لو كنت تابعت منشوري الخاص بالتساؤول هل تهرب فتياتنا من الأمومة أم يهربن من عزل المجتمع للأم، ستجد ما يمكننا القول عنه أن الفتيات منهن من قد ترغب في تأجيل الإنجاب لكن كثرة الإلحاح من الناس جعلت منها تظن في نفسها عيبًا ما وبالتالي تريد الاطمئنان على نفسها...، أنا لا أريد أن اناقش هنا تأخير الإنجاب أو تقديمه، لكن خيل إلي عن كمية الرغبات التي ربما لم نكن نودها بالأصل وتم دفعنا عليها بدوافع كثيرة من بعض الخوف، الرغبة في الأمان، تأمين المستقبل، الحصول على الأموال...

أنا مثلًا اتذكر دفع والدتي لي ألا ادخل كلية الفنون الجميلة على الرغم من حبي لها وقررت إقناعي بأن الهندسة أنفع لي وذات مظهر اجتماعي ومستقبل أفضل، رضخت لكلامها، وقررت فعلًا تحصيل الثانوية العامة بهدف دخول كلية الهندسة (ربما تتعجب أنا هذا كان أنا من ما يقرب من ثمان سنوات :"D) في النهاية لم يسعفني مجموعي للهندسة، ولم اسلك مسلك الكلية التي أحببتها.

ما قصدته بسرد هذا هو تبيان كيف أنه أحيانًا بل كثيرًا ما نفعل أشياء ما لم نكن لنفعلها لولا دفع الآخرين لنا، والآخرين هنا تشمل الأسرة والأصدقاء وخلافه، ولا ينطبق هذا على الكليات فقط، فكم من مرة وجدت نفسك تقول شيئًا لست توافقه حى لا ينزعج فلان أو علان، أو انك ذهبت لتجمع ما تحت ضغط صديق، أو فعلت شيء تحت خوف انقطاع العلاقة أو حزن علان

في علم النفس يدعى الشخص الخاضع لهذا النمط من التصرفات ال ( people pleaser)، الترجمة الحرفية تعني (مٌرضي الناس بضم الميم) أي الشخص الحريض دائمًا على إرضاء الجماعة، الشخص الذي يقوم بأشياء ربما ليس راضً عنها ولكنه ارتضى فعلها ليحظى بقبول مجتمعي كفاية في محيطه! وأحيانًا يبقى الشخص يخزن رفضَا لرغباته الشخصية وتفضيله للآخرين لفترة كبيرة كافية بحدوث الانفجار، ربما حتى يفسر هذا تغير كثير من الأشخاص في محيطنا بعد سنوات من التواجد تحت غطاء هذه المتلازمة النفسية متبوعًا ببعض الانفجارات النفسية

وهذا يجعلك تتساءل لو تأملات حياتك أنت فقط على الأقل كم مرة اتخذت هذا الدور؟ بل وكم من أفعال في محيطك لا تعبر عن الآخرين إطلاقًا وإنما عما تم زرعه بداخلهم!

وهكذا يبقى السؤال يمكن أن تكون معظم أفعالنا تعبر عن رغبات الآخرين لا عنا؟ هل كنت people pleaser يومًا؟