بكم تبيع نفسك؟

النفس لاتباع ولكن يمكن تأجيرها

فأنتي عندما تعملين في وظيفة استقبال مثلا

فأنتي رهنتي وقتك وخدماتك لصاحب المنفعة

كلنا نفعل ذلك .. كي نعيش

السؤال غريب ولكنه أعجبني لأنني بالفعل التمس واقعية جوانب منه، فنحن بالفعل نبيع موهبتنا أو ذكاءنا أو خبرتنا ونحصل بمقابلها على المال، وحتى في علاقاتنا نقدم مشاعرنا وطاقتنا في مقابل الحصول على مماثل لها، ولكن تحديد سعر بعينه لتقييم النفس بأكملها لا يمكن تطبيقه واقعيا، لا أتخيل سعر معين وقيمة معينة مقابل كل ما أقدمه وأمتلكه، وعن نفسي لا أريد مقابلة كل ما أقدمه بقيمة مادية، هناك أشياء أهم بالنسبة لي أحب أن أراها وأن أتعامل بها، لذا سأقول أنني أفضل أكبر قدر ممكن من التفاهم والاحترام والتقدير لمجهوداتي في كل جوانب حياتي العملية منها والشخصية، وجود هذه العوامل هو ما يمنحني قدرة أكبر على المواصلة في أي مجهود أقوم ببذله وهو ما يعود علي بالنفع عموما ماديا ومعنويا.

أعتقد أن مثال الخطبة والزواج لا يصح تعميمه في السياق العام، فالمثال الذي قدمته، يعتمد ثمن الشخص هناك على السياق، ففي سياق العمل مثلا، يتم تحديده بناء على المهارات والخبرات والقدرات الفردية، أما في العلاقات الشخصية، يمكن أن يكون القيمة مبنية على الصداقة والالتزام والاحترام والأخلاق وليست بالضرورة أن تكون متعلقة بنوع السيارة التي تملكينها أو بالراتب الذي تتحصلين عليه، صحيح أن المقبل على الزواج عليه أن يكون مستعدا لكن اليوم الكثير من المعايير اختلطت وأصبحت خاطئة، فالكماليات اليوم أصبحت تشترط على الرجل كي يتزوج! والمرأة أصبحت تشترط لنفسها الكثير والكثير وكأنها تتسوّل وتظن بأن كل ذلك هو حق لها، لكن في الحقيقة المرأة الحقيقية هي التي تأخذ بيد خطيبها وفقا لتعاليم الدين دون مبالغة أو تسعير للرجل.

إذا كان علي أن أضع سعرا لنفسي، فسأقول إنه لا يوجد سعر يستحقها، فأنا لا أبيع نفسي، بل أستثمرها في تعلم أشياء جديدة وتطوير مهاراتي وزيادة معرفتي، و ايضا في مساعدة الآخرين وتقديم قيمة ومنفعة للمجتمع، و حتى في البحث عن السعادة التي اصبحنا لا نجدها كثيرا مؤخرا.

أتقبل فكرة تقدير ثمن عضو من جسدي ولكن تقدير نفسك ككل فهذا غير مقبول بالنسبة لي، شاهدت بعض التقارير عن بعض الناس يبعيون أنفسهم وجسدهم ووقتهم لكي يستعملهم الشخص كيفما يريد فهنالك فتاة قبلت بوظيفة أن تكون كلبا أليفا لقاء مرتب ضخم واشترط عليها أن لا تقف على قدميها وأن تسير على أربع وممنوعة من الكلام ولكن يمكنها النباح ولا تستخدم يدها في الأكل أو الشرب، في نظري لو تقبلت فكرة أن أبيع نفسي فهذا معناه أن أكون مسخا ولمن يعرض أكبر سعر يمكنه فعل ما يشاء فأنا لن أقدر نفسي ولن أعرضها للبيع بأي شكل من الأشكال.

تقدير قيمتنا من خلال الراتب الذي نعتقد أننا نستحقه.

في هذه الحالة نحن لا نقدر قيمتنا نحن نقدر عملنا وخبرتنا وما نستطيع فعله لأني هنا أبيع عملي وخبرتي لا نفسي

لذا، لنفترض أنك ستقدر ثمن نفسك، ما السعر الذي ستضعه لها؟

إذا كان العمل سيفيدني فأنا بصراحة لا تهمني الأمور المادية وهذا ليس ترفعا أو استغناء أو عدم حاجة ولكن لأني أعرف أن أمامي الكثير لاتعلمه لابني خبرة واسما في مجالي لذلك أتنازل حاليا عن بعض المال لأشتريه

لكل منا مقدارة الخاص الذي يراه مناسبا ولكن لا لا نستطيع تقييمة كقيمة مادية بالتأكيد، مسألة الزواج بالتأكيد ترجع لما تراه الزوجه وعائلتها لقيمتها ولو كانت غير متعلمة، لكل منا مقدار معين نراه بأعيننا ونحاول أن نسوق أنفسنا به، ترانا نسوق أنفسنا يوميا بشكل غير مباشر، عند معرفتنا بشخص جديد نعرض علية خدمته مع عرض وظيفتك وأنك ستنجز له الأمور، جلساتنا الخاصة لن تخلو من تسويق أنفسنا عن طريق المواقف التي حدثت معنا يوميا ودورنا فيها.

أولًا عندما نضع راتبًا معيّنًا فنحن لسنا نضع قيمةً معيّنة لأنفسنا بل نضع سعرًا نرى أنّه يضاهي القيمة التي سنعطيها جراء عملٍ جشدي أو فكري أو غيره. بالنسبة لسؤالكِ حول السعر أنا حقًّا لا أريد أن أضع هذا السّعر لأنّه يحد من قيمتي مهما كان ضخمًا، ففي النّهاية هو رقم وليس لانهائيًّا. ولذلك أجيب على هذا السؤال بالقول قيمتي الرمزيّة التي يعجز عن تثمينها مال العالم أجمع تساوي كتابًا جيّدًا لأن كلينا يسعى لتحقيق الاستفادة وهو مفهوم القيمة بالنسبة لي: مدى التأثير الذي نحدثه في العالم.