صادفتني حلقة في برنامج المُسامح كريم للإعلامي جورج القرداحي تتناول قصة إعتذار سيدة لمديرة منزلها على إتهامها بالسرقة، وروت صاحبة القصة بأن تلك السيدة كانت تعمل لديها في منزلها وتُراعي أمور المنزل وابنتها، وكانت أمينة على كل شيء .. حتى لاحظت صاحبة المنزل اختفاء بعض الأموال والدهب وبعد تكرار الأمر تشاورت مع صديقتها المُقربة وتوصلوا إلى أن الخادمة هي التي من المحتمل ان تفعل ذلك، وبدون تفكير قامت السيدة بطرد الخادمة من منزلها، وبعد مرور فترة يشاء القدر أن ترى بعينها صديقتها تسرقُها لتكتشف أنها صاحبة السرقات السابقة، وأرادت الصاق التهمة بمديرة المنزل لإبعادها عنها !

توقفتُ هُنا عند أكثر من نقطة هامة في القصة، وكانت أبرزهم .. سواء كانت مديرة المنزل أو الصديقة هي التي سرقت، أليس هُنا يقع الخطأ على صاحبة المشكلة نفسها؟!، حيث أنني أتعجب من فكرة الثقة المُبالغ فيهالأشخاص مقربين مهما كانت درجة قرابتهم منا، هنا مثلًا كانت الصديقة والتي وثقت فيها إلى درجة أنها أقنعتها بأن مديرة المنزل هي الفاعلة وبناء على كلامها اتخذت السيدة رد فعل تجاهها دون محاولة إختبارها أو التأكد من أنها لم تظلمها .

الفكرة الأكثر أهمية بالنسبة لي هي فكرة الجرأة على ظُلم شخص بإتهامه بفعل لم يرتكبه، أو الدوافع التي تجعل الشخص يتهم الأخر بيقين وكأنه يملك دليل قوي، في حين أنه بعد فترة يكتشف أنه ظَلمه، هل هذا يكون لدوافع أو أسباب داخلية نفسية موجودة بالفعل تجاه هذا الشخص، أم عادة ما تكون نتيجة دافع خارجي مثل الصديقة التي كانت هنا سبب هذا الإتهام والإقناع بأن مديرة المنزل هي الفاعلة، وفي حال كانت كل الإحتمالات المنطقية تؤكد أن شخص ما هو السارق ولكنك لم تملك دليل ضده، هل من المفترض أن تتعامل مع الإحتمالات وتبني عليها رد فعل؟، أم تنتظر ظهور دليل إما يظهر أو لا مع إستمرار السرقة ؟!

ماذا ستفعل لو اتهمتَ شخصًا بالسرقة ثم إكتشفت أنك ظلمتَه، وأن من أكد لك إتهامه ووثقت في رأيه هو السارق الحقيقي ؟!