يقول أندرو كارنيغي :"إذا كنت تريد أن تكون سعيدًا ، فضع هدفًا يسترعي انتباهك ويمنحك الطاقة ويلهمك الأمل" .

من منا لم يضع هدفًا في حياته ، سواء كان هذا الهدف يكمن في تأليف كتاب ، تأسيس مشروع خاص ، إتباع رجيم صحي ..الخ

فبالتأكيد الكثير منا عندما يضع أهدافه الخاصة به ، قد يعتبرها كخارطة طريق يسير عليها ، كما يأمل تحقيقها على أرض الواقع عما قريب .

لكن السؤال الذي يروادني هنا ، هل من الأفضل أن نتشارك الأهداف مع الأخرين؟! أم نكتمها إلى أن تتحقق ؟!.

ما أستغربته حقًا حين قرأت دراسة للباحث والبروفسور "بيتر غولويتزر" عندما أجرى أربعة اختبارات على مجموعة من الأشخاص ، المفاجأة هنا أن الأشخاص الذين يتوقون للتحدث عن أهدافهم للأخرين هم في الغالب الذين لا يحققونها ، أما الأشخاص الذين يكتمون أهدافهم ولا يبحون بها قط، هم الذين يحققون أهدافهم ، حسب نتيجة الدراسة.

ربما ذُهلت واتسعت عيناك من دهشتك لهذه النتيجة مثلي تمامًا ، فكما نعلم بأن مشاركة أهدافنا مع الأخرين قد تؤدي إلى تحفيزنا نحو تحقيق الهدف الذي نطمح إليه ، ناهيك بأننا سنشعر بالمسؤولية ، إذًا ما الذي يحدث بالضبط ؟!

القائمون على هذه الدراسة يعزون ذلك إلى أن مشاركة الأهداف مع الأخرين قد تجعلنا نشعر بالرضى والإنجاز ،فمجرد التحدث بالأهداف أمام الآخرين ، قد نشعر بالإنجاز وكأننا حققنا أهدافنا بالفعل ،لِذا تقِل دافعيتنا في تحقيق الهدف على أرض الواقع.

حاولت أن أبحث في من حولي من بعض الأصدقاء ، وجدت أن هناك صديقة لي لم تنهي الثانوية العامة أو بالأصح كنت أظنها هكذا ،فهي تزوجت ولم تُكمل تعليمها ، هذا ما كنت أعتقدهُ ، قبل فترة ليست بالبعيدة إكتشفت بأنها تناقش رسالة الماجستير ، بالرغم من أنها تُردد دائمًا بأنها لا تريد أن تُكمل تعليمها .

ربما صديقتي أتفقت مع المثل الإنجليزي الذي يقول "لا تحصى دجاجاتك قبل أن تفقس".

وأنت هل تتفق مع صديقتي ، والمثل الإنجليزي...وترى أن الكتمان وعدم البوح بأهدافنا أمام الآخرين قد يؤدي إلى تحقيق الهدف على أرض الواقع ؟! أم العكس صحيح ؟!