الإنسان كائن مقاوم للتغير ويستعصى عليه تقبل الأشياء المختلفة فى كثير من الأحيان. ورفضه للإختلاف يعبر عنه بعدة وسائل: التعبير بالكلام، والتعبير بالفعل، وأخيراً النظرات.

وعدم تقبل الإختلاف لا يعنى بالضرورة عدم تقبل إختلاف ثقافة أو رأى فحسب بل يشمل جانباً آخر مهماً وهو تقبل إنسان مختلف فى الشكل أو الهيئة.

هل قابلت شخصاً مختلفاً عن الجميع فى الشكل؟

ربما فى الجامعة، فى العمل، أو الشارع كثيراً ما نلتقى شخصاً مختلفاً عنّا سواء فى لونه، طوله، أو ملامح وجهه.

وكثيراً ما نبدأ بنعته بتلك الصفة باستمرار و بدلاً من اسمه ننطق يا قصير أو كما يسمونها فى مصر يا أوزعة

وغيرها من المسميات التى نعبر بها عن الصفة.

نفعل ذلك ونحن فى غفلة عن التأثير النفسى الناتج على الشخص ودون الإلتفات أن ذلك طريقة من طرق التنمر.

ودون الإلتفات إلى كون ذلك يؤثر على أبنائنا الذين نرسخ لديهم دون شعور صفة عدم قبول الإختلاف!

فيبدأ حينها الطفل فى رفض اختلاف زملائه بالمدرسة ونعتهم بتلك الصفة.

هل التقيت أرضاً خراباً من قبل؟

ولذلك نتائج كارثية على الطفلين قد تستمر معما للكبر وهذا ما ناقشته إحدى الفتيات التى أرسلت إلى الراحل عبد الوهاب مطاوع تحكى له قصتها وقد كانت فتاة سوداء كرهتها أمها وتنمر عليها زملائها لذلك السبب وحين كبرت وأرد أحدهم خطبتها رفضت والدته لأنها ببساطة مختلفة!

ومن هنا أصبحت تلك الفتاة تتفنن فى التخريب بين أصدقائها القدامى وأزواجهم وتأذى جيرانها وتسعد بكل بيت تخربه حتى أصبحت كأرض خراب كما وصفها الراحل!

ولتجنب وقوع ذلك فى رأيى يلزمنا تعليم أنفسنا وأبنائنا اعتياد الإختلاف وتقبله! فلو عرف كل فرد كيف يقبل نفسه وغيره ربما لنجونا من أغلب الأمراض النفسية التى نواجهها.

كيف تتعامل مع شخص مختلف عنك بما هو غير مألوف دون أن تُشعره بنقصه؟

وما هى الطرق التى نعلم بها أطفالنا تقبل الآخر؟