شاركنا بتلك اللحظة الخاصة التي ما زالت محفورة في ذاكرتك وتجعلك تبتسم كلما تذكرتها، سواء كانت تتعلق بالعائلة، أصدقاء، هدية معينة، أو حتى مغامرة صغيرة قمت بها في ذلك اليوم، كيف أثرت تلك الذكرى عليك وما الذي يجعلها مميزة عن باقي الذكريات؟
ما هي أفضل ذكرى عيد لديك من طفولتك؟
عيدك مبارك وفاء!
أكثر ذكرى لا أنساها في العيد هي عندما كان الذبح طقسًا ثابتًا في أول العيد بعدما كانت تربطنا علاقة صداقة قوية مع الكائن الذي سيُذبح لأنه كان يقضي معنا فترة قبل العيد لتهيئته للذبح. الآن لم يعد هذا التقليد موجودًا للأسف في عائلتنا، وانتهي معه توزيع اللحم على الأقارب والجيران وكذلك الإفطار بكبد الأضحية الطازج صباحًا.
لا بل فجأة لم يعد أبي مهتمًا إلى هذا التقليد، وانقطع عنه، وولى تركيزه لأمور أخرى. انتقلنا من منزل إلى آخر واختلف المكان والظروف، وضاع تقليد النحر مع تقاليد أخرى كثيرة.
وفاء، لمَ لا تجيبين أنتِ أيضًا على سؤالك بالمساهمة؟
أكثر ما علق في ذاكرتي الطفولية هو أول مرة أحضر فيها أبي ذلك الجهاز العجيب حينها، جهاز محمول بعد أن استطاع التواصل مع البعيد بالصوت أصبح الأن يستطيع التقاط الصور وتسجيل اللحظات عبر الفيديو!، حيث يصفنا أبي واحدا تلوا الأخر ليلتقط لنا صورا عبر هاتفه المحمول، وتتعالى ضحكاتنا ونحن صغار عندما نشاهدها على الهاتف، ونستغرب كيف حصل ذلك؟ طفولة بريئة وجميلة كنا نشاركها مع أطفال العائلة والأعمام والأجداد.
ربما منذ ما يزيد على خمسة عشر عاماً، عندما كنا نجتمع لنذبح في بيت جدي وجدتي وتجتمع العائلة.
في هذا العيد تحديداً أحضر أبي "مسجلاً" ووضع فيه "شريط تسجيل" وقام بتسجيل كل ذكريات هذا اليوم، أثناء الذبح ،وحين كان يكبر ويردد معه جميع الأهل في البيت، وتلك الفقرات المضحكة التي كان يقدمها لنا نحن أطفال العائلة.
همسات من حديث جدتي حول توزيع لحم الأضحية على الفقراء، وصوت أمي وهي تقول لأبي: أين معاذ؟ أحضره ليأكل، صوت جدي وهو ينادي علينا: تعالو لتأخذوا "العيدية" صوت خالي وهو يقول لأصغرنا: لقد ذبحنا الأضحية وحان دورك، صوت الضحكات تتعالى من حوله، و...
صوتي...
صوتي أنا عندما كنتُ طفلاً لم أتجاوز العاشرة من عمري، ولا أعرف من الدنيا سوى فرح السرور، صوتي وأنا أردد خلف أبي تكبيرات العيد، وأقول لجدتي لقد سمعت همسكِ، وأجيب أمي: أنا لست جائعاً الآن أريد اللعب، وصياحي مردداً "هييه هييه" وأنا أجري صوب جدي لأخذ العيدية.
كنتُ أعود إلى هذا الشريط دوماً لأرافق نفسي في زمنٍ اشتقت إليه.
ربما أصاب الشريط بعض الضرر الآن بفعل الزمن وقدم هذه الوسائل، ولكنني يكفيني منه نظرة واحدة فقط لأستعيد كل تلك الذكريات التي ربما علاها غبار الزمن في قلبي.
لن أنسى.
لن أنسى
ذكرى رائعة جدا، أتمنى حقا ألا تفرط في هذا الشريط، وأن استطعت أن تحوله لمحتوى رقمي سيكون أفضل حتى لا يفسد مع الوقت، حافظ عليه إلى أن تسمعه لأطفالك، اعتبره تراثا عائليا.
للأسف لم أستطع ذلك، ولا أعرف كيف أفعلها، ولا أخفي أن فكرة تلف هذا الشريط تسبب لي رعباً.
وسأكون شاكراً لكِ لو استطعتِ تقديم مساعدة لي في هذا الأمر.
التعليقات