هذا السؤال الذي يثير الكثير من التساؤلات والجدلات. فهل يمكن للإنسان أن يعالج نفسه ويتغلب على الأمراض والمشاكل النفسية بدون مساعدة من الخارج؟

هناك آراء متضاربة حول هذا الموضوع. فهناك من يعتقد أن الإنسان بالفعل قادر على شفاء نفسه ذاتيا من خلال القوة العقلية والإيمان بالشفاء، وهناك من يرى أن الإنسان بحاجة إلى مساعدة خارجية للتغلب على مشاكله النفسية والجسدية.

قبل أن ندخل في مناقشة هذه القضية، دعونا نلقي نظرة على بعض الأدلة على قدرة الإنسان على الشفاء الذاتي. هناك العديد من الدراسات التي أظهرت قدرة الإنسان على التأثير على جسده وعقله من خلال قوة الإيمان والتفكير الإيجابي. فمثلا، هناك العديد من الأبحاث التي تشير إلى فعالية العلاج بالإيمان والتأمل في تحسين حالة الصحة العقلية والجسدية للأفراد. وهناك أيضا العديد من الشهادات التي تروي قصص نجاح الأشخاص الذين استطاعوا التغلب على الأمراض المزمنة والمشاكل النفسية بفضل قدرتهم على التفكير الإيجابي واستخدام العقلية الصحية.

من ناحية أخرى، هناك العديد من الأفراد والخبراء النفسيين الذين يرى أن الإنسان بحاجة إلى مساعدة من الخارج للتغلب على مشاكله وأمراضه. فقد يكون الشخص الذي يعاني من اضطرابات نفسية بحاجة إلى العلاج النفسي أو الدوائي للتغلب على هذه المشكلة. وهناك أيضا العديد من الأمراض المزمنة التي لا يمكن للإنسان أن يشفي نفسه منها ذاتيا، وبحاجة إلى العلاج الطبي الذي يقدمه الأطباء والمتخصصون.

ومن هنا يمكن القول إن الحقيقة تكمن في أن الإنسان قادر على الشفاء الذاتي في بعض الحالات، ولكن ليس في جميع الحالات. فمن الضروري الاعتراف بقدرة الإنسان على التأثير على صحته من خلال العقلية الصحية والتفكير الإيجابي، ولكن في نفس الوقت من الضروري أيضا الاعتراف بضرورة البحث عن مساعدة من الخارج في بعض الحالات.

في النهاية، يبقى الإنسان كائناً اجتماعياً بحاجة إلى المساعدة والدعم من الآخرين. وقد تكون القوة الداخلية مهمة، ولكنها قد لا تكون كافية في كل الحالات. إذا، نعم الإنسان قادر على شفاء نفسه ذاتيا في بعض الحالات، ولكن في الكثير من الأحيان يحتاج إلى مساعدة خارجية للتغلب على مشكلاته وأمراضه.

_الاء علي