ها قد انقضى عام جديد. اعلم أنه تبقى شهرين، ولكن الشهرين فعليا ما هي إلا غمضة عين. لذلك أحببت أن أشارك معكم تجربتي لهذا العام.
لأعوام خلت، كنت دائما ما أقوم بالتخطيط المسبق للعام الجديد، واعتدت أن اقرأ مساهمات لحسوبيين تخص إنجازاتهم العظيمة لعام سابق ومخططات أعظم لعام لاحق. فكنت أشعر بالإحباط. وبمجرد مرور الشهر الأول وربما أقل ما ألبث إلا أن أتخلى وأتراخى وأتكاسل. فأجد نفسي غير قادرة على تحقيق شيء مما وضعته.
هذا العام كان مختلفا، قمت بوضع استراتيجية أجبرتني على الإلتزام برحابة صدر لأطول مدة ممكنة، فلنقل لتسعة أشهر كاملة تقريبا. فكان هذا تطور كبير جدا جدا جدا بالنسبة لي.
ما قمت به هو كالتالي. أن أتخيل نفسي في لعبة .. قمت بوضع الأمور التي أرغب في إنجازها ، وكل أمر من هذه الأمور يأخذ نقاط score .. وبالتالي كل شهر سيكون له مجموع من النقاط. وهكذا سأستطيع مقارنة إنجازي للشهر مع ما سبقه من أشهر وأقيم نفسي. فكنت كل شهر أحاول تحقيق رقم قياسي جديد.
مثال للتوضيح.. كنت بنهاية كل شهر أحسب التالي:
- كم صفحة قرآن قرأت.
- كم آية حفظت.
- كم ذكرت الله مرة.
- كم كتاب قرأت.
- كم كيلو مشيت.
- كم ادخرت.
- كم تبرعتي.
فلنقل بشهر يناير حصلت على النقاط السابقة على الترتيب ( ٢٠٠، ١٧، ١٦، ٢، ٦٠، ٥٠٠، ٥٠ ) وبالتالي الscore لشهر ١ هو ٨٤٥.
وعند إنتهاء الشهر الذي يليه، أحسب نقاطه وهكذا..
وستلاحظ أنه في الشهر التالي ستحاول أن تكون أفضل، ستقرأ أكثر، ستذكر الله أكثر، وستمشي أكثر.
وبما أنها لعبة، فكنت أتفنن بإعطاء الrewards .. مثلا كل كتاب تقرأيه، هدية مشاهدة فلم .. او إن تبرعتي بقيمة كذا ستحصلين على كوبون شراء حلويات بقيمة كذا ( اذا لم تتبرعي ممنوع حلويات ههههه) وهكذا.
طبعا لم ألتزم دائما ولكن بمجرد نهاية الشهر ورؤية سكوري قد قل كنت أحاول أن أكون أفضل في الشهر التالي.
نعم لقد نجحت معي هذه الفكرة بطريقة سحرية. فأعترف لكم، قبل هذا العام لم اقرأ في حياتي اي كتاب. مجموع ما قرأته في حياتي هو ٤ كتب لدرجة أني أحفظها ( جزيرة الموت لاجاتا و رواية العنكبوت لمصطفى محمود ورواية كريسماس في مكة لاحمد خيري العمري وشيفرة بلال لنفس الكاتب السابق ). ولكن بهذه الطريقة لن تصدقوا كم كتابا قرأت. إحزروا :)
ربما هذه الأمور في القائمة هي أمور عادية لمعظمكم، وربما بعضكم سيسخر. ولكن صدقا لم أكن تلك القارئة ولا تلك الملتزمة جدا بقراءة القرآن. لذلك، ساعدتني هذه الطريقة لجعل نفسي أفضل ولو بنسبة ١٠ بالمئة. لذا هذه الطريقة ستفيد من هم مثلي كسالى. أعطوني رأيكم بالفكرة، وإن كان هناك مجال بإمكاننا جعل التحدي بيننا وليس بين الشخص ونفسه فحسب ^^
اعذروني على الأخطاء الإملائية، فقد قمت بكتابة الأمر على عجل وباستخدام الهاتف.
التعليقات