نفال رافيكانت هو رائد أعمال عندي أمريكي اشتهر بحكمته المختصرة، وخاصة الثريد الذي نشره العام الماضي عن الثراء.
ما رأيكم في حكمته المشار إليها في العنوان؟
هذا الأمر يعد محيرًا من رأيي، حيث أن المنافسة صارت فرضًا علينا جميعًا وإن لم نخترها، في كل الجوانب، في العمل بشكل عام أنت مجبر على المنافسة حتى تستطيع الترقي والحصول على راتب أعلى، في العمل الحر أنت مجبر على التفرد ربما انت تنافس وتتميز فيما تقدمه حتى تستطيع الحصول على أعمال أكثر، فخبرة أكثر، وأموال أكثر. في الدراسة، في الحياة تجد نفسك مدفوعًا رغمًا عنك تجاه المنافسة.
من جهة أخرى نجد أن الأصالة أو ما يتسم بالأصالة يكون أكثر ثباتًا وعمرًا حتى وإن لم يكن أكثر وصولًا في البداية.
من رأيي أرى أن الأصالة تشبه إلى حد كبير الشغف، فالشغف رفاهية لا يمتلكها الكثيرين، فمن ذا قادر على مطاردة شغفه وهو لا يجد قوت يومه. نفس الأمر أراه في الأصالة، هي تحتاج إلى ذهن متفرغ، ونفس هادئة حتى يتمكن المرء من تحقيقها بشكل ثابت نوعًا ما ومتميز ومتفرد. وهو ما لا يتاح للجميع من رأيي
من جهة أخرى نجد أن الأصالة أو ما يتسم بالأصالة يكون أكثر ثباتًا وعمرًا حتى وإن لم يكن أكثر وصولًا في البداية
الم تفكري في الراحة التي نشعر بها حين نتوقف عن الركض والمنافسة؟
برأيي أنّ أشرس أنواع المنافسة هو ذلك الشخص الذي لا يتلفت إلى ما يحدث حوله، يقال بأنّ الغزال الميّت هو الغزال الذي ينظر إلى الخلف أثناء الركض من الأسد وبأنّ الغزال عادةً أسرع من الأسد بكثير جداً!
وأن سر تفوق الأسد يكمن في غلطات الغزل
لذلك من يُركّز على أموره الخاصّة ومنتجاته وقيمته الذاتية، لديه وقت بالمتوسط لنفسه أكثر من ذلك المشغول بغيره والذي يريد مراقبة الناس ومقارنة حالتهم بحالته يومياً.
لذلك أعتقد بأنّ الحكمة هي تحكي عن التفوّق في المنافسة لا عن تجنّبها أصلاً.
لا أتفق معك يا ضياء، فليس شرطاً أن يكون اطلاعك على جديد منافسك مؤخراً لك أو معرقل، بالعكس فإن هذا قد يجعلك تبتكر مميزات تنافسية لك غير التي عند منافسك، وكذلك مواكبة كافة التطورات في مجال عملك أو استثمارك.
لا أتفق معك يا ضياء، فليس شرطاً أن يكون اطلاعك على جديد منافسك مؤخراً لك أو معرقل
لكنه قد يبعدك عن تميزك وتفردك واختلافك، فنظرك وتركيزك سيكون موجها فقط لما قدمه المنافس، ألا تظن ذلك؟
لا أدعوا إلى النظر للمنافسين إلى الحد الذي يجعلنا نخل بما نفعل ونقصر فيه، بل متابعته لمعرفة الجديد دون أن نبالغ في ذلك ودون أن يكون لدينا أي دوافع سلبية سيئة، بمعنى أنه من الجيد أن يكون هناك منافسة شريفة يسعى فيها كل طرف في تقديم أوراق إعتماده لدى المستهلكين.
لذا أجد متابعة المنافسين ضرورة لا يجب التغافل عنها.
هل تؤيدين فكرة "عدم متابعة المنافسين نهائياً" وألا تظني ان عدم المتابعة مخاطرة قد تخرجنا من إطار المنافسة؟
الأصالة الحقيقيّة هي أن يلاحقك منافس ليتميّز عنك، الأصالة الحقيقية تستدعي من الشخص أن يكون الأوّل في الطرح، أما المنافسة قد تصيب وقد تخيب بحسب الجهد التي تعمل بها المنظومة، لهذا نرى أنّ نوكيا أقفلت وأنّ سامسونغ دائماً بمعاناة وأنّ أيفون لها مطلب شبه جماهيري ورغبة لا يمكن إشباعها عند الناس.
الفرق فقط في كيف تفكّر هذه الشركات.
"تجنب المنافسة وركز على الأصالة"
حين فكرت في الأمر وجدت أن الأصالة شئ يعطي لما لدينا قيمة وميزة تنافسية، ولكن ماذا إن أغفلنا المنافسة؟ سأخبرك
سيتطور المنافس ويتركنا خلفه نعاني مع أصالتنا "هذا بنسبة كبيرة" فعدم مراقبة من ينافسنا وآخر تجوراته قد يجعل أصالتنا "غير متطورة" وهذا سيضر بسمعتنا وربحنا كمؤسسة بلا شك. وأكبر دليل هو شركة نوكيا "الأصيلة" التي انتجت الهاتف الذي بسبعة أرواح يقع في الماء فننشره الشمس فيعمل.
يقع من الطابق الثالث فيكسر ولكنه لا يزال يعمل!
لقد كان أصيلاً بلا شك، ولكنه أغفل منافسة الشركات ففشل فشلاً زريعاً.
فمقولة رافيكانت ليست شاملة وليست دقيقة كذلك،
فأنا لا أجد تعارضاً بين الأصالة والمنافسة، لنهتم بكلاهما ولا ضير في ذلك.
عند أخذ المنافسة في إطار الاستثمار قد تكون المنافسة مسيطرة عليها أكثر ، وخاصة عندما لا توجد منافسة كافية ، يمكن للشركات المهيمنة استخدام قوتها السوقية لفرض أسعار أعلى ، وتقديم جودة منخفضة ، ومنع المنافسين المحتملين من دخول السوق مما يعني أن رواد الأعمال والشركات الصغيرة لا يمكنهم المشاركة على قدم المساواة وأن الأفكار الجديدة لا يمكن أن تصبح سلعًا جديدة والخدمات. فلذلك للمنافسة أهمية قصوى في هذا المجال.
بالتأكيد نركز علي الأصالة في كل الأحيان ولاكن المنافسة مفروضة يا دليلة علي سبيل المثال في العمل الكل يعمل بإجتهاد ليحقق ذاتة ويثبت قدرتة هذا في الحقيقة منافسة واقعية لست مخططاً لهذه المنافسة من قبل ولكن فرضها العمل وبيئتة وبالتالي أصبحتُ جزءً منها وعلي أن أجتهد في هذه المنافسة، وأثبت أصالتي فيها، برأي الأصالة والمنافسة وجهان لعمة واحدة.
الأصالة والمنافسة وجهان لعمة واحدة.
في المقولة ذكرهما الكاتب وكأنهما شيئان متضادان والعكس هو الصحيح بكل تأكيد.
لذا ليست كل نصائح رواد الأعمال تؤخذ على محمل الجد، فبعضها يكون مقصور النظر وبعضها يفتقد للمنطق.
هل توافقني في ذلك مصطفى؟
هل توافقني في ذلك مصطفى؟
بكل تأكيد يا عبدالرحمن، فليس كل ما يقولة رواد الأعمال يؤخذ بشكل مطلق ربما هذه المقولة مناسبة له ولطبيعتة وفكرة وربما غير مناسبة لغيرة.
نفال أو Naval واحد من المؤثرين الذي استمع دائمًا لنصائحهم. لكنني لا أوافق مقولته هنا كليًا بصراحة.
الأصالة نقطة رائعة وإن حصلنا عليها ستكون نقطة قوة لنا. ولكنها لا تكفي وحدها لنقول أننا سنستطيع أن نصل لأي شيء.
وأيضًا لا يكفي أن نقول أن لدينا الأصالة لنجد أنه لن تكون هناك منافسة. فقد يكون المنافسون هم المقلدون أليس كذلك؟
كما أن المقولة تتفه قليلًا من قيمة المنافسة. ليس على الجميع أن يكونوا مبدعين وليس على الجميع أن يبدأوا اتجاه جديدًا من الصفر. أحيانًا من الأفضل أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون وهذا يعني بالضرورة أننا سنضطر لمنافستهم
إن كان يقصد بتجنب المنافسة أن لا ينظر أحدنا بحقد إلى ما في يد غيره وأن لا يسعى فقط إلى إثبات جدارته فوق الأخرين فهذا ما أراه معقولاً. فلا يصح أن نقارن أنفسنا بغيرنا لأننا نشأنا في بيئة مختلفة ولنا عقول و أذواق وغايات مختلفة. أنا لا أحب المقارنات وهي لا تؤدي قطعاً إلى الإبداع. أتفق معه في التركيز على الأصالة وهو أن نكون أنفسنا؛ فلكل منا وجود خاص وبصمة خاصة ولابد أن نترك طابعنا على أي شيئ نفعله. و أتذكر قول القائل: إن كنت تقلد غيرك فسيُستغنى عنك يوما ما بالأصل . فأولى و أجدى لك أن تكوني نفسك الفريدة من المنافسة التي تدفعك إلى التقليد. بالمناسبة نحن لن أكون أبداً أصلاء مائة بالمائة أو مبدعين حق الإبداع يا دليلة فتلك صفة ما قدر لفرد من أبناء الفناء أن يحوزها؛ فتلك صفة الإله الذي قال: بديع السماوات و الأرض. أي خلقها على غير مثال سبق. و إنما نفهم من الأصالة أن نخلع على العمل صفتنا الشخصية و طابعنا الفريد المميز فنثري المحتوى أو نثري المنتجات بفكرة لنا نحن لم يتوصل إليها غيرنا.
أما إن كان يقصد بالمنافسة أن لا ننظر إلى غيرنا و أن نقفل على أنفسنا الباب فلا نرى منتجات الآخرين من فكر أو خلافه بدعوى الأصالة؛ فهو مخطئ. لأننا في تلك الحالة لن نتوصل إلى ان نكون أصلاء إلا لو اطلعنا على ما عند الغير لكي نضيف إليه و نخلع عليه من ذات أنفسنا الأصيلة التي لا تتكرر. ألا تتفقين معي يا دليلة؟
أتفق معه على نحو أن الركض وراء التنافس قد يرهق الإنسان وهذا يعتمد على قدرة الإنسان على التحمل، في بعض الأحيان قد يكون الأمر متعب للعقل ليختار الإنسان الراحة على سبيل الإرهاق الذهني، لأن حالات الإنسان النفسية قد تختلف على اختلاف وضعية الإنسان النفسية والاجتماعية، فحين نكون في حالة تجعلنا نركض وراء نتيجة أكبر من المنافس تجعلنا نشعر بإهدار الطاقة.
التعليقات