الى الان لم افهم لماذا يتم ربط ان الشخصية المنعزلة هي شخصية ضعيفة
ولماذا تظنون ان القوي من لديه مجموعة من الناس
ارجو الاجابة
الشخصية الانعزالية لا تُفسر دائمًا على أنها ضعف، ففي بعض الأحيان توحي بالغموض وتفسر على أنها قوة (العكس تمامًا). هذا يحدث بشرط أن تظهر ثقة الشخص في نفسه من خلال تصرفاته.
عن نفسي أرى غلبة الانعزالية على الشخص هي قمة القوة، فالشخص الاجتماعي غالبًا ما يكون مستندًا إلى أو هاربًا في اجتماعياته، ويخشى أن يختلي بنفسه حتى لا يواجه أخطاءه وعيوبه.
فالشخص الاجتماعي غالبًا ما يكون مستندًا إلى أو هاربًا في اجتماعياته، ويخشى أن يختلي بنفسه حتى لا يواجه أخطاءه وعيوبه.
هذا يحدث أحيانا فعلا ونجد بعدها هذا الشخص الاجتماعي لو بعد عنه بعضا من الناس ينعزل على نفسه لأنه بالأساس كان يخشى من تلك الوحدة والعزلة وكان ينغمس في الاجتماعية هربا فقط من حياته الخاصة التي غالبا ما يرفضها
لإن الضعف يمكن أن يؤدي إلى العزلة، بشكل سهل جداً قد ينجرف أي شخص ضعيف إلى العزلة، ولكن لماذا؟ لإن الضعف يولّد الخوف من الرفض، الشعور بالضعف يمكن أن يجعل الشخص متردد في الانفتاح أو التواصل مع الآخرين، خوفاً من الرفض أو الحكم وهذا يؤدي إلى الانسحاب الوقائي ويعزز العزلة وطبعاً هناك أيضاً التجارب السلبية السابقة التي يمر بها الشخص الضعيف، تجارب الأذى أو الخيانة السابقة يمكن أن تجعل الشخص حذر من الانفتاح مرة أخرى والانسجام مع الناس.
أخيراً برأيي بسبب سوء فهم الضعف، سوء فهم المجتمع لهذه الكلمة، غالباً ما يتم تفسير الضعف على أنه شيء مخجل، مما يجعل الأفراد يخفونه ويعزلون أنفسهم للحفاظ على صورة القوة المزيفة!
ولكن هل من الصواب أن يتم الحكم على العزلة دائماً بأنها وجه سلبي ودلالة على الضعف؟ أنا أرى أن العزلة قد تكون مصدراً يستمد منه الشخص القوة، عندما يجابه الشعور بالحاجة إلى وجود الآخرين على الدوام ليكتمل.. ليعيش.
وبالتالي فأنا في عزلتي الصحية سأقلل من مساحة تأثير الآخرين علي وسأزيد من مساحتي الخاصة .. لصالحي!
لا أعتقد بأن الشخصية المنعزلة هي شخصية ضعيفة بالضرورة، لأن طبائع الناس تختلف باختلاف تفضيلاتهم وميولاتهم، لذلك قد تكون لدى الشخص الإنعزالي القدرة على الاستمتاع بالوقت الذي يقضيه بمفرده ومه نفسه لقراءة كتاب او تصفح الإنترنت أو مشاهدة التلفاز ويستطيع الاعتماد على نفسه دون الحصول على المساعدة من الأخرين، أما الاختيار بين العيش بمفردك أو مع الآخرين يعتمد على تفضيلات واحتياجات الفرد الشخصية، والقوة الشخصية تأتي من القدرة على التعامل مع التحديات بفعالية والاتخاذ القرارات الصحيحة دون التأثر بالأخرين والقدرة على إسماع الرأي الشخصي وفرضه، سواء كان الشخص منفصلًا أو متكاملًا في مجتمع.
ربما بسبب المظهر الذي يبدو عليه المنعزل أحياناً (كالهارب)، ولكن يختلف الناس في ذلك، فيوجد من ينعزل فعلاً هرباً من مواجهة الناس لسبب او تجربة، ولكن يوجد من ينعزل بإرادته وهنا يكون الإعتزال هو عمق القوة برأيي.
أعتقد أن قوة العزلة تكمن في تحدي المرء لرغبته بتلقي الدعم النفسي من الآخرين ومن الخوف الطبيعي من الوحدة، فعندما تتغلب على هذا الخوف من الوحدة وتواجه العالم دون الحاجة إلى أحد وفقط بالتمسك بنفسك فهذا أحد أشكال القوة برأيي.
أما عن سبب ربط القوة بالعلاقات الإجتماعية فقد أعزي سبب هذا الربط إلى أن الناس يحكمون على الشخص الاجتماعي بالقوة لقدرته على التأثير والتفاعل مع أكبر قدر ممكن من الأشخاص ولكن شخصياً لا أرى أن هذا سبب كافي ليوصف بالقوة.
نحن لا نظن بل إن الميزان المنطقي للقوة هو من يظن و يقول ، فأي شخص يفكر بعقلانية و منطقية يرى بوضوح و جلاء أن ( الجماعة أقوى من الفرد الواحد ) ، فالعود محمي بحزمته ضعيف حين ينفرد ..
لكن الخلوة مع النفس فهي مطلوبة و جيدة ، و لكن الإنعزال الدائم عن الناس هو شيء ليس في مصلحة المنعزل ، ربما يتضرر من كلام الناس و تصرفاتهم .. و مع ذلك عليه أن يصبر و يتحمل و يسامح و يتجاوز و يعفو ... سيأتي يوم و يصبح صديقا للناس و يرى أعذارهم التي لم يكن يراها من قبل ..
في كتابه "فن العيش الحكيم"، ربط شوبنهاور بين اهتمام الإنسان بأن يكون وسط مجموعة لوجود احتياجات منها، وكلما كان الإنسان أجوفًا من داخله كلما احتاج أكثر إلى التواجد مع الآخرين، فيما أن من يستمتع بالعزلة فهو ممتلئ وقوي وقادر على إشباع احتياجاته دون الاعتماد على المجموعة، وأعتقد أن هذا الطرح لا يشتمل على من يعانون من الرهاب الاجتماعي أو الأفكار العدوانية تجاه الآخرين، وإنما أولئك الذين يتواصلون بنضج وأريحية حال اختلاطهم بالناس، ولكن دون الإدمان على التواجد بينهم.
التعليقات