نستودعك الله يا أنس، رحيلك جرحٌ لا يلتئم، لكنه ليس جرح الحزن على موتك، بل جرح الفقد لأملٍ كنت تمثله، وصوت من غزة كان يملأ الآفاق صدقًا وجرأة. لقد أراحك الله من دنيا قاسية، وأخرجك من أرض فاسدة ظالمة، أرضٍ أثقلت قلبك بخيبات البشر، كما أثقلت قلوب فلسطين كلها بجرحها العميق. بعد رؤية مشاهد الاستبداد، والتصرفات البشعة الخالية من الإنسانية والرحمة، أدركت أن هناك من لا يستحق أن يسمى بشرًا ولا حتى حيوانًا، لأن الحيوانات أرحم منهم. لقد انتُزعت من
هل نحن حقًا نحن أم مجرد نسخ من الآخرين؟
من العسير بل من المستحيل (في نظري) أن يمر الإنسان في هذه الحياة دون أن يترك محيطه عليه أثرًا ولو كان طفيفًا. التأثر بالبيئة جزء من كيمياء الوجود، إلا أن هذا التأثر يتفاوت من شخص إلى آخر ف بعضنا يشرب الدنيا شربا وبعضنا لا يسمح لها إلا بندى خفيف على أطرافه. كثيرًا ما تراودني أفكار متلاحقة عن النفس عن الشخصية التي يُقال لنا إنها "فريدة" أو "نادرة". لكن هل هي كذلك فعلًا؟ هل تحمل كل نفس بذرة خاصة لا تتكرر؟