يمرُّ اليوم الأوّل من العيد، وتغصُّ جميع مقابر البلدان العربية بالزوّار، لزيارة كل من فقدوا، الغرابة أنّ هذا الأمر يحصل في عيد مخصص للفرح ولذلك أسأل: ما رأيك بزيارة المقابر أوّل أيام العيد؟ عادة كئيبة يجب التخلص منها أو عرف مجتمعي مهم من الأفضل الحفاظ عليه؟
ما رأيك بزيارة المقابر أوّل أيام العيد؟ عادة كئيبة يجب التخلص منها أو عرف مجتمعي مهم من الأفضل الحفاظ عليه؟
في العيد نحن دائما نميل إلى من اعتدنا الفرحة والاحتفال معهم، وحين يغيب أحدهم بسبب الموت، فإن زيارته في قبره في تلك المناسبة تخفف بشكل كبير من الحزن والهم الذي يسببه شعور الافتقاد وأنت حبيس المكان الذي اعتدت على الأنس به فيه.
فحتى وإن كان لا يسمعك أو يشعر بك، فوجودك أنت بالقرب منه وحديثك معه يشعرك براحة البال والطمأنينة، وتعود من هناك وبداخلك شعور الرضا أنك رغم موته فإنك لازلت تصله وتبره وتؤدي واجبك نحوه.
شعور الافتقاد شعور أليم، وما يزيد ألمه أكثر حين تمر عليك ذكرى أو مناسبة كانت تجمعك بمن فقدت، فتجد راحتك في وصاله حتى ولو من طرف واحد، فهو أهون على النفس من الانقطاع من الطرفين.
فإن زيارته في قبره في تلك المناسبة تخفف بشكل كبير من الحزن والهم
من اليوم الذي مات فيه أخي أو أبي وهذه الزيارات تتكرر ولم أرى عائلتي ولو لمرّة واحدة بشكل أخف بمسألة الحزن والهم، ربما على العكس تماماً هو الحاصل في هذه المواقف، تفتح هذه الزيارات باب للاسى وتذكّر الماضي الجميل ليصبح وخلال ساعة النهار عبارة عن صمت لا يمكن كسره إلّا بالأطفال والجو الذي يفرضونه بفرحهم المنطقي وحزننا الغير منطقي بالنسبة لهم في هذا اليوم.
رحم الله أباك وأخاك يا صديقي، وأسكنهم فسيح جناته، وألهمكم الصبر والسلوان.
وإن تكرمت وسمحت لي بسؤال: هل حاولت الحديث مع عائلتك في إحدى هذه المناسبات لتعرف منهم ما يفكرون به وما الدافع لقيامهم بهذه الزيارات في مثل هذه المناسبات؟
هل حاولت إقناعهم / أو حاولوا إقناعك بالعكس؟
أنا أفهم تماماً وجهة نظرك، ولكن هل لنا بمعرفة وجهة النظر الأخرى؟
هل حاولت الحديث مع عائلتك في إحدى هذه المناسبات لتعرف منهم ما يفكرون به وما الدافع لقيامهم بهذه الزيارات في مثل هذه المناسبات؟
لا يمكنك ذلك في الحقيقة، أنت ولا بُد مدرك لعمق ورسوخ هذه العادات في المجتمع العربي، بمجرّد حديثك عن الأمر قد يجعلك مختلفاً إلى حد كبير وقد تخرج أنت الذي بصورة الغلط والذي يدعو إلى الغلط وبالإضافة إلى أنني أخذت عهداً على نفسي أن أترك الناس وأوّلهم أهلي بأن يعيشوا كما يحبون ويرضون فعلاً وأن لا أحاول تغيير أي نسق حياة لمجرّد أنّهُ لا يتطابق مع آرائي ومعتقداتي.
أحترم جداً رغبتك في تقدير رغبات الآخرين واحترامك لمعتقداتهم وآراءهم.
ولكن لم أقصد محاولة التغيير فيهم بقدر ما قصدت فقط فهم الدوافع والأفكار ووجهات النظر، لا التأثير عليها وتغييرها، فهذا بالطبع من الأمور الصعبة وأتفق معك في ذلك.
بقدر ما قصدت فقط فهم الدوافع والأفكار ووجهات النظر
حين تبدأ التشكك بنواياهم أو السؤال عن أسباب هذه الأفعال، لاحظت بأنّ معظم من تسأله ولإنّهُ يعدم الحجّة الأكيدة لفعل ذلك فهو يميل إلى أن يتشكك أنت بنواياك الشخصية وسبب اعتراضك أو تساؤلك عن الأمر، قد يكون الموضوع عادياً ولكن بالتجربة يمكنك أن تتأكّد أنّ حساسيته عالية في مجتمعاتنا، راقب ذلك في العيد القادم مثلاً، عيد الأضحى مع محيطك الشخصي.
برأيي فإنها من العادات المهمة التي يجب علينا الحفاظ عليها. فمن خلال الأحاديث المنقولة عن الرسول ص فإن زيارة القبور تحمل الكثير من المعاني وحتى أنها شكل من أشكال صلة الرحم مع من نشترك معم بالقرابة. فموت الأهل مثلا لا يعني أن صلة الرحم انقطعت بل لا تزال موجود ويجب إتمامها بالصدقة وزيارة القبور. وهذه الزيارة مهمة إذ أنها تذكرنا بالموت وهنا لا أقصد أن أعيش بحالة من الاكتئاب نتيجة تذكري لحتمية الموت بل كطريقة رادعة عن المعاصي وأذى. الآخرين . أنا أرى أنها بالفعل عادة ذات قدسية ولا يضر أن نحافظ عليها إذ أنها تخافظ على اتصالنا بمن كانوا يوما جزءا من حياتنا.
لا يعني أن صلة الرحم انقطعت بل لا تزال موجود
عن أي صلة رحم هنا نتحدّث؟ الغائب لا يمكن وصله، وهذا الأمر برأيي ليس إلّا طقساً مجازياً يقيمه الإنسان ليقيم قيمة كبيرة ووزن كبير لمن رحلوا، ما يعني أنّ الأحياء وفقط الأحياء من يحتاجون هذا النوع من التقليد، الميّت لن يشعر بهم، ليت الصدقة التي طرحتيها حضرتك أن تُعمم كبديل للزيارة على الأقل أوّل أيام العيد، أي بالضرورة: الفرح. ولا فرح في المقابر، يستحيل ذلك.
أنا أتفهم رغبة الناس في مشاركة فرحتهم مع أمواتهم. لكن الأموات لا يحدهم المكان، فلماذا نربط تذكرهم بزيارتهم في القبور؟ لم لا ندعو لهم ونتصدق عنهم بإطعام وسقيا؟
وجهة نظري هي أن العيد وقت فرحة، ووقت احتفال بالأحياء الذين نشاركهم حياتنا الآن، علينا بزيارتهم، وإهدائهم الهدايا، والتأكد من أنهم يعلمون كم نحبهم، ونقدرهم. اغمروا من حولكم بالحب والتقدير قبل فقدانهم. حينها لن نندم، وحين نفقدهم أو يفقدونا ستظل الذكرى تدفئ القلوب. وكلنا مصيرنا إلى الموت، فهذه حقيقة لا مفر منها. ولذا، كمجتمع، علينا أن نفهم الموت، ونتقبله، وتكون علاقتنا به علاقة تقبل، وإدراك، وحزن ممزوج برضى.
أنا أتفهم رغبة الناس في مشاركة فرحتهم مع أمواتهم. لكن الأموات لا يحدهم المكان، فلماذا نربط تذكرهم بزيارتهم في القبور؟
تصلني ردود أحب أن أطلع حضرتك عليها لكي أعرف رأي حضرتك في هذه المسألة، حيث أنّ الزيارة لا تعدّ للكثيرين طقساً يمكن القيام به فقط، بل صلة رحم وزيارة حقيقية يجب أن يقوم الشخص بها مع أقاربه، هي أمر أعلى من مسألة تقليد، هي حاجة أو ربما بشكل أكثر دقّة: زيارة لها معنى بالنسبة للطرفين، الميّت والحي.
فما رأي حضرتك بهذه الردود؟
أذكرهم بأحسن الخلق محمد صلوات الله وسلامه عليه. لقد فقد من هم عزيزين عليه بشكل لا تستطيع أن تصفه الكلمات: زوجته السيدة خديجة رضوان الله عليها. فماذا كان يفعل؟
كان يذكر خديجة بكل خير، يصل أخوات خديجة، ويصل كل من أحب خديجة، وكل من أحبته خديجة، يدعو لها في كل حين، وعندما تصله الهدايا، يوزع أولا على صويحبات خديجة.
كما قلت، أنا لا أقلل من أحزان الناس؛ لكن الحق أحق أن بتبع. العيد للفرح، والاحتفال، والسعادة، والسرور. صلوا أحباءكم الأموات بصلتكم لأحبائهم الأحياء. أخرجوا عنهم الصدقات خاصة الإطعام والسقيا. اذكروهم بالخير، والدعاء.
كان يذكر خديجة بكل خير، يصل أخوات خديجة، ويصل كل من أحب خديجة، وكل من أحبته خديجة، يدعو لها في كل حين، وعندما تصله الهدايا، يوزع أولا على صويحبات خديجة.
أحببت هذه الإجابة فعلاً لما تحمله من أمور عملية قابلة للتطبيق فعلاً، على أنّ ما ينقصها تبنّي من مثقفين ومفكّرين ورجالات المجتمع لتعميمها شعبياً.
اتباع الإسلام لن يضيعنا أبدا.
وأنا شخصيا لدي من أفتقدهم، وأتمنى لو كانوا موجودين معي، لكن أطبق هذه النصيحة بالضبط. أفكر في الناس الذين كانوا يحبونهم، وأزورهم وأطمئن عليهم، وأحضر لهم الهدايا. في اعتقادي، أن هذا يصل إلى الأموات، وأن ما أفعله سيسرهم كثيرا، حين يرون أحبابهم يطمئنون على بعضهم البعض، ويحبون بعضهم البعض.
كنت أول أمس أختلف مع أخي الأكبر و والدتي بخصوص هذا الشأن يا ضياء. فهم يوليان أهميًة كبيرة لهذا الأمر وكأنً روح الميًت لا يصلها الدعاء ولا تستأنس بدعاء أو صدقة إلا عند القبور!! تذكرت حينها مقولة أحدهم: نحن أمة تحتفي بالموتى أكثر من احتفائها بالأحياء!! . هما وآخرون لازالوا يؤمنون بأهميًة الزيارة وخاصة أيام الجًمع وأيام العيد. لكنيً لم أفعل لأني ببساطة مقتنع بما أعتقد. هم يعتقدون أن الروح تحوم حول القبر وأنا أعتقد انً الروح سيصلها دعائي وصدقاتي ولو كانت في آخر الأرض؛ ذلك لأنً الروح لا يحجزها حاجز من مكان ولا زمان؛ فهي في عالم آخر ، عالم البرزخ. ولذلك، أنا أعتقد ليس هناك ما يزعج إذا دفن أحدنا في آخر بلاد الدنيا فالأرض كلها سواء. وهي بالفعل عادة كئيبة تذكر بالموت في أول يوم من أيام العيد وإن كان في تذكر الموت ليس فيه شيئ في ذاته ولكننا بدلا من المعايدة على الأحياء نذهب ونعايد الموتى!!!
نحن أمة تحتفي بالموتى أكثر من احتفائها بالأحياء!!
قد تكون جملة رميتها بسياق الحديث حضرتك ولكن أرى بها تأشيرة غاية في الأهميّة فعلاً، لقد ذكّرتني هذه الجملة بالحضارة المصرية وبالتاريخ الذي يخص بلاد الشام، فعندك مثلاً في مصر الأمر أكثر من مسألة قداسة، الأمر تبجيل لمسألة الموت، الأهرامات شيء عظيم جداً وكل هذه الصروح الكبيرة مبنية لأجل ذات الفكرة، من أجل الموت ورفعة شأنه وأهميّته.
وعندنا في بلاد الشام، الاحتفاء بالموت ومسألة الضريح أمر يُحتفى به كثيراً لدرجة أن هناك الكثير من المساجد في مبني بداخلها أضرحة ومقامات للعديد من شخصيات الأمة العربية والإسلامية. هذا التعليق ملفت ولهُ اهمية برأيي في تشريح إصرارنا إلى اليوم على الزيارة الصباحية للقبر في العيد.
قد تكون جملة رميتها بسياق الحديث حضرتك ولكن أرى بها تأشيرة غاية في الأهميّة فعلاً، لقد ذكّرتني هذه الجملة بالحضارة المصرية وبالتاريخ الذي يخص بلاد الشام، فعندك مثلاً في مصر الأمر أكثر من مسألة قداسة، الأمر تبجيل لمسألة الموت، الأهرامات شيء عظيم جداً وكل هذه الصروح الكبيرة مبنية لأجل ذات الفكرة، من أجل الموت ورفعة شأنه وأهميّته.
أتفق مع حضرتك وأختلف أيضاً أخي ضياء. أتفق في الاهتمام بالموتى و الاحتفاء بمن راحوا ولكن أختلف في الأثر في النتيجة في الفعل المترتب على ذلك الاحتفاء. فشتان بيننا الآن ونحن نحتفي بالموتى و بين الفراعنة العظام!! الأول احتفاء يجرنا إلى الخلف ويثبطنا عن العمل فنتذكر الموت فتهون الدنيا في أعيننا. أما احتفاء الفراعين فهو له أثر وهو أصدق؛ فقد دفعهم صدق الاحتفاء إلى انشاء حضارة وأيً حضارة! احتفائهم بالموتى ما زال له أثر باق على تطاول الدهور وكر العصور. أثر ينفعنا نحن الأحفاد ويبهر الأجانب ممن ينظر إليه. احتفاء جعلهم يفكرون ويعملون عقولهم فتوصلوا إلى التحنيط وإلى كيفية بناء الأهرامات وغيرها. هنا فرق بين أثر احتفاء وأثر احتفاء. الأول احتفاء فارغ ليس له مضمون أما الثاني فهو يدفع إلى العمل و الإنجاز....ولذلك، أرى أن الاحتفاء الأول يمليه عادة اجتماعية غير صادقة في مضمونها أما الثاني فهم قد آمنوا فلذلك عملوا....
هو عُرف مجتمعي ولكن ليس مهمًا وليس من الأفضل الحفاظ عليه. أعتقد أن ما يحكم هذه الأمور هو الحكم الشرعي لها، والذي ينص على أن زيارة القبور في العيد مكروهة (غير مستحبة)، ولو نظرت لوجدت أن الحكمة من زيارة القبور في العموم هي ترقيق القلب في المقام الأول، ثم يلي ذلك إلقاء السلام على أهلها. وبالتالي فإننا حينما نتحدث عن أمر مجتمعي له جانب فقهي، فمن الأفضل النظر إلى قول الفقهاء في هذا الأمر. أما من الناحية المجتمعية فأنا لا أحب أن أعزيها إلى أن العيد للبهجة وأنها عادة كئيبة، فهؤلاء الذين تحت التراب هم أهالينا ولا أعتقد أننا يجب أن نتناساهم بحجة أن تذكرهم يصيبنا بالحزن! بل يجب لتذكرهم أن يكون مقترنًا
الملخص، هناك بدائل لهذا الأمر يمكننا بها تذكر أحبابنا في القبور في هذا اليوم دون الحاجة إلى زيارة المقابر.
الملخص، هناك بدائل لهذا الأمر يمكننا بها تذكر أحبابنا في القبور في هذا اليوم دون الحاجة إلى زيارة المقابر.
أهم بدائل يمكنني طرحها في قائمة كبيرة من الاقتراحات البديلة هي مسألة الذاكرة، يكفي أن نتذكّره ولو بدون كلام لنثبت قيمة المتوفّى في قلوبنا وربما إذا أردنا أن نبالغ يمكننا أن نبكي، عدّة دمعات دائماً خيار أفضل بكثير بالنسبة لقبر في صباح يوم العيد! أو هذا على الأقل بالنسبة لي.
لا أحبذ هذه الفكرة وأجدها ليست لها أصل ديني،
والعيد يعد هدية دينية يجب الاحتفاء بها وإدخال البهجة على أنفسنا والسرور.
لم يمت أحد من دائرتي المقربة حفظهم الله، ولكن لا أعتقد أني سأزور المقابر يومًا ما، الميت الأوجب أن نصله بصدقة جاري ، بالتبرع عن روحه أفضل من البكاء والولولة .
أفضل من البكاء والولولة
حتى ولو كانت زيارة صامتة لا يلغي هذا تأثيرها السلبي على النفس، استذكار الموت في اللحظة التي يجب على الإنسان فيها أن يذكر الحياة وما فيها من نعم وطيّبات وراحة. برأي حضرتك هل يمكننا التصدّي لهذه العادة الكئيبة بالكلام السلبي عن هذا التقليد أو الأمر أصعب من هذه الممارسات ومتغلغل جداً في أفهمامنا؟
للأسف الأمور متعقدة جدًا، كالكثير من الامور الأخرى التي لها اعتقاد خاطئ بخصوص الأمر ذاته، فلو أتيت لتقنع جدة أن الحزن على الميت ثلاث أيام والأصل مواصلة الحياة والدعاء له وصلته بالصدقات لا تقتنع من الخروج من المنزل قبل السنوية وكأن هذا دين جديد.
المخلفات الفكرية القديمة صعبة التخلص إلا لو وضع الشخص الأساس الديني للفصل بالأمر تحل القصة دون ذلك " هذا ما وجدنا عليه آبائنا"
هذا ما وجدنا عليه آبائنا
تأشيرة عظيمة بحق، هذه عقدتنا الحقيقة في مسألة التعليم والتعلّم، بالحياة، بممارسة أعمالنا وروتين حياتنا، حتى في طعامنا ولباسنا وطريقة البناء وحل مشكلاتنا، حتى في الحزن والموت، بكل شيء نقول ولو بشكل مباشر: هذا ما وجدنا عليه آبائنا.
للأسف، ولكن أبشرك يا ضياء يخرج الأن جيلًا لا يؤمن بأجداده لديه معتقدات غربية بحتة وللأسف لذلك، أعتقد أن فئة هذا ما وجدنا عليه آبائنا ستكون أرحم مما سوف نشاهده.
لا أتفق في الحقيقة مع هذه التخوّفات بالنسبة للمستقبل، ما أراه شباناً مثلنا، مثلي ومثل ومثل الأصدقاء، شبّان مهتمين بمجتمعات تعددية تؤمن بحق الجميع على انتخاب طريقة حياته بالشكل الافضل، وبالإضافة إلى أنني لا أملك أي تخوّف من الأفكار الغربية، أرى أنّها تعمر بلدانهم، يكفينا أن نعاين ونتفكّر بخاطبهم وننتخب الأفضل والأصلح لنا دائماً.
التعليقات