان لا يستطيع توفيرها أو على الأقل لمرحلة معينة فعليه بتأجيله أو إلغائه، فليس من حق أي إنسان أن ينجب فرد آخر ليعذبه أو يبتليه بعقد وهموم هو لم يتسبب فيها.
إذا كنت غير قادر على الإنجاب، لا تنجب.
أتفق تمامًا، والمثير للدهشة أن دولنا وهي من أكثر الدول في معدلات الإنجاب السنوي، هي أيضًا المنطقة الملتهبة في العالم، من حروب وانفلات أمني وتلوث غذائي، شخصيًا لا أقدر على القول أنني لست إنجابيًا، ولكن حتى أغادر تلك المنطقة، فلا أشعر أن الإنجاب خطوة حكيمة، بل قد تكون أقرب للأنانية.
أتفق تمامًا، والمثير للدهشة أن دولنا وهي من أكثر الدول في معدلات الإنجاب السنوي، هي أيضًا المنطقة الملتهبة في العالم، من حروب وانفلات أمني وتلوث غذائي، شخصيًا لا أقدر على القول أنني لست إنجابيًا، ولكن حتى أغادر تلك المنطقة، فلا أشعر أن الإنجاب خطوة حكيمة، بل قد تكون أقرب للأنانية.
هل تتفق معى بأن القول أن الإنجاب في ظل هذه الظروف قد يكون "أقرب للأنانية" يتطلب مزيداً من التحليل الموضوعي. فحتى لو كانت الظروف صعبة في بعض المناطق، قد يكون للإنجاب قيمة عظيمة في تشكيل الأسر والمجتمعات، وقد يكون لدى بعض الأفراد القدرة على تحسين هذه الظروف من خلال تعليم أبنائهم أو تطوير مجتمعاتهم. لذلك، فإن القول بأن الإنجاب في هذه الحالات يكون "أنانياً" يتجاهل بعض العوامل الإنسانية التي تشكل القيم المجتمعية.
تماما! أتفق معك جملة وتفصيلا! خفض تعداد السكان لا يحل المشاكل المجتمعية بل يفاقهمها أكثر ويؤدي لانهيار الدولة لأن الشباب هو المحرك الأساس لعجلة الاقتصاد. أهم مورد للدولة هي الموارد البشرية.
الأمر لا يقصد به نية خفض السكان والعائد الاقتصادي منه، هنا جانب التناول هو القرار الفردي والاجتماعي للانجاب وسط ظروف اجتماعية وأمنية غير مستقرة، وليس تذكية لأي نظام اقتصادي.
لقد فهمت وجهة نظرك, وأنا أيضا لا أفكر في الانجاب لأسباب شخصية.ولكن لا يمكنني نعت الآخرين بالأنانية.
بالمنطق يا صديقي القرار الفردي للأفراد يؤدي لقرار جماعي شامل, لو تبنى كل فرد أن الانجاب بالدول العربية هو أنانية, سنصبح في القاع بعد عشر أو عشرين سنة... لو كان سكان غزة قرروا مثلا التوقف عن الانجاب عند بدأ الحصار قبل عشرين سنة لصارت اليوم جزء من دولة اسرائيل, لو توقف السوريون عن الإنجاب قبل عشر سنوات بسبب الأوضاع الكارثية فإن الدولة لن تقوم لها قائمة مجددا وستنهار بعد عشر سنوات من الآن وتصير جزء من دولة أخرى مجاورة. الأمر ذاته بكل دول العالم, البشر هم من يبنون الدول وليس العكس.
ليس بالضرورة أن تؤدي القرارات الفردية لقرارات جماعية، خصوصًا أن مسألة عدم الإنجاب هي الأقرب للأقلية وغير الشائعة، في مسألة غزة والكيان الصهيوني، أتفق أن أكثر ما يهدد الكيان هو ارتفاع نسبة مواليد الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة أو عرب الداخل، ولكن في مسألة مثل تلك، مسألة متأصل فيها الاحتلال والإبادة العرقية وحروب دينية أيضًا، لا أحب أن أملي آرائي وأنا تنعم أيادي في المياه الباردة على أشخاص يخوضون مثل تلك الويلات، حتى وإن كنت أشعر بالحزن بسبب أن كيف أن هناك عشرات الألاف من النساء الحوامل في غزة الآن، وكيف كان من الأفضل أن لا يحدث ذلك سواء لهم أو لأطفالهن.
ولكني أتفق مع كلام رنا أن التبني لطالما كان حلًا أقرب للمثالية في كل الظروف، سواء دول تعاني من أزمات ولكن بلا حروب، أو دول في حروب بالفعل، لأنك تساهم في تحسين حياة طفل بالفعل وتغذي المجتمع بيه في نفس الوقت إن أردت النظر لها من منظور اجتماعي واسع.
نحن نعلم أن الناس لن تتوقف عن الانجاب نحن هنا نناقش الأفكار فقط, وأنت يا صديقي تنعت من ينجب في هذه الظروف بالأنانية, وهذه الفكرة ما دعتني للنقاش, لأنني عندما أصم الناس بالأنانية لسلوك ما فهذا يعني أنني أرى التصرف المعاكس هو التصرف الصحيح, أي أن يتوقف الناس عن الانجاب في الظروف القاسية...
أما التبني فهو ممارسة موجودة منذ آلاف السنين, بحرب أو بلا حرب وليس خيارا بديلا عن الإنجاب, بل يمكن للأسرة التي لها أطفال أن تتبنى أطفال آخرين كما هو الحال بالغرب, ولكن بالعقلية العربية التبني فقط لمن لا يستطيع الانجاب للأسف.
أنا احترم قرارات الجميع، ولكن عن نفسي لن أفكر في إنجاب طفل على أرض تعم بالحروب والدمار من كل ناحية، لا معنى بالنسبة لي من جلب إنسان لتعذيبه نفسيا وجعله يعيش كل يوم في رعب مع عدم توافر أساسيات الحياة الأدمية! الأطفال ليسوا مشروعا لحل أزمات دول أو استمرارها، الكبار البالغين هم الأولى بحل هذه الأزمات.
الأطفال ليسوا مشروعا لحل أزمات دول أو استمرارها، الكبار البالغين هم الأولى بحل هذه الأزمات.
لا أحد يقول أن على الطفل النهوض للعمل لا يوجد عاقل بالكون يقول هذا! ولكن البالغين الذين تنتظرين منهم حل الأزمات لن يحلوها بين ليلة وضحاها هو مسار طويل من العمل يمتد لعقود بل لقرون أحيانا, هي سنة الحياة أن تمر البشرية بحروب وكوارث طبيعية وأوبئة كالطاعون... أخبريني ما هي البقعة الأرضية التي يعيش فيها البشر بسلام منذ بدء الخليقة؟ لا يوجد طبعا! لو تبنى البشر منذ القدم فكرة التوقف عن الانجاب عند كل كارثة لما كنا اليوم نتحدث أنا وأنت, لانقرضت البشرية منذ العصر الحجري الأول.
هذا يعتمد على نوعية الظروف وقدرة كل أسرة عن التعامل معها، فما يبدو أزمة لي قد لا تكون كذلك بالنسبة لغيري، وهذا ينطبق على الظروف الاقتصادية والسياسية للبلاد وإن كانت للبعض لا تبدو مستقرة كإنجاب طفل وتوفير حياة أمنة مستقرة له، فهي للبعض الآخر مناسبة، فهم لديهم البدائل والحلول للتعامل مع أي أزمة بحيث لا تتأثر حياتهم، ولكن الجانب الأهم برأيي هو الاستعداد النفسي، لأن مسؤوليات الإنجاب لا تقتصر على توفير بيت أمن وطعام وملبس، بل هو قدرة على العطاء وأهم أنواع العطاء هو مشاعر الحب والاهتمام والتعزيز، وكنت من أول أمس فقط أناقش في مساهمة سابقة تأثير نقص وعدم تلبية هذه المشاعر عند البشر منذ طفولتهم وما ينشأ عنها من إدمان لها ومحاولات عديدة لتعويضها!
لا أنكر القيمة العظيمة الناتجة عن تكوين أسرة، وأسرها النفسي العظيم على حياة الفرد أو الأب في تلك الحالة، ولكن إن وضعناها في ميزان فسترجح كفة المعاناة التي سيعانيها الطفل في منطقة حروب أو منطقة قد تعرضه لخطر الأذى النفسي والجسدي المستقبلي على كفة إيجابية تكوين الأسرة، قد يكون الموضوع مدارس، ولكن مدرستي أن إن ضللت الطريق فلا حاجة لإجبار آخرين على الضلال معي، فلا أشعر وأنا الشخص الغير مرتاح في بلادي والشاعر بعدم الأمان والراحة والرغبة في الهجرة، بجدوى جلب طفل أنا غير قادر على منع الأذى عنه إن جاء لتلك الدنيا.
لطالما آمنت أن الإنجاب ليس حق مطلق لكل للمتزوجين، ولكن يجب أن يقنن من طرف الأزواج أنفسهم، ويخضع لشروط الأهلية النفسية والعقلية والقدرة المالية لهم، ويراعى فيها المصلحة الفضلى للأبناء، هؤلاء الأبرياء الذين نأتي بهم إلى الدنيا دون اختيارهم أو موافقتهم، فهم أمانة عظمى في أعناقنا ومسؤولية كبرى على عاتقنا، فلنحسن التوقيت، ولنلتزم بتوفير شروط معقولة لفلذات أكبادنا لعيش حياة كريمة، ولننبذ أنانيتنا في الرغبة في الإنجاب من أجل الإنجاب وفقط..
هذا بالضبط ما يجب أن يحدث، الأطفال مسؤولية علينا أن نحسن توليها، هم ليس حقول تجارب ولا نتيجة مفروغ منها من الزواج ولا حل لمشكلة ما عند الزوج أو الزوجة، من ينجب عليه أن يدرك أن بيده حياة إنسان هو يؤثر على كل صغيرة وكبيرة فيها، بيده أن ينشأ إنسان صالح سوي خادم لدينه ووطنه، أو إنسان فاسد أو مريض أو مشوه لا يستطيع حتى الاعتناء بنفسه، وليس بعيدا سبب إصابة أغلب هذا الجيل بإضطرابات نفسية عديدة بسبب سوء الرعاية والتربية غير سوية و كما أحب أن أسميه "عقوق بعض الأهالي في التعامل مع أبنائهم".
لست أنتِ من يقرر ولستِ أنتِ المسؤله عن العالم والناس .
قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ )[الأنعام:151]
بعض البشر لو تيسر له الأمر لا أباد البشرية ليبقى وحده
كل اسره تعرف مايناسبها و كيف تتدير أمورها .
هي لم تطلب من أحد أن يقتل أولاده أو الأجنة في بطون أمهاتها، تقول باختصار لا تأتوا بأطفال تعذبوها معكم وأنتم غير قادرين على توفير حياة كريمة لهم، والكريمة هنا ليست فقط مادية، بل حتى نفسية، وبالنهاية يظل الطفل يعاني من مشكلات نفسية طوال حياته.
بالضبط أشرت لما كنت أود قوله ردا على هذا التعليق، شكرا لك.
أنا بالطبع لم ولن أشجع أو أدعو لقتل جنين في بطن أمه، أنا اتحدث عن أطفال لم يبث الله أرواحهم في بطون أمهاتهم بعد، أي في قرار الإنجاب والحمل من الأساس، ما قبل الحمل وليس أثنائه، أي من تحمل وأيا كانت ظروفها فعليها برعاية طفلها، أما من لم يقبلوا على هذا بعد، فهنا قرار الإنجاب من عدمه يجب أن يكون مبني على معطيات وشروط يجب أن تتوفر في الزوجين، فهل ترى مثلا أن شخص عنيف وعصبي على الدوام ولا يستطيع ظبط نفسه يمكنه أن يكون أب لطفل؟ ألم ترى نماذج أطفال شوهوا بسبب تعنيف أهاليهم ظننا منهم أنهم هكذا يربون؟ هل عدم الإنجاب حرام وضرب الأطفال وتعذيبهم جسديا ونفسيا ليس حرام؟ @abdur7maaan
هذه افكار غربية! ترك الانجاب خوفا من الفقر فيه سوء ظن بالله تعالى وهو القائل سبحانه: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )) - غافر 60.
عندما اجيب بهذه الطريقة, يتبادر لأذهان هذا الفكر اني مسلم "متخلف, جاهل, مكبوت" سبحان الله.
ما العلاقة! الأمر مشابه تماما لشخص لم يذاكر فطبيعي أنه سيرسب في الامتحان، هل توقع هذا سوء ظن بالله! شخص فقير ولا يملك أي أساس يمكن أن يبني عليه بحيث نقول انه حاله قد يتحسن مستقبلا فهو بنسبة كبيرة سيظن فقير، الأمر طبيعي جدا، ولا أقول أن الفقراء لا يجب أن ينجبون ولكن على الأقل يحددوا النسل بحيث ينجبون عدد أطفال يناسب حالتهم المادية، ولكن شخص يكسب ما لا يكفيه قوت يومه وينجب ٥ أطفال هل هذا منطقي برأيك؟
وهذا بالضبط معنى الايمان بالله. أن تؤمن أن قدرة الله فوق العقل والمنطق, فهو لا يعاملنا بالمنطق الذي نعامل به بعضنا. كيف وهو مالك كل شيء!
أتفهم خوفك على ابنائك من الاحداث والتقلبات الجارية في العالم اليوم. لكن سنة الله ماضية, ان لم تنجبي انت فستنجب غيرك. فالواحد منا يجتهد قدر المستطاع ويستعين بالله لتوفير افضل الظروف وليحسن الظن بالله انه لن تحصل له تلك المصائب التي يراها.
في الحقيقة يندهش المرء من البعض الذين يتعاملون مع قرار كهذا بمنتهى الاستخفاف، ولا تجد أنه يتوقف لحظة ليفكر فيه، بل يتعامل مع الموضوع كأنه محسوم بالفعل..سأتزوج، ومباشرة بعدها سأنجب ربما ثلاثة أو أربعة أطفال، أو حتى يأتي الولد..
ولا يتوقف ليسأل كيف ستكون حياتهم؛ هل ستكون حياة جيدة؟ هل سيكونون سعداء وتتوفر لهم سبل الرعاية والحماية؟
لا أعتقد الكثيرين يفكرون في هذه الأسئلة
التعليقات