بما أن أعداد لا بأس بها من الأجيال الجديدة فاقدة للثقة في نفسها من نواحي مختلفة ولأسباب مختلفة أيضًا، دعونا نحصر معًا بناء على تجاربكم ما هي الخطوات العملية التي تزيد من ثقة الإنسان في نفسه؟
ما الخطوات العملية التي ساعدتك على تعزيز ثقتك في نفسك؟
أخبرني أحد أصدقائي بطريقته التي استطاع بها تعزيز ثقته بنفسه، وكان يتحدث تحديدا عن الثقة في جانب التكلم أمام جمع كبير من الناس وأعتقد أن طريقته تلك هي أغرب طريقة سمعتها في حياتي بذلك الشأن لذلك أردت مشاركتها هنا. أخبرني صديقي أنه قبل أن يقف ليتكلم أمام أي جمع كبير من الناس يحاول أن يحتقرهم قدر الإمكان ويختلق أي مميزات لنفسه عليهم حتى إذا لم تكن امورا حقيقية أو كان يبالغ في بعض الأمور إلا أن هذا الأمر ساعده في تجاوز خوفه وتعزيز ثقته في نفسه.
جميلة هذه الحيلة وقد استدعت إلى ذهني قصة علان الوراق الذي تعجب من شاعر يدعى العتابي وكان يأكل في (ساندوتش) في الطريق. قال له ما معناه: ألا تتحرج من الناس؟! قال له: أرأيت لو كنا في دار كلها بقر؛أمنت تستحي أن تأكل؟! قال : لا ....قال: اصبر حتى أثبت لك أنهم بقر! ثم قام فنادى في الناس وراح يخطب وعظاً فتجمع الناس من حوله ثم قال أخيراً: روي لنا من غير وجه أنه من بلغ لسانه أرنبة أنفه لم يدخل النار. فراح الجميع يخرج لسانه يرى إذا ما بلغت أنفه أم لا!!!! ثم قال العتابي بعدما نصرفوا: ألم أقل لك أنهم بقر؟!!!
أعتقد أنا ما قاله صديقك هي حيلة نفسية جيدة جداً وهي ناجعة كثيراً وأنا أحياناً كنت أستعملها كذلك فأذكر نفسي بعيوب غيري ممن أراهم كباراً فأهون قدرهم في نفسي.
فكرة أنني معزول عن الناس وبتجربة لوحدي في هذا العالم ولن أقيم فيه للأبد، قد تقولين لي بأن هذه أفكار غريبة فكيف ساعدتك هذه الأفكار؟ أقول أن فكرة أنك وحدك في هذا العالم وموتك الأكيد تجعلك تصرخين في أعماق قلبك وتحتجين بقوة: يعني ما هو أسوأ ما سيحصل إن تصرفت على طبيعتك؟ هل ستموت؟ ما رأيك إذاً يا ضياء بأن لا أحد سيخرج من هنا حي؟! - بهذه الكلمات وهذه الأفكار والسياقات عالجت نفسيتي وضعف الثقة الفطري الذي ينشأ عند كل شاب نتيجة تفكيره بعالمه المحيط ومخاطره، هذه الاستراتيجية مهمة جداً برأيي لمن لديهم ضعف بسيط بثقتهم، ولكن من يعاني من الأمر أنصح أن يستشير أخصائي نفسي وأن لا نغفل دور الأكاديميين في هذه الأمور نهائياً، فهم يتقنون تحديد السبب النفسي الراجع من وراء هذا وكيفية اقصاءه.
الثقة بالنفس نتاج كثرة من العوامل قد يساهم بعضها إيجابياً في نفس الوقت الذي يساهم فيها البعض سلبياً..لكن لنضع أساس أولي وهو أن الثقة في النفس لا تكون مطلقة، بمعنى أن الشخص قد يثق في نفسه أثناء عمله: مثل محامي يترافع بكل ثقة أمام القضاء، لكن في نفس الوقت يخاف من الصعود إلى طائرة.
لكن في نفس الوقت يخاف من الصعود إلى طائرة.
هذه فوبيا لا علاقة لها بالثقة، ولكن سأعتبر أنك قلت "يخشى التعرف عن أناس جدد". وهذا وارد بالطبع فنحن نستمد جزء كبير من ثقتنا بناء على عملنا ونجاحنا وتميزنا فيه ولكن هذا وحده ليس كافيا للفوز في الحياة عموما، فالعلاقات الاجتماعية مثلا تحتاج لصفات ومعايير كثيرة لتبنى قد لا يكون الإنسان يمتلكها أو يعرف كيف يمتلكها ويمكن حل هذه المشكلة بأخذ دورات في التواصل وإدراك قاعدة أنك الجميع لن يحبك وليس مضطرا على ذلك ولكن في المقابل أنت أيضا لن تحب الجميع ولست مضطرا لذلك.
بصراحة بالنسبة الي غالبا ما تزيد ثقتي بنفسي في الفترات التي أكون فيها قريبا من الله او اشعر بذلك.. وربما الكثير مثلي،
لكن لنتحدث بخطوات عملية، في الحقيقة أنا وعلى غير المعتاد لا اعتمد في ثقتي بنفسي على تقييم نقاط ضعفي وقوتي ومعرفة إمكانياني، بل في قدرتي على التغلب نقاط الضعف تلك مهما كانت إن وضعت هدفا نصب عينيّ بجدية.
يعني انا لست بارعا في الفرنسية، لكن لا يوجد أي متقن للفرنسية قد يهز ثقتي بنفسي، لأني اعلم أني لم أضعها نصب عيني وحسب ولدي اهتمامات واولويات أخرى، فتغريد أي متفرنس امامي لا يجعلني اشعر بالنقص أمامه بتاتا.. هذا مثال فقط وقس على ذلك في الامور الاخرى. فأنا افضل اختيار معاركي بعناية.
أن نعرف قدرنا بتقييم موضوعي، القيمة أراها تتحدد موضوعياً بثلاثة أسئلة ( من أنت ولماذا تعيش وما تأثيرك) من أنت تحدد القيمة ولماذا تعيش تحدد الهدف والرغبة وما تأثيرك تحدد الفعل وأثره.
هنا نرسم صورة كاملة عن أنفسنا يمكن من خلالها التقييم وإصدار حكم موضوعي أما أن يكسبنا الثقة أو يجعلنا نقف على نقاط الضعف والخلل التي لو تعاملنا معها لاكتسبنا الثقة بأنفسنا
التعليقات