الإنسان بطبعه لا يتذكر إلا ما ينقصه، ما لا يمتلكه، يتذكر فقط أحداث حياته السيئة والمواقف غير اللطيفة، مع أنه لو جلس ليحصي النعم التي يتمتع بها لما انتهى من عدها.
فما هو أكثر شيء تشعرون تجاهه بالامتنان في حياتكم؟
أمتن لوجودي بسوريا وتحديداً في دمشق، أن الله خلقني في هذه البلاد، قد يكون أغرب ما قد قيل في موضوعة الامتنان ولكن هذه حقيقة، سوريا كما تعرفين بلاد بحرب من ٢٠١١ حتى هذه اللحظة عسكرياً سابقاً وإقتصادياً وسياسياً حالياً - ونشوء شاب في منطقة حرب ومنقطة صعبة ولّدت فيّ نضج مبكّر لمعنى دول ومعنى مجتمعات ومعنى فلسفة ومعنى الله وحاجتنا له واستعانتنا به، معنى أهمية التعليم والتنوير، كيف تنشأ الصراعات وكيف تنطفئ وتُحل الخلافات، أهمية الانتماء ومشاكله أحياناً، كيف نساهم في مساعدة أسرنا عبر العمل للتخلص من استحالات اقتصادية وكيف نتطوع لمساعدة بلادنا، الكثير من الأمور التي لا تعد ولا تحصى أنا ممتن لله في أنه وضعني بها وضمنها، أدرك أن الأمر كان فوق طاقة الكثير من الناس ولكن في حالتي كان الوضع متوسط الصعوبة وبرأيي في هذا المستوى من صعوبة البلد تكون فعالية التعلّم بأعلى مستوياتها وقدرتنا على تحصيل الخبرات أعلى.
أمتن لوجودي بسوريا وتحديداً في دمشق
سوريا بلد جميل، وكم أعشق دمشق فعلا! أتمنى ان أزورها يوما، وأعايش أناسها والتجول بين معمارها الفني الرائع، فهي حضارة وثقافة قائمة بذاتها، وصراحة أجمل ما أحب هو لهجتها الجميلة، لهجة دراما البيئة الشامية، أتمنى أن تعود لشموخها الحضري لأنها كانت مركز الحضارة الإسلامية العريقة، وتعاقبت عليها ممالك وإمبراطوريات عظمى، خلفت إرثا عظيما.
الظروف الصعبة هي ما تصنع الرجال يا ضياء.
وأنا وجهة نظري في هذا الموضوع أن الشباب السوري أفضل وأكثر مهارة ويعرفون ويقدّرون الحياة والنعم أكثر ممن لم يعيشوا نفس تجربتهم.
تخيل شخصا نشأ مرفها في أوروبا. هو لن يمتلك نفس العقلية التي يمتلكها شخص عاش بين الحروب ووضعته الحياة بموقف أن ينجو بحياته.
وهذا ما تحدثت عنه في مساهمة سابقة: تجربة الاقتراب من الموت.
تغير فينا الكثير مما لا نتوقعه.
ناهيك عن أن الشباب السوري عانى ليصل إلى نقطة الصفر ليبدأ منها حياته وينافس مع شخص في أوروبا توافرت له سبل الحياة الكريمة فبدأ من فوق الصفر بدرجات.
أمتن لكل المواقف العصيبة التي مررت بها يا رغدة، لولاها ما كنت أنا الآن.
ولو خيرتني بين العودة للماضي ومحو تلك المواقف وما يصاحبها من ألم وبكاء وندوب فلن أختار ذلك.
أمتن لكل المواقف العصيبة التي مررت بها يا رغدة، لولاها ما كنت أنا الآن.
وأنا أيضا لا يمكنني أن أقول إلا أنه لولا الظروف والمواقع التي عايشتها لم أكن الشخص الذي أنا عليه الأن، فكل موقف صعب يمر يكون له اثر كبير في تطور شخصيتي ونضجي، مررت بالعديد من الأحداث والمواقف سواء على مستوى الشخصي أو الدولة ككل وأقول لولاها لما تعلمت ما تعلمته حتى الأن.
أنا حاليًا لازلت في الأوقات الصعبة، أمر بها.
من الجيد أن أسمع تجاربكم من المستقبل يا رفاق بعدما مررتم بها وانتهيتم منها.
أتمنى أن آتي بعد عام لأقول إنني ممتنة للصعاب والمحن ولكن لم يحن الوقت بعد. لم أصل لمرحلة الامتنان. لا زلت أتقبل مصائب القدر وأقول الحمد لله وحسب.
الامتنان درجة ليس من السهل الوصول إليها.
ممتنة لكل النعم التي اتمتع بها الأن، ممتنة لأنني بصحة جيدة وممتنة لأنني أعيش في أمن وسلام، وممتنة لأن لي عائلة مُحبة تحنو على بعضها وتواسي بعضها البعض.
والنعم لا تعد ولا تحصى لذلك ممتنة لكل شيء.
أعتقد أن ظروف و تجارب الإنسان القاسية مع الخذلان المستمر تجعله يرغب بشدة في أن لا يضطر إلى الإعتماد على أي شخص من غير الله و النفس .. لذلك التركيز على التجارب السيئة هو شيء تراكمي انطلق منذ طفولة الإنسان .. الرغبة في الإكتفاء بالذات تعني أنك لن تكون مضطرا لسماع كلمات المن أو ابتزازات و شروط الغير .. لذلك أقول أنني ممتن للتجارب السيئة التي علمتني جيدا بأن لا أعول كثيرا و بأن أخفض توقعاتي و تفاؤلي ناحية الناس الذين كنت اضعهم في مكانة مرتفعة .. ممتن لكل التجارب و الأشخاص الذين علموني جيدا بأن الحياة ليست جنة ..
ممتن لكل التجارب و الأشخاص الذين علموني جيدا بأن الحياة ليست جنة ..
يُقال إن الأشخاص الذين يدخلون إلى حياتك إن لم يكونوا نعمة مباشرة فهم نعمة على هيئة دروس.
لا أحب دائمًا تذكر الأحداث السيئة بل أتناساها وما قد أذكره فقط هم من ساعدوني على تجاوز تلك المواقف وإن كان بابتسامة أو كلمة طيبة.
فما هو أكثر شيء تشعرون تجاهه بالامتنان في حياتكم؟
ليس شيئًا بل هم عائلتي.
ليس شيئًا بل هم عائلتي.
أدام الله عليك هذه النعمة وبارك لك فيها.
لكن ماذا تفعلين لأجل شكرها؟
أعتقد أن نعمة العائلة تفتح طرق كثيرة لشكرها والإحساس بقيمة وجودها.
أدام الله عليك هذه النعمة وبارك لك فيها
آميين، شكرًا لك رغدة
أدام الله عليك هذه النعمة وبارك لك فيها
الحمد لله أولًا وأخيرًا، فانا لست ممكن يستمتعون بالوحدة ولا أستطيع الاعتماد على نفسي كليةً، فدعم عائلتي المعنوي والمادي في مراحل حياتي المختلفة يستحق التقدير فعلًا، وبالنسبة لهم فعائلتي تنقسم لقسمين قسم بعيد عني ازورهم من حين لآخر واتولصل معهم باستمرار واحاول ان أكون عند حسن ظنهم قدر المستطاع لكني ما زلت مقصرة فمهما افعل لن أستطيع إيفاءهم حقهم. اما جزء عائلتي الذين أعيش معهم فانا أقدر لهم حبهم ودعمهم وإن لم انشأ بينهم فلم يشعروني بالغربة، وانا اعاملهم بالود ولا أكن لهم إلا كل احترام وتقدير، واتمنى ان يكونوا بأحسن حال.
ممتن لقدر الله الذي كتب علي التنقل بين بيئات مختلفة ومراحل وتوجهات متقلبة والقرب والبعد من أشخاص بغير إرادة ذاتية. كل هذا أرى له أثر بفضل الله في معيار اختيار الطريق الحق كثرت أو قلت المعارضة. وليس أنفر لنفسي الآن من الانسياق وراء الموجة الغالبة ومثل ما الناس ماشية وأتمنى عندها لو تنكشف الحقيقة للجميع ويفيقوا من غيبوبتهم وأحمد الله على المعافاة.
نعمة فعلًا أن ترى من جميع الزوايا بدلًا من زاوىة واحدة، وأن تخرج عن الصورة لتراها من الخارج بدون تحيز.
الشخص الذي عاش في بيئة واحدة يختلف عنك في أنه لم يمتلك إلا خيار واحد لأنه ببساطة لا يعرف بوجود خيارات أخرى وهو ليس واعيًا بأن الحياة أكبر من موقع قدمه.
هناك الكثير مما أنا ممتن لأجله ولا استطيع ان اشكر الله على نعمه علي لكثرتها مهما حاولت، لكن اكثر شيء لا استطيع عدم التفكير فيه هو نعمة ان تكون حياً -رغم ما تفعله من معاصي وعدم الالتزام بالفرائض- حتى هذه اللحظة التي تقرر فيها ان تتوب إلى الله، والله أنها نعمة عظيمة، كلما أفكر فيها أرى رحمة الله الواسعة التي ادركتني رغم ما فعلته، فتخيل كم من شخص كان عاصياً في وقت ما لدرجةٍ ربما وصل فيها للشرك، لكن تداركته رحمة الله فأسلم وتاب وأصبح من عباده المسلمين الذين يدخلون جنته. أسأل الله الهداية لي ولجميع المسلمين والمسلمات وتثبيتنا على دين الحق حتى يوم لقائه.
التعليقات