من المثير للاهتمام أن نجد الكثير منا من لديه بعض من الصفات التي مازالت تلازمه منذ طفولته وحتى عمره الحالي. قد نجدها الصفات التي ينمو بها الفرد وتتطور معه، وتصبح جزءًا لا يتجزأ من شخصيته. بالنسبة لك، ما هي الصفة التي ما زالت تلازمك منذ طفولتك حتى الآن؟
ما هي الصفة التي ما زالت تلازمك منذ طفولتك حتى الآن؟
في الحقيقة أعتقد أنه لا زال لدي الكثير من الصفات التي لازمتني منذ طفولتي، وأعتبر أن شخصيتي لازالت طفولية بعض الشيء، لا يمكنني جزمان حسن أو سوء هذا، لكنني أعتز به، واعتبره جزء من شخصيتي الحالية.
وأعتبر أن شخصيتي لازالت طفولية بعض الشيء
صفة جيدة، والأكيد أنها محبوبة عند الأغلبية، خصوصا أننا في زمن يصعب فيه أن يثبت الفرد على نفس المبادئ والصفات التي تربى عليها منذ الطفولة، هل واجهت يا محمد بعض الانتقادات من طرف الأخرين بسبب هذه الصفة؟
صحيح، صفة الطفولية وإن كنت لا أزال أحتفظ بها إلا أنني لا أستعملها مع أي كان، ولا أظهرها للجميع، فقط أكون عفويا مع الأشخاص الذين أحبهم وأكن لهم إحتراما ومكانة كأصدقائي وأبناء عمومتي فأكون على سجيتي، لذلك لا أعتقد أني تعرضت للإنتقادات بخصوص هذا الأمر لأني لا أظهر هذه الصفة مع هذا الصنف من المجتمع لأن الإنتقاد معهم طبيعي جدا.
لكنني أعتز به، واعتبره جزء من شخصيتي الحالية.
لماذا تعتز بها محمد؟ هنالك بمن ينصح بمن يعاني من هذه الصفة مراجعة طبيب نفسي؟
أعتقد أنني مازلت اعيش الطفولة!! اعشق برامج الكارتون القديمة ولعب الاطفال خصوصاً الليغو ,,رغم وصولي لسن الأربعين إلا أنني مازلت ارى نفسي تلك الطفلة الطبية العفوية الساذجة بعض الأحيان ,, بعض المواقف ترغمني على التخلي عنها وارتداء شخصية الكبار! رغم ذلك اعود لتلك الطفلة البريئة التي مازالت في تعيش في داخلي
ما هي الصفة التي ما زالت تلازمك منذ طفولتك حتى الآن؟
صفتي التي لا زلت أمتلكها منذ سنوات الطفولة هي العفوية مع الأشخاص الذين أثق فيهم، مصارحتهم وأن أكون صادقة معهم، لكني أعتقد أننا في هذا الزمن قد يكون الأمر صعبا للغاية، أعني عملية إختيار وإنتقاء هكذا أناس يفهمون ويقدّرون صدقنا ومصارحتنا لهم.
العفوية مع الأشخاص الذين أثق فيهم
العفوية صفة حميدة بحق، ولكن كما صرحتي لابد أن تكون محدودة فقط في دائرة الأشخاص الذين نثق فيهم، نمارس عفويتنا معهم، ولكن مع الغرباء قد تبدو العفوية بالنسبة لهم غباء أو نقص حيلة، لذلك لابد من استخدامها بحذر.
الصفة التي لا زالت تلازمني منذ الطفولة هي الإنطوائية. بالطبع اندمجت مع الناس بحكم الكبر والدخول في الحياة العملية، ولكن لا زال لدي حب العزلة والانفراد وعمل الأشياء التي أحبها وحدي.
هي الإنطوائية.
للحظة اعتقدت انك بالفعل انطوائية، ولكن عندما نظرت إلى بروفيلك لاحظت اسمك، فأعتقد انك مخطئة يا رغدة، فأنت تناقشينا وتخوضين معنا النقاش في هذا الفضاء، فأين انطوائيتك يا رغدة؟، ربما أنت تحبين العزلة، كما صرحتي بذلك، وكلنا صراحة نحب الانفراد في فترات معينة، ربما ذلك يرتبط بطبيعة الفرد.
ليس شرطًا يا عفيفة؛ فالشخص الإنطوائي ليس بالضرورة أن يكون خجولًا منغلقًا على نفسه ولا يستمتع بالحياة أو يتفاعل مع الآخرين. هذه الصورة عن الإنطوائي نمطية وخاطئة. كل ما بالأمر أنه يستمتع بصحبة نفسه أكثر من أي شيء آخر، وهو يتعامل مع الناس وقد يكون صاحب ذكاء اجتماعي كذلك لأنه يعرف أن هذا هو المطلوب منه في الحياة ليتحصل على الفرص. ولكنه بالنهاية يعود إلى نفسه وكهفه ليعيد شحن طاقته والعودة مجددًا إلى العالم.
أعتقد أن الصفة التي ما زالت تلازمني منذ طفولتي حتى الآن هي الفضول. فأنا دائمًا ما كنت أحب أن أستكشف وأتعلم وأسأل عن كل شيء يثير اهتمامي. كنت أقرأ الكثير من الكتب والمجلات والإنترنت، وأشاهد الكثير من البرامج والأفلام والوثائقيات، وأجرب الكثير من التجارب والألعاب والهوايات. كنت أحب أن أعرف كيف تعمل الأشياء ولماذا تحدث الظواهر.
وهذا الفضول ما زال يرافقني حتى الآن. فأنا ما زلت أحب أن أطور نفسي وأزيد من معرفتي وأحسن من مهاراتي. أحب أن أقرأ عن موضوعات مختلفة ومتنوعة، من العلوم إلى الفنون، من التاريخ إلى المستقبل، من الدين إلى الفلسفة. أحب أن أشاهد ما يجري في العالم وأن أتابع التطورات والابتكارات. أحب أن أجرب أشياء جديدة وأن أخوض تحديات جديدة.
أعتقد أن الفضول هو صفة جميلة ومفيدة، فهو يجعل الحياة مثيرة وممتعة، ويفتح الأفق للإبداع والإنجاز. فهو يدفعني إلى التساؤل والبحث والاستكشاف، ويجعلني أكثر تفهمًا وتقبلًا للآخرين والذات.
لديّ ميل غير طبيعي لتدقيق عملي أكثر من مرّة بشكل أحياناً يصل إلى مبالغة لا تُطاق، هذا الأمر يعتبره الكثير من الناس أنه أمر إيجابي جداً على أنني أجده سيئاً، لإنّهُ أمر يضيع أوقاتي أحياناً، يزعجني، المشكلة أنني حين أقاوم هذه الرغبة التي تغدو هستيرية أحياناً أشغل نفسي في الكثير من التفكير بالعمل الذي لم أقم بمراجعته كثيراً، وبالتالي أضيع وقتي في التفكير عوضاً عن العمل أيضاً، يغدو الأمر مزعجاً جداً حين تكوني مضطرة أن تقومي بان تعيدي كل عمل عدّة مرّات من مراجعات وتدقيقات قبل أن تقومي بتمريره، هذا أحياناً يجعلني أخرج من الـ deadline أي أن لا ألتزم بالوقت.
لا أعرف الصراحة كيف اكتسبت هذه العادة ولم ولكن أعرف أنّني تصالحت أخيراً معها على مساوئها ولم أعد أبحث عن حل، بل صرت أقوم بتنفيذ ذلك بأقل وقت ممكن لاختصار الأمر على الأقل بالنسبة لوقتي الضيق أصلاً.
في الحقيقة عندما أمعن النظر في شريط حياتي، أجدني حافظت على جل صفاتي الطفولية، مهما ما طرأ على بعضها من تطوير وتهذيب وتوجيه، وأعتبرها شخصيتي. والصفة البارزة منها كلها هي التشبث بصرامة بقواعيد الأشياء، ورغم ما له من إيجابيات، له من السلبيات أيضا، وهو أمر متعب ومعرقل في أوقات كثيرة. ولم أستطيع منه فكاكا.
لا أعتقد أن علينا الإنسلاخ من شخصيتنا بقدر ما يقع على عاتقنا صقلها وتشكيلها بما يتوافق مع متطلبات الوقت والعمر، نحتاج أحياناً إلى العودة إلى بعض مما كنا عليه في طفولتنا، أن تسعدنا قطعة الشوكولاتة كما كانت تفعل سابقاً، أن نستمتع باللعب بالمراجيح أو بالرمال، أن نرتدي مثل شخصيتنا المفضلة.
في الواقع لم يخطر لي هذا السؤال من قبل. أعتقد أن جميع صفاتي تغيرت بشكل جذري منذ طفولتي. لا أستطيع تذكر أي صفة مازالت تلازمني منذ طفولتي إلى الآن. بل تغيرت أغلب الثفات لتتحول إلى النقيض تماما. هل هذا يشير إلى أي شئ إيجابي أو سلبي؟
هل هذا يشير إلى أي شئ إيجابي أو سلبي؟
بالتأكيد، هذا لا يأتي من العدم، بل يأتي من التجارب والأحداث التي مررت بها، والتي شكلت وأثرت على طريقة تفكيرك وتصرفاتك بشكل كبير.
لذلك، فإنني أؤمن بأن الصفات التي تحملها شخصيتنا اليوم هي نتيجة للتغيرات والتطورات التي حدثت في حياتنا، وهي نتيجة لما عشناه وتعلمناه من خلال تجاربنا.
في الحقيقة، أشعر أحياناً بأنني أعيش مع شخص مختلف تماماً عن تلك التي كنتها في الطفولة، هذه الحياة ترغمنا على تبديل أرواحنا وقلوبنا وعقولنا، لنستطيع المضي فيها.
ولكن هناك صفة لم تتغير بي منذ الطفولة، وهي مساعدة الآخرين، لا شيء يجعلني سعيدة كتلك اللحظة التي أستطيع فيها رسم ابتسامة على وجوه من حولي.
وهي مساعدة الآخرين
يا لها من صفة حميدة، هل هذه الصفة اكتسبتها من المحيط الخاص بك أم ورثتيها من أحد أفراد العائلة؟
كما انني ارى بأن هذه الصفة لابد أن تكون في أي شخص، مساعدة الأخرين سواءا من خلال تقديم الدعم المعنوي أو المادي تبارك في الرزق.
لعل أبرز ما زال يلازمني طريقة حزني وسهولة البكاء. فعندما أحزن أنا متعوّدة على الإنزواء والإنسحاب لحين شعور المخطىء بخطأه واعتذاره. ولا زلت كما أنا أبكي بسرعة عندما أحزن وأتأثر. كنت أنزعج من ملازمة هذه السمات لي ولكنني اكتشفت لاحقا أنّها جزء من فطرتي التي عليّ الحفاظ عليها. ف كشخص عاطفي نوعا ما فإنني أجد متنفسّا في التعبير عن عاطفتي وهو ما يشكّل مساحة لي أرتاح بها فما المانع من ممارسة عاداتنا التي لا زالت متجذرة بنا إن كانت لن تؤثر على نوعية الحياة التي نريدها لأنفسنا؟
التعليقات