إننا في عالم متسارع سمته وسائل التواصل التي لا تنتهي، وصفته المميّزة هي قدرتنا غير المسبوقة على تبادل الأخبار والمعلومات بمنتهى السهولة.
في هذا العالم المذاع إلكترونيًّا لحظة بلحظة، ما هي نوعية الأخبار التي تهتم بها بشكل يومي؟
سابقًا كنت استمع لكل خبر يحدث حولي أو حتى في العالم، لكن في السنتين الاخيرتين لم أعد أتابع إلا القليل القليل والتي تصادفني عبر وسائل التواصل، لهذا دائما أحرص على عدم متابعة بعض القنوات الاعلامية المتخصصة بالاخبار، أصبحت أشعر بأنها تنشر السموم.
ربما أكثر ما يهمني في الآخبار الآن متابعة التطويرات التعليمية والصحية، فكل ما يصدر عن وزارة التربية والتعليم والصحة هو ما أتابعه فقط.
على الرغم من أن العديد من المقرّبين لي في الآونة الأخيرة قد انتهجوا هذا المنهج، فإنني ما زلت ضده تمامًا، وذلك بسبب الاعتماد على الميديا الذي أصبح أمرًا ضروريًا، وضرورة الاطلاع على مختلف التفاصيل المتعلّقة بالعالم الذي يدور من حولنا. بالتأكيد سنشعر في العديد من الأحيان بالغثيان وبدوار الأخبار وبثقل العالم المتسارع من حولنا. لكن من جهة أخرى، أرى ان الأمر إذا كان مقنّنًا، وإذا كنّا نستطيع أن نعزل أنفسنا عن الأخبار في الأوقات المناسبة، فإن الاطلاع هنا يكون أمر واجب حتى ندرك واقعنا بدرجة كافية خلال حياتنا اليومية، دون أن ننعزل عنه بأي طريقة كانت.
لا أتابع الأخبار بشكل فعال أو مباشر بل تصل إلى الأخبار بسبب كوننا في عالم مذاع إلكترونيًا كما ذكرت. لذلك فأغلب الأخبار التي تصل لي إن لم تكن من التريندات فتكون على الأغلب مما أتابع أنا من صفحات تهتم بنواحٍ معينة.
لذلك فأكثر الأخبار التي تصل لي تنقسم إلى:
لكن في الواقع لا أهتم لهم بشكل كبير وأحاول دائمًا الابتعاد عن الأخبار السلبية رغم ظهورها. وأنت يا عليَ هل تعتقد أن عدم متابعة الأخبار لفترة قد يفيد الصحة النفسية؟
لا أتابع الأخبار بشكل فعال أو مباشر بل تصل إلى الأخبار بسبب كوننا في عالم مذاع إلكترونيًا كما ذكرت
أعتقد أن هذا واقع لا يمكن إنكاره فحتى لو أغلقنا جميع اجهزة التواصل فإن الأخبار ستخترقنا من كل حدب وصوب.
لكن في الواقع لا أهتم لهم بشكل كبير وأحاول دائمًا الابتعاد عن الأخبار السلبية رغم ظهورها.
في رأيي هذا نتيجة لمتابعتك صفحات مهتمة بماذكرت سالفا _ جرائم وحوادث_ ولذا فأنك تشبعت من الاخبار السلبية ولكن الحياة مليئة بالاخبار السارة و مصادر التفاؤل أو حتى المعلومات التي يمكنها ان تلهمك لفرص جديدة فلا تغلقي الباب أمنية إن معلومة واحدة يمكنها ان تصنع لك فارق كبير .
هل تعتقد أن عدم متابعة الأخبار لفترة قد يفيد الصحة النفسية؟
بالنسبة لي أزعم أنني من الأشخاص الذين لا يتأثرون نفسيًا بالأخبار وأتعامل معها بحياد فالخيارات محدودة والاحتمالات واردة فلماذا أتأثر سلباً أو إيجابًا المهم إعمال العقل وليس المشاعر فصحتي النفسية هي الأولى ويمكنني المحافظة عليها مهما كانت الاحداث ولكن الابتعاد الكلي عن الاخبار سيخلق فجوة عميقة بيني وبين الواقع وهذا من شانه أن يصيبني بالألم النفسي أكثر من متابعتها. ماذا عنك أمنية ،ألا تعتقدين انك بهذا الترك تتأثرين سلبًا؟
هل تعتقد أن عدم متابعة الأخبار لفترة قد يفيد الصحة النفسية؟
بالتأكيد يسبب هذا الأمر الكثير من الضغوط النفسية. لذلك فأنا أحرص على تثبيت فترة من اليوم لمتابعة الأخبار الجديدة، مع الحد من وصول الإشعارات بأي طريقة إليّ، وذلك لتوفير مناخ صحي معزول عن الأخبار والإنترنت بشكل عام خلال بقية فترات اليوم، وذلك حتى أوفّر لنفسيّتي الفترة اللازمة للنقاهة والاستشفاء. لكن بدون هذا السيناريو، لا أستطيع مقاومة الضغط النفسي والإزعاج الذي قد ينشأ بسبب الاتصال المستمر طيلة اليوم بالإنترنت. لا أقبل بهذا على الإطلاق.
نعم يا علي أهتم ببالغ الإهتمام بالمجال التقني بشكل عام و المجال البرمجه بشكل خاص، فكما تعلم فإن هذا المجال في تحدث مستمر فيجب علي المهتمين بمجال اعمالهم للوقوف علي اكثر الامور في مجال تخصصهم، من اجمل التطبيقات التي اتابع عليها هذه الامور، الخدمة التابعة لشركة مايكروسوفت خدمتها News فهي خدمة مميزة وعملية وترسل اشعارات بالتحديثات التقنية عبر البريد الالكتروني.
المجالات جميعها تقريباً مصطفى بحاجة لمتابعة دائمة للعاملين بها، وإلا سيفقد العامل جزءاً من مهاراته أو على أقل تقدير ستكون خسارته "حساسية التجربة" وهذه تكون عند لاعبي كرة القدم كحاسة التهديف إن جازت التسمية.
ولكن لدي تساؤل، ماذا إن كنت تمتلك الأساسيات الخاصة بعملك في البرمجة وانقطعت لفترة طويلة عن متابعة الجديد، ما مدى تأثير ذلك على العمل الذي تقوم به، وهل ستواجه خطر توقفه تماماً؟
ذلك بالإضافة إلى عدد مهول من المنصات والأدوات التي تتيح لنا الاطلاع لحظة بلحظة على المحتوى الإخباري يا مصطفى. وبما أنك تطرقت إلى هذا الموضوع، فأنا تذكرتُ الاستراتيجية التي كنت أفكر فيها منذ عدة أيام، تلك الاستراتيجية التي اتبعها العديد من المواقع والمنصات، حيث انها توفر خدمة الاطلاع الفوري من خلال أكثر وسيلة، مثل التطبيقات على الهواتف الذكية وإشعارات المتصفح والبريد الإلكتروني.
أنا بعيدة عن مواقع التواصل الاجتماعي لأنني مهما حاولت استغلالها بشكل مفيد، أجد أنني أضيع وقتي على أمور لا تعنيني فيها دون أن أدرك. مؤخرا أحرص الابتعاد عن الأخبار السلبية والتي تبعث على التشاؤم (وما أكثرها) كي لا أفقد حماسي وعزيمتي. فأحرص على أخبار تتعلق بمجال عملي أو عالم الوعي والصحة وأحيانا ألتفت إلى ما يحدث في عالم الفن للترفيه عن نفسي. فالمشكلة أن الكثير من الأخبار المنتشرة لن نستفيد من معرفتها بل قد تؤثر علينا سلبيا.
على الرغم من أنني أشعر دائمًا انني في حاجة إليها يا ريان، فقد أدركتُ في الآونة الأخيرة أن الاطلاع على الأخبار بشكل مستمر ولحظي لا يتوقف على الإطلاق على استهلاكنا لهذه المنتجات الرقمية، وأننا من الممكن أن نباشر عملنا التسويقي والمهني عليها بدون أن نستخدمها فعليًا، لذلك فكرت خلال الفترة الماضية في استراتيجية تتيح لي الاستغناء عن منصات التواصل الاجتماعي بالكامل، وتكريس وقت استخدامها للعمل المهني فقط. بما أنكِ نجحتي في ذلك، هل لديك أي مقترحات في هذا الصدد؟
أنا في البداية حاولت حصر استخدامي لها لأغراض ثقافية، ولكن وجدت أن الوقت يمضي دون أن أشعر وأنا قابلة للتشتت والملهيات بشكل كبير، ولكن لأي شخص يستطيع الموازنة فعلا ويصعب تشتيته أو إلهاؤه، لا أرى حينها ضرورة لإزالتها. أما في حال كنت تعتبرها مصدر تشتت، فأولا فكر في كمية الإفادة التي يتنتج عن تلك الخطوة ويمكنك أن تخصص الوقت الذي كنت تقضيه على تلك المنصات في تطوير هواية أخرى تستمتع بها. فأفضل طريقة للتخلص من عادة هي استبدالها بعادة جديدة.
خطوة ممتازة نشوة، لدي صديق كان مدمناً للتواصل الإجتماعي وكان يمكث اليوم كلها في تصفح الفيسبوك ولكنه سعى للتعافي من تلك العادة والآن لا يفتح إلا ساعة واحدة أسبوعياً.
لقد استفدت كثيراً حين قرأت كتاب الماجريات لإبراهيم السكران، وهو كتب يتحدث باستفاصة عن أضرار هذا الأمر، وهذا جعلني أقلل من التواجد على الإنترنت.
كما أن لهذا التواجد المبالغ فيه على وسائل التواصل الإجتماعي أضراره الجسيمة على نفس الإنسان ويخلق حالة من إضطراب المشاعر.
الأخبار هي ما أصبحت تخترق مسامعنا وأذهاننا يا عليّ :" 😅
بطبعي شخص لا يكترث كثيرًا للأخبار من حوله، السياسية أراها مُستنزفة وبها مايخفى علينا كشعوب ومالن نستطع إدراكه، الاجتماعية إما أن تَسؤك ببشاعتها وإما أن تجلب لك شيئًا من الفروق الكبيرة التي قد تقودك للسخط! وحتى الفنية وأخصها بالذكر، بعدما كانت وسيلة لترفيه الناس وإثارة الترويح فيهم، أصبحت مدعاة للغرابة من تشييع بالسير، والاسماء والعِشرة!
لا أفتح منصة هذه الأيام إلا أن يتدارك لسمعي، هذه الفنانة سحلها زوجها، وتلك رفعت قضية ، وهذا اتهمها بالخيانة وغيرها من الأمور المثيرة لاشمئزاوي
ورغم أني لا أتابع أيًا منها إلا أني أصبحت أراها في كل شبر في منصات التواصل الاجتماعي ، نتيجة مشاركة بعض الأصدقاء والناس بها.
في الآونة الأخيرة أصبحت مهتمة بشيئين ، الأكلات حول العالم 😅 وذلك لأن المطبخ مكان أستأنس به، والقرآن والمسلمين حول العالم وذلك لاكتساب خبرة أكثر تجاه ثقافتهم حتى أتعامل معهم في عملي بشكل يليق ويصنع الأُلفة بيننا.
بالنسبة لوسائل التواصل فمنذ فترة لم أعد أتابعها إلا ما قل، ولأجل هدف محدد في الغالب؛ فهي مستنزفة للوقت والطاقة وبحكم عملي الاخبار التي اتابعها سياسية واقتصادية كونها تؤثر على كل المجالات وعلينا جميعنا مهما كانت تخصصاتنا أن ندرك ماذا يحدث حولنا فهذا يقوي ملكتنا التحليلية ويجعلنا نقرأ الواقع بوضوح إلى حد كبير. فلا يمكنني ان أفصل اخبار ريادة الاعمال عن الاخبار الاقتصادية او السياسية .
ماذا عنك يا علي ؟
ماذا عنك يا علي؟
بالنسبة إلأيّ، بالإضافة إلى الأخبار التي تسقط في طريقي بالمصادفة، لدي قائمة من الأخبار التي ألتزم بالاطلاع عليها يوميًا، وهي كالتالي:
توقفت تمامًا عن متابعة الأخبار؛ لما تسببه لي من تدهور في الحالة النفسية أنا في غنى عنه بتاتًا في هذه الفترة.
اهتم أكثر بالحصول او الاستماع والبحث عن ما هو مفيد، وصرت اتجنب الأخبار إن ظهرت أمامي اهرب تمامًا منها ولا احاول البحث مجددًا عنها.
وفي هذا السياق اذكر أحد الشيوخ الأجلاء اظن أنه كان العريفي تحدث عن أنه ليس واجبًا علينا البحث عن كل الكوارث التي تقع للمسلمين على الدوام، على سبيل المثال انت سمعت أن هناك اعتداء على اهل بورما، يكفيك أنك عرفت لا تبحث عن الصورة المؤلمة لا تبحث عن مزيد من الأخبار، ادعوا لهم وفقط، وخاصة إنك لا تملك سوى هذا.
إن متابعة مثل هذه الأخبار السلبية، والاطلاع على الصور المؤلمة، والقصص الموجوعة كفيل بأن يصيب الإنسان بالصدمات وتعطيله عن ممارسة الحياة بشكل طبيعي
على الرغم من أن الأخبار أمر مرهق للغاية، فأنا أرى انها ضرورة عصرية يا سارة، بالإضافة إلى أنني كشخص يمارس نشاطًا فنيًا ما أجدها مصدرًا مهمًا للإلهام الواقعي لا يمكنني تجاهله على الإطلاق. لذلك أظن أن الخطوة العملية في هذا الصدد هو تقنين أوقات اطلاعنا عليها. أما مسألة الانعزال عن الأخبار وعدم مطالعتها من حين لآخر، فأنا أجد الكثير من المخاطر لهذا الأمر، أبسطها هو انعزالنا عن الواقع بأي شكل من الأشكال.
هل يمكنك طرح سؤال شبيه ولكن بموضوع أخر ...
عن ماذا استفدنا من متابعة الاخبار ...
اقصد الفائدة الفعلية التي غيرت حياة القارء ...
يمكنني حينها مشاركة قصصي و الاستماع لقصص باقي الاعضاء لعلنا نجد الانواع المفيدة من الاخبار
سؤال رائع يا كعك، سأبدأ أنا. بالنسبة إليّ، أستفيد عادة من الأخبار بشكل ملهم للغاية، فانا أولًا أستفيد منها على الصعيد المهني نظرًا لعملي في العديد من المجالات التي تفرض عليّ متابعة الواقع اليومي، والتي من أبرزها التسويق الإلكتروني والكتابة والتقنية وكتابة المحتوى بشكل عام.
أمّا ثانيًا، فأنا أستفيد من الأمر على صعيد الكتابة الإبداعية ومختلف المشروعات الأدبية الخاص بي، والتي أحتاج إلى المزيد من المتابعة الواقعية عن كثب كي أستلهم أفكاري من واقعي الذي أعيشه.
شكرا على المشاركة.
فيما يلي أمثلة عن اخبار استفدت منها...
كنت متابع للاخبار الاقتصادية في سوريا من عام ٢٠٠٧ وبعدها وبخاصة مع الانفتاح الاقتصادي وتأسيس بورصة ... اسست موقع و استثمرت بالاسهم ... كان عصر ذهبي وشكلنا قوة قادرة على الضغط على اصحاب القرار الاقتصادي ( كانت مجرد بذرة ) ولكن جاء الربيع العربي ...
من الاخبار التي غيرت حياتي ... عندما قرأت خبر ورد مرة واحدة من موقع سويسري رسمي عن منح فيز مسهلة للسوريين خلال اسبوع كنت في السفارة وبعدها ب٢٤ ساعة حصلت على الموافقة ...
مممم ماذا ايضا ...
أه .كنت متابعة اخبار الحرب في سوريا رغم انها ضياع للوقت وللاعصاب ولكنها كانت تساعدني على رسم خريطة للمناطق الأمنة ... حتى بعد سفري للتأكد من ضمان سلامة من قرر البقاء من أهلي
مع كرونا كانت زوجتى مسؤلة المتابعة اليومية لتطورات المرض ... أما انا فكنت انظر الى الموضوع من الناحية الاقتصادية ... تجنب البطالة والبحث عن فرص ...
أخر خبر غير حياتي كان gamestop short squeeze
رغم أن الحدث كان بالاسهم ولكنه اعادني لمتابعة الاخبار الاقتصادية وبخاصة العملات المشفرة ... وخرجت بسيارة لاندروفر مجانية ...
الخلاصة : ٩٩% من الاخبار ضياع للوقت وتسبب اكتئاب أو أنها لاتفيد سوى شهرة لاصحتبها عند تناقلها ...
فقط ١% مفيد ... فهل نملك المهارة لاستخراجها من بين الاكوام والجرءة للاستفادة ... ام انها كانت ضربة حظ !!!
التعليقات