يختلف مفهوم السعادة باختلاف الحقبة العمرية التي نمر بها، باختلاف احتياجاتنا واهتماماتنا من وقت لآخر.
أتذكر في طفولتي كان أكبر طموحاتي اليومية هو أن أشاهد برنامجي المفضل "عالم سمسم" على القناة الثانية الأرضية بعد النشرة الفرنسية، كنت أقوم بواجباتي وأحفظ مقرر القرآن الكريم قبل هذا الموعد لأنني أعلم يقينا أنني لن يُسمح لي بمشاهدة البرنامج إلا عندما أنهي واجبي، وللأسف لم نملك من التقنية وقتها من التطور ما يسمح لنا بتسجيل الحلقة لمشاهدتها في وقت لاحق.
فالسعادة وقتها كانت بتحقق شئ أريده، مشاهدة كارتون، السهر لساعات إضافية يوم العطلة، شراء حلوى محفوظة .... إلخ.
بعد هذه الفترة اختلف الأمر، أصبح للأصدقاء دور بارز، وأصبحت السعادة بمشاركتهم، بالخروج والتنزه معهم، بلعب كرة القدم معهم، وحتى الأفلام التليفزيونية لا تحلوا إلا بالمشاركة معهم.
في المرحلة الجامعية، كانت سعادتي الحقيقية هي بالجلوس مع أسرتي بضع ساعات معا في بيت واحد، كنت مغتربا، وكنت أشتاق كثيرا لهم، لم أكن أطيق المكوث بعيدا عنهم لفترات طويلة، كان يوم العطلة الذي نقضيه تحت سقف واحد هو أقصى طموحاتي وأمنياتي.
وهكذا ظل الأمر في تطور، كل فترة تختلف عن سابقتها، حتى آباءنا وأجدادنا تجد أن تعريفهم ومفهوم السعادة يختلف معهم من فترة لأخرى، ومن ظروف معيشية لأخرى.
ربما العامل المشترك في كل ما سبق هو كون السعادة غالبا ما تتعلق بأشياء، أشخاص .... أو غير ذلك.
ورغم أن السعادة هي شعور داخلي بالأساس، إلا أننا نجد أننا كثيرا ما نعلق حدوثها على أسباب خارجية!
ما دفعني للتفكر في هذا الأمر هو مشاعر الكآبة التي أصبحت تسيطر على أغلبنا، والتوتر الذي أصبح يتزايد في بيوتنا يوما بعد يوم.
حتى من كنا نعتبرهم أنهم سفراء للسعادة في أسرهم أو عملهم أصبحوا عملة نادرة هذه الأيام.
فما هي السعادة من وجهة نظرك؟
التعليقات