قبل سنوات قليلة تعرفت إلى سيدة في أوائل الثلاثينيات من عمرها كانت تعمل في مجال الاستشارات النفسية ذكية متزنة ناجحة ومتزوجة من شريك يُقدّرها كثيرًا ما كان يُثير دهشة الجميع هو أنها لم تُنجب رغم مرور أكثر من خمس سنوات على زواجها وحين يُسأل الزوج بلطف يرد بابتسامة "هذا قرار مشترك... نحن لا نرغب في الأطفال" في جلسة نقاش صريحة معها قالت لي "أنا لا أكره الأطفال بل أحبهم وأقدّر الأمومة... لكنني لا أراها تناسبني ولا أشعر أنني سأكون أماً سعيدة" كلماتها ظلت عالقة في ذهني فقد تعوّدنا أن نفترض أن الأمومة جزء لا يتجزأ من هوية المرأة ومن دونها تُعتبر ناقصة أو أنانية لكن ما لم نفهمه هو أن "الأنانية الحقيقية هي أن تُنجب امرأة طفلًا فقط لتسكت أصوات الناس لا لأنها مستعدة نفسيًا وعاطفيًا" هناك نساء لا يشعرن بأن الأمومة تناسبهن واتخذن هذا القرار بعد تأمل عميق هل هذا يُعدّ تمردًا؟ ربما هل هو أنانية؟ لا أعتقد بل هو صدق وشجاعة المجتمع عليه أن يتغير لا أن يُحمّل المرأة كل النواقص لمجرد أنها اختارت طريقًا مختلفًا شاركونا بآرائكم
قرار المرأة بعدم الإنجاب... تمرد أم أنانية مغلفة بالحرية؟
قرار المرأة بعدم الإنجاب ليس تمردًا ولا أنانية، بل شجاعة في مواجهة قالب اجتماعي جامد. الأجدر أن تُحترم اختياراتها كما نحترم من تختار الأمومة. الحرية الحقيقية أن تُترك لها مساحة القرار دون وصاية.
أتفق معك من المهم أن نفهم أن قرار الإنجاب ليس أمرًا تلقائيًا يجب على كل امرأة أن تتخذه هناك من ترغب في الأمومة وهناك من لا تميل إليها وهذا لا يجعل إحداهن أفضل من الأخرى الأمر يرتبط بالميول الشخصية والظروف والاستعداد النفسي ومن المهم أيضًا أن ندرك أن تربية الأطفال مسؤولية كبيرة ولا ينبغي أن يُجبر أحد على خوضها إن لم يكن مستعدًا احترام حرية الاختيار هو أساس أي مجتمع ناضج والحرية الحقيقية تعني أن تُمنح كل امرأة المساحة لتختار طريقها دون حكم مسبق أو ضغوط
سيظل موضوع الأمومة غريزة ده سائد وأي حديث مختلف يؤخذ في وجود مشكلة نفسية أو جسدية لدى صاحبته. الأمومة قد تكون غريزية من الناحية البيولوجية "أن تصبح الأنثى أمًا" مثلما يصبح الرجل "أبًا"، ولكن ربط مشاعر الأمومة بالغريزة ليس بالفطرة التي يتوقعها الجميع، بعض الأمهات حتى بعد الإنجاب لا يشعرن بأي مشاعر أمومة، وتكون أمومتهم جافة جدًا، ومنهن من تصاب بالاكتئاب، أو ترفض حتى الطفل تمامًا، ولهذا، فالإنجاب مسؤولية كبيرة جدًا، وإذا لم تكن السيدة مستعدة لتحمّل مسؤوليات طفل، رعايته وحمايته وتربيته، فإذن الإنجاب ليس لها، إلا لو ستنجب وتترك التربية لوالدتها كما تفعل سيدات عديدات، فقط لإرضاء أمهاتهن والإنجاب يكون رغبه ال÷الي.
غريزة؟! لا يا عزيزتي، ليست كل دفقة هرمون تستحق أن تُوصف بالغريزة المقدسة! بعض الناس يُصاب بالحساسية من الزهور، هل هذا يجعلهم عشّاقًا للطبيعة؟ قطعًا لا.
أنتِ تتكلمين عن الأمومة وكأنها قانون فيزيائي، ثم تتراجعين في نصف سطر لتقولي "مش كل الأمهات عندهم مشاعر أمومة"... عظيم! إذن أين هي هذه الغريزة التي تتحدثين عنها بثقة العارفين؟ هل هي شبح؟ تظهر وتختفي حسب المزاج؟ أم أنها كائن متقلب على طريقة أحيانًا أحب، أحيانًا أختنق؟
إلا لو ستنجب وتترك التربية لوالدتها كما تفعل سيدات عديدات، فقط لإرضاء أمهاتهن والإنجاب يكون رغبه ال÷الي.
أخيرًا لمحتِ الحقيقة الإنجاب للعرض الاجتماعي، والتربية بالتفويض العائلي. مسرحية سخيفة يؤديها الكثيرون، ويصفق لها المجتمع الأعمى. لكن بدل أن تنتقدي المنظومة، هجمتِ على الضحية، وكأن العيب في المرأة التي تُرضي والدتها، لا في ثقافة لا ترى المرأة إلا كرحم منتج تحت الطلب.
واقعيًا؟ الواقع يقول إن كثيرًا من الناس يُنجبون لا لأنهم جاهزون، بل لأنهم جبناء. يخافون كلام الناس، ويهربون من مواجهة أنفسهم، فيرمون بطفل في هذه الحياة كأنهم يشحنون طردًا. ثم يقولون غريزة. لا، بل هو جُبن مغطى بخرافة بيولوجية.
كلامك يُشبه محاولة طلاء صدأ قديم بطلاء لامع... من بعيد يلمع، ومن قريب يُظهر كلّ القبح تحته.
إذن أين هي هذه الغريزة التي تتحدثين عنها بثقة العارفين؟
مرحبا، ارجو تقبل مروري، اريد ان اقول فقط ان ايريني قالت بشكل واضح هنا:
الأمومة قد تكون غريزية من الناحية البيولوجية "أن تصبح الأنثى أمًا" مثلما يصبح الرجل "أبًا"، ولكن ربط مشاعر الأمومة بالغريزة ليس بالفطرة التي يتوقعها الجميع،
هي حرفيا فصلت الغريزة عن الامومة، و وضحت أن الامومة لا تتعلق بالضرورة بالغريزة..لذلك ردك من البداية كان مبنيا على سوء فهم لا أكثر ولا أظن أن الأخت @ErinyNabil تختلف مع فكرتك، أرجو أن نتحلى بأسلوب نقاش محترم.
أريد العودة للنقاش من باب آخر أخت ايريني، وهو قولك هنا:
بعد الإنجاب لا يشعرن بأي مشاعر أمومة، وتكون أمومتهم جافة جدًا، ومنهن من تصاب بالاكتئاب،
أريد قول ان إكتئاب ما بعد الولادة موجود فعلا طبيا وكثير من الأمهات يمرون به خاصة في الانجاب الاول، اعني هناك حالات حتى مت تريد ان تكون أم وتنجب بإرادتها عن رغبة وحب وتمر به، لذلك لا اظن انه سيكون وحده عذرا كافيا لاتخاذ قرار كبير بعدم الانجاب.. خاصة ان هناك حلولا وتوجيهات طبية للتعامل معه.
مرحبًا بك، وشكرًا على مرورك، لكن دعنا نكن صريحين قليلًا:
نعم، قالت إيريني أن "الأمومة قد تكون غريزية من الناحية البيولوجية"، ثم حاولت فصل الغريزة عن مشاعر الأمومة... لكن هذا بالضبط هو التناقض المُربك، لا التوضيح.
فما الذي تعنيه بـ"غريزية بيولوجيًا" إن لم تكن تتحدث عن مشاعر داخلية تدفع للسلوك الأمومي؟ هل هي تقصد وجود رحم فقط؟ أم رد فعل تلقائي؟ أم أنها تقول كل شيء ولا تقول شيئًا؟
ثم تقول إنها لا تربط "المشاعر" بالغريزة، ومع ذلك تبرر أن بعض النساء لا يشعرن بمشاعر الأمومة بسبب... الاكتئاب.، لكن أليس هذا يعني أنها ربطت من حيث لا تشعر فشل التجربة النفسية بتبرير نفسي طبي فقط، دون الاعتراف بأن بعض النساء لا يشعرن بالأمومة لا لمرض ولا لخلل، بل لأنهن ببساطة... لا يُردن ذلك؟
دعني أذكّرك أن الإنسان لا يُختزل في قائمة أعراض وحلول. القرار بعدم الإنجاب ليس دائمًا ناتجًا عن ألم أو مرض، بل أحيانًا عن وعي، حدس، رؤية داخلية، أو حتى قناعة فلسفية.ولا أحد يحتاج لتمريرة من المجتمع أو ختم طبي ليقول: "لا أريد أن أكون أمًا".
ماهو أنا قولت إنه مش غريزة في كلامي، ومربطتش أصلًا بينهم، بس ماشي..
حسنًا، فكرة رمي اللوم على الثقافة نحن نعلم جيدًا إنها ستار لا قيمة له، لا أحد ياخذ قرارًا واعيًا ثم يعود قائلًا "أصل المجتمع هو اللي ضغطني" وأنا لا ألقي اللوم على السدية فقط، بالطبع اللوم على الأهالي أيضًا، ولكن السؤال هل لو قررت السيدة قرار صريح بعدم الإنجاب، هل ستجبرها والدتها عنوة؟؟ طيب.. سؤال مهم آخر، الإنجاب له بعد ديني كبير، ولن أتدخل هنا في تفاصيله، ولكن يؤثر في ثقافة المجتمع، ولذلك بعضهن مجبرات على الإنجاب حتى لا يخالفن النصوص الدينية، وللمرة الثانية هذا أمر لا يخصني في شيء، ولكن أيضًا سيظل اللوم على من يتخذ قرارًا غير مسؤول ويضع اللوم على أي ما يكن غير نفسه، وطبعًا قبل أن تخبرني أن بعضهن لا يملك أصلًا حرية الاختيار بسبب مجتمعات منغلقة وثقافات عقيمة جدًا، فهؤلاء لا ألوم عليهم، لأن حياتهم نفسها قد تكون في خطورة إذا ما قررنا أي قرار مخالف للسائد.
أنتِ لا ترفضين فكرة الغريزة، بل تناورين حولها. تطرحين الفكرة، ثم تنفيها، ثم تدورين في حلقة مفرغة من “أنا مش مع ده، بس برضو ده موجود، بس برضو مش بالضرورة”. هذا النوع من الخطاب الإنشائي الذي يشبه مَن يفتح مظلة في غرفة مغلقة: لا هو واقي من المطر، ولا له معنى.
ثم تطرحين ما يبدو كأنه سؤال وجودي
هل ستجبرها والدتها عنوة؟
نعم، تُجبرها. لا باليد، بل بالابتزاز العاطفي، بالتحقير، بالتهديد بالقطيعة، بوصمها أمام العائلة، وفي مجتمعات كثيرة هذه الوسائل أقسى من السجن. لكنكِ، ببساطة مدهشة، تتجاهلين كل هذا وتقولين
"ما حدش بياخد قرار و يرجع يقول أصل المجتمع ضغطني."
آه حقًا؟ هل تعيشين في المدينة الفاضلة؟ من قال لكِ إن الناس يتّخذون قراراتهم في فراغ؟ هل تظنين أن امرأة تعيش بين سبعة إخوة، في حي شعبي، في أسرة تقيس شرفها بعدد الأحفاد، لديها رفاهية أن تقول "لا أريد طفلًا"؟ هل هي في ندوة TEDx أم في مأتم عائلي؟ قرارها ليس قرارًا، بل محاولة نجاة مغلّفة بابتسامة.
اللوم على من يتخذ قرارًا غير مسؤول ويضع اللوم على أي ما يكن غير نفسه، وطبعًا قبل أن تخبرني أن بعضهن لا يملك أصلًا حرية
أولًا، من الذي يحدّد ما هو القرار المسؤول؟ هل المسؤولية هنا بمعيار فردي؟ مجتمعي؟ ديني؟ عاطفي؟ لأن تعليقكِ يرفض كل هذه المعايير، ثم يعود ليتبنّاها واحدة تلو الأخرى، حسب الحاجة. تناقض ناعم لكن واضح تريدين الحديث كأنكِ مراقبة موضوعية، بينما أنتِ تلوّحين بالقيم والتقاليد كأنها قواعد فيزيائية.
يا إيريني ما تفعلينه يُشبه تمامًا مَن يُلقي خشبةً صغيرة في النهر، ثم يقول بثقة "أنا مش سبب الفيضان، بس يمكن لازم نحترم سريان الماء."
كلامكِ لا يقدّم حلًا، ولا يحترم تعقيد القضية، بل يُعطي شرعية مموّهة للمنظومة، ثم يتنصّل منها بكلمات حيادية.
أنت دائمًا تحب اجتزاء كلامي، ولكن لا مشكلة في ذلك،
وطبعًا قبل أن تخبرني أن بعضهن لا يملك أصلًا حرية الاختيار بسبب مجتمعات منغلقة وثقافات عقيمة جدًا، فهؤلاء لا ألوم عليهم، لأن حياتهم نفسها قد تكون في خطورة إذا ما قررنا أي قرار مخالف للسائد.
ألم أقل هذا في آخر تعليقي؟؟؟ ألم أوضّح أن بعضهن لا يملك حيلة؟؟ وحتى عندما ذكرت مسؤولية الفرد.. ذكرتها لمن يملك القرار أصلًا ولكن يخشى فقط أن ينبذه المجتمع، فيلقي شماعة أخطاؤه على المجتمع.
عذرًا، لكن كلامك يتلوى أكثر من الفكرة نفسها.
تدينين من "يخشى المجتمع"، ثم تعودين في آخر سطر لتقولين "بعضهن لا يملكن حرية القرار".
جميل، لكن أين كانت هذه الرحمة طوال تعليقك المليء بتوزيع اللوم؟
الضغط المجتمعي مش دايمًا سوط ظاهر، أحيانًا بيكون بصوت الأم، بتهديد مستتر، بنظرة العيلة.
اللي “يملك القرار” زي ما بتقولي، ممكن يكون محاصر نفسياً كأنه في زنزانة، بس بباب مفتوح.
أتفهم وجهة نظرك لأن الواقع صعب فعلًا فهناك من يُجبرون على الإنجاب فقط لأن المجتمع يرى أن هذا هو الطبيعي وليس كل من أنجبوا كانوا مستعدين نفسيًا أو حتى راغبين في ذلك لكن من المهم أن ندرك أن الأمومة بالنسبة لبعض النساء شعور حقيقي وصادق وليست فقط استجابة لهرمونات أو ضغوط خارجية هناك نساء يشعرن بالسعادة في تربية الأطفال واحتوائهم ويجدن في الأمومة معنى عميقًا وهذا لا يتعارض مع احترام من لا يرغبن في ذلك أو لا يشعرن به وربما بدلاً من إنكار وجود هذا الشعور تمامًا يمكننا الاعتراف بأنه يختلف من شخص لآخر فهناك من يشعر به ويعيشه وهناك من لا يشعر به وهذا لا يجعل أحدهما أفضل من الآخر المهم أن نحترم حرية الاختيار وندع الناس يتخذون قراراتهم بناءً على ما يناسبهم دون إجبار أو ضغط المشكلة ليست فقط في وجود غريزة الأمومة أو غيابها بل في إجبار الناس على القيام بأدوار لا تعبر عنهم وفي النهاية الأطفال هم من يدفعون الثمن
صحيح تمامًا فهناك أشخاص لا يشعرون بمشاعر الأمومة حتى بعد الإنجاب وهذا لا يعني بالضرورة وجود خلل لديهم بل لأن مشاعر الأمومة ليست شرطًا أن تكون تلقائية لدى الجميع بنفس الدرجة فهناك أمهات يشعرن بالارتباط مع الطفل منذ اللحظة الأولى وهناك من يحتاجن وقتًا أطول وهناك من لا يشعرن به مطلقًا المهم أن يكون قرار الإنجاب نابعًا من استعداد حقيقي لتحمّل المسؤولية وليس فقط استجابة لضغط المجتمع أو رغبة العائلة لأن الطفل ليس مشروعًا مؤقتًا بل هو حياة كاملة تحتاج إلى رعاية واحتواء وصبر
أنا سأتحدث عن الموضوع من زاوية الشرع، بعد ذلك يحق للإنسان أن يكون حرا ما لم يخالف الشرع.
في الشرع يعد تحديد النسل بدون ضرورة حقيقية غير جائز، أي أنه لا يحق للزوجين أن يقوما بأسباب تمنع إنجاب الأطفال إذا لم يتحقق ضرر حقيقي يقرره الأطباء على المرأة بإنجابها للأطفال.
أما تنظيم النسل فأجازه علماء بأدلة، وهو التباعد بين الولادات بدافع الإشفاق على المرأة وعلى أولادها حتى تتمكن من رعايتهم وإعطائهم حقهم من التربية والرعاية.
لذلك أنا ضد من يمنع إنجاب الأطفال من البداية، لو أنجبوا مثلا الطفل الأول ثم باعدوا بين الولادات لا بأس. (من باب الشرع لا أكثر)
بصراحة لست متأكدة تمامًا من مسألة تحريم الشرع لعدم الإنجاب خاصة في الحالات التي لا يوجد فيها ضرر طبي واضح لأن الأمر فيه آراء واجتهادات لكن من وجهة نظري أعتقد أن هناك أشخاصًا فعلاً لا يستطيعون تحمل مسؤولية تربية الأطفال سواء من الناحية النفسية أو المادية أو حتى بسبب نمط حياتهم وإجبارهم على الإنجاب فقط لأن المجتمع أو الدين يرى ذلك قد يؤدي إلى معاناة الأطفال بسبب عدم الجاهزية ربما الأفضل في هذه الحالة هو الوعي بالقدرات والمسؤوليات قبل اتخاذ القرار لأن الإنجاب ليس فقط مسألة شرعية بل هو أيضًا أمانة كبيرة وحياة جديدة يجب أن نكون مستعدين لها حقًا
نعم، بحثت قليلا في الموضوع فوجدت أن هناك من أجازه، هذا كلام الشيخ ابن عثيمين:
لكنه قال في البداية أن الأفضل الاستكثار من الأولاد كما جاء الشرع الحنيف، وكذا وجب التنبيه على أنه لا يجوز تأخيره خوف الفقر أو من أجل الرفاهية والأنس، قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
فتكميلا للتعليق السابق أقول أيضًا إن منع الحمل من أجل سوء الظن بالله وأنه لا يدري هل يستطيع القيام بنفقة الأولاد أم لا ويتبرم من ذلك فهذا لا يجوز، وهذا منكر، مثل ما بين الشيخان، وهذا من جنس عقيدة الجاهلية في قتلهم أولادهم خشية الإملاق، فالله جل وعلا كتب لكل دابة رزقها، والحمل يأتي برزقه، يكتب رزقه وأجله قبل أن يلد، رزقه يأتي من طرق قد يعلمها والده وقد لا يعلمها، فالله جل وعلا كتب رزق كل أحد، وعلى والده تعاطي الأسباب والله مسبب الأسباب سبحانه وتعالى.
وهكذا تعاطي ما يمنع الحمل من أجل الرفاهية والأنس بين الزوجين من غير علة هذا أيضًا لا يجوز، فتعاطي أسباب الأولاد وتكثير النسل أمر مطلوب ومشروع ومفضل وفيه مصالح جمة، فينبغي للزوجين أن يحذرا ذلك وأن يتعاونا على البر والتقوى، وأن يحذرا ما حرم الله عليهما جل وعلا، فكل إنسان له رزقه وله أجله وله أثره.
بصراحة أنا أرى أن النقاش حول موضوع الإنجاب ومنع الحمل فيه اختلاف كبير بين الناس وفيه آراء فقهية متعددة وأنا أميل للرأي الذي يجيز تنظيم أو حتى منع الحمل لأنّه ليس من الطبيعي أن يُنجب الناس فقط لأن هذا هو المفترض أو لأن المجتمع يرى ذلك فالإنجاب مسؤولية كبيرة وليس مجرد زيادة عدد ونحن نعيش في وقت نرى فيه أطفالًا كثيرين يعيشون في ظروف صعبة ويكونون ضحية لقرارات اتخذها الكبار دون وعي فهذا الطفل يحتاج إلى حياة كريمة ونفسية مستقرة حتى ينمو بشكل سليم ومن غير المنطقي أن يُجبر شخص لا يحب الأمومة أو لا يستطيع تحملها على أداء هذا الدور لأن النتيجة ستكون طفلًا يعاني ليس فقط ماديًا بل نفسيًا أيضًا وذلك ظلم كبير وأنا أؤمن فعلًا بأن الرزق بيد الله وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان ولكن يجب أيضًا أن يكون هناك وعي بالتربية والقدرة الحقيقية على الرعاية لا مجرد توكّل بدون تخطيط فالموضوع يحتاج إلى توازن بين الثقة بالله وبين تحمّل المسؤولية والاختيار عن وعي لا عن ضغط ولا تقليد أعمى
دا رأي شيخ مصري من دار الإفتاء رأيه واضح جدًا
فعلًا. قرار المرأة بعدم الإنجاب يلامس دوائر كثيرة: من القناعات الشخصية، إلى الضغوط المجتمعية، إلى حتى التوقعات الدينية والثقافية.
البعض يرى فيه أنانية، وآخرون يرونه شجاعة ومواجهة لنمط الحياة المفروض مسبقًا. أظن أن الأهم هو: هل القرار نابع من وعي ونضج، أم من ردة فعل مؤقتة أو خوف؟
في النهاية، الحرية تعني المسؤولية أيضًا، سواء قررتِ الإنجاب أو لا، المهم أن لا يكون القرار مجرد “تمرد” عابر أو “رضوخ” أعمى
بالظبط أنا عندي صديقة اتخذت قرار عدم الإنجاب لأنها ترى أن ظروف حياتها الحالية لا تسمح بتربية طفل بشكل صحي وكانت مقتنعة بقرارها بعد تفكير طويل ونقاش مع شريكها لكنها للأسف واجهت الكثير من الانتقادات وكأن الناس لا يهمها السبب فقط يهتمون بأن القرار غير معتاد أحيانًا أشعر أن المجتمع يتعامل مع فكرة الإنجاب وكأنها خطوة إلزامية بعد الزواج دون النظر لمدى استعداد الشخص نفسيًا أو ماديًا أو حتى قناعته الشخصية أنا مع حرية اتخاذ القرار سواء بالإنجاب أو عدمه لكن المهم أن يكون القرار نابعًا من وعي ومسؤولية وليس نتيجة ضغط أو هروب من الواقع
انتي قلتي كلام كبير ومحترم، وأنا بصراحة باتفق معاكي جدًا… بس عايز أضيف حاجة من قلبي:
أنا شايف إن قبل ما أي اتنين يفكروا في إنجاب طفل، لازم يسألوا نفسهم سؤال بسيط:
هل احنا أصلًا اخترنا نكون مع بعض عن اقتناع؟ هل احنا قادرين نتحمل بعض ونكمّل في طريق واحد؟ لأن الطفل مش بس نتيجة حب، الطفل نتيجة مسؤولية... وحياة كاملة بيتبني عليها مستقبل بني آدم.
الأمومة والأبوة مش بس مشاعر، دي حياة كاملة بتتخلق حوالي طفل صغير مش ذنبه ييجي في مكان غلط أو وقت غلط.
عشان كده... أهم بكتير من الإنجاب إننا نكون احنا الاتنين – كزوج وزوجة – مستقرين نفسيًا، وراضيين ببعض فعلاً.
لو معرفناش نحب بعض بصدق، ونحتوي بعض، هنحب طفل إزاي؟ هنربيه على إيه؟!
فكرة "نسكت الناس"؟ الناس دي هتتكلم في كل الأحوال... لو خلفتي قالوا اتأخرتي، لو ما خلفتيش قالوا ناقصة، لو جبتي ولد قالوا البنت حلوة، ولو بنت قالوا فين الولد.
فليه أظلم طفل عشان أسكّت ناس؟
أنا شايف إن الأنانية الحقيقية مش في إن ست تقول "مش حاسة بالأمومة دلوقتي
لكن الأنانية الحقيقية هي إن حد يجيب طفل في بيئة مش مناسبة ليه، ويقول بعدين ربنا بيرزق وبيعين.
الطفل يستحق بيت فيه حب، مش بيت فيه واجب... فيه شريك وشريكة اختاروا بعض قبل ما يختاروا يجيبوا طفل.
وصدقيني…
اللي مش قادر يحب نفسه، ولا يحتوي شريك حياته، عمره ما هيعرف يمنح طفل حب حقيقي ولا حياة سوية.
تعليقك يسلّط الضوء على نقطة مهمّة يغفل عنها الكثيرون الإنجاب ليس مجرد قرار فطري أو استجابة لضغط مجتمعي بل هو امتداد لحياة مشتركة بين شخصين يجب أن يكون بينهما تفاهم حقيقي واقتناع متبادل لأن الطفل بحاجة إلى أن يولد في بيئة يسودها الحب والاستقرار وليس مجرد منزل يبدو مثاليًا من الخارج والسؤال الأهم هل نحن مستعدون فعلًا لتحمل مسؤولية إنسان صغير وأن نكون له دعمًا نفسيًا وعاطفيًا هذا سؤال يجب على كل زوجين أن يطرحاه على أنفسهما قبل أي خطوة فالمجتمع سيظل يتحدث لكن لا يجوز أن يدفع الطفل ثمن إرضاء الناس أو كسر صورة نمطية من لا يستطيع أن يحب شريكه أو نفسه لن يستطيع أن يمنح طفله أي نوع من الأمان أو الحب الحقيقي الوعي قبل الإنجاب ليس ترفًا بل ضرورة حتى لا نكرر نفس الحلقة المؤلمة التي نشهدها من حولنا كل التقدير لكل من يختار عن وعي وصدق وضمير لأنه يختار لنفسه ولطفله حياة أكثر نضجًا ونقاء
كلامك مهم جدا وانا مؤمن تماما ان فكرة الانجاب مش مجرد خطوة تلقائية في الحياة ولا قرار بسيط ناخده تحت ضغط المجتمع او الظروف على المستوى الشخصي شايف ان الانجاب مسؤولية ضخمة مش بس تجاه الطفل لكن كمان تجاه نفسنا وشريك الحياة
اللي الناس احيانا بتغفل عنه هو ان وجود طفل مش لازم يكون جريمة لمجرد ان العلاقة بين الاب والام ما استمرتش المصيبة الحقيقية مش في انفصالهم لكن في اهمالهم للطفل او استخدامه كوسيلة ضغط وصراع كأننا بننتقم من بعض عن طريق انسان بريء مالوش ذنب
فين احترام آدمية الطفل فين الحياد اللي لازم يكون موجود في التعامل معاه لو مش قادرين نحب بعض على الاقل نقدر نحترم وجوده ونحميه من التشوه النفسي اللي بيتولد لما يتحط وسط حرب مش هو طرف فيها
الطفل من حقه يعيش في بيئة آمنة حتى لو ابوه وامه مش مع بعض من حقه يعرف يعني ايه احترام وانه مش وسيلة للضغط او التهديد ولو فقدنا ده احنا مش بنربي طفل احنا بنعيد انتاج مأساة ونسلم المجتمع انسان مشوه نفسيا هيكرر نفس الجرح في حياته
المسؤولية مش رفاهية دي اساس ولو ماقدرتش تكون مسؤول يبقى ماينفعش تبدأ اصلا وحتى لو حصل وكان فيه طفل يبقى واجبك الاخلاقي والانساي تحميه وتخلي كل خلاف على جنب عشان تربي انسان سليم مش ضحية جديدة لواقع مشوة
القرار صح
كل زوجه عارفه هي ها تقدر تعمل اي و تعيش ازاي
فكره أنها تأجل الانجاب أو تمنعه صح
أحسن ما تنجب و متقدرش توفر ليهم اهتمام و حب و تظلم الاطفال معاها
كويس إن هي عندها الشجاعه تقول و تتكلم
فعلا كل زوجة هي الأدرى بقدرتها على العطاء وطبيعة حياتها فكرة تأجيل الإنجاب أو حتى منعه أحيانًا تكون من باب الحرص على مصلحة الطفل قبل أي شيء لأن الإنجاب مسؤولية كبيرة ولا يكفي أن نوفر الطعام والشراب فقط بل يجب أن نكون قادرين على منح الحب والاهتمام والرعاية النفسية فمن الأفضل أن تختار المرأة الوقت المناسب بدلًا من أن تنجب أطفالًا لا تجد الوقت أو الطاقة لتربيتهم كما يجب وأقدّر شجاعتها في التعبير عن رأيها بكل وضوح
في رأيي إن ممكن فكرة تأجيل الإنجاب حتى يتأكد الزوجان من اتفاقهما واستقرار حياتهما معا، أفضل من الإنجاب في بداية الزواج وبعد كده يجد الزوجان أنهما غير متوافقان معا ليحدث طلاق، يكون الأطفال فيه هما الضحايا!
عندي أصدقاء اختاروا الا ينجبوا إلا بعد مرور 5 سنوات من زواجهم، اتبسطوا ببعض وظبطوا حياتهم المادية الاول وبعدين أنجبوا، أصل مش هنخلف عيال نعذبها معانا!
في الحقيقة تأجيل الإنجاب قرار ناضج جدًا خصوصًا في السنوات الأولى من الزواج لأن هذه المرحلة تكون مليئة بالتغيّرات ومحاولات التفاهم والتأقلم وكل زوجين يحتاجان إلى وقت لاكتشاف أحدهما الآخر والاتفاق على أسلوب حياة مشترك والإنجاب قرار كبير ومسؤولية دائمة ولا يصح أن يكون مبنيًا فقط على العادات أو الضغط الاجتماعي المهم فعلًا أن يكون هناك وعي واستعداد حقيقي وليس مجرد خطوة تقليدية
التعليقات