تتردد العبارات حول الغيرة بين النساء وصعوبة الحفاظ على علاقة قوية بين امرأتين نتيجة الرغبة الكامنة داخل بعض النساء في أن يكن الأفضل أو الأجمل. فهل تتفقون مع هذا الرأي؟
يقول البعض أنه من الصعب المحافظة على الصداقة بين النساء، فهل تتفقون مع هذا الرأي؟
لكن من صاحب هذا الرأي وهل هو مبني على دراسة أم مجرد تخمين مبني على تصورات فردية؟
وحتى وإن كان مبني على دراسة أو تجارب واقعية إن كان للقائل خبرة في العلاقات بين النساء، فأي نوع من النساء يقصد ومن أي عمر؟
قد تتوتر علاقات الصداقة بين المراهقات وحتى منتصف العشرينات بسبب الغيرة وغيرها، لكن لا يمكن تعميم ذلك.
التوتر في العلاقات أمر طبيعي وهو مثل المطبات التي تخفف سرعة السيارات في الطريق وتنفع أكثر مما تضر، فتلك التوترات والاختلافات تسمح للطرفين مراجعة مصير العلاقة لكن بدون تعميم.
أما عن رأيي الخاص فلا أراه صحيح هذا الرأي، لأن لدي صديقات أنا متأكدة من محبتهن لي وبالمقابل أحبهن وأتمنى لهن كل خير.
إذن كخلاصة كل العلاقات قد تتزعزع لسبب أو لآخر وهناك القوي منها والعميق وهناك الضعيف والرخو أيضًا.
بالتأكيد دليلة لا يمكن التعميم، فكما أوضحت هو رأي لبعض الأشخاص منهم الدكتورة ديبورا تانين، أستاذة اللسانيات في جامعة جورج تاون، والتي نشرت كتاب حول الصداقة بين النساء بناءً على بحث قامت به، وعلى تجربة شخصية مرت بها.
وإليكِ رابط المقال الذي تحدث عن هذا البحث
أما عن رأيي الخاص فلا أراه صحيح هذا الرأي، لأن لدي صديقات أنا متأكدة من محبتهن لي وبالمقابل أحبهن وأتمنى لهن كل خير.
يمكن الحفاظ على الصداقة في فترة الشباب أحيانًا، ولكن ألا تعتقدين أنه بمرور السنوات تبدأ تلك الصداقة في التلاشي نتيجة ضغوط الحياة وانشغال كل شخص بحياته الشخصية، ألا تخشين أن يحدث هذا معك؟
تبدأ تلك الصداقة في التلاشي نتيجة ضغوط الحياة وانشغال كل شخص بحياته الشخصية، ألا تخشين أن يحدث هذا معك؟
لا بمكن الجزم ببقاءها وخاصة إن كان في نية الطرف الآخر الرحيل، لكن إن اتفقت الصديقات على البقاء رغم كل شيء فلماذا لا يبقين حتى رغم الانشغال. لأن الصداقة من الأمور المهمة التي تغذي جانبا انسانيا عميقا فينا وهي تخفف عنا ضغوطات ومشاكل الحياة.
لذلك علينا الحفاظ عليها في ظل التوتر والانشغال وليس التخلي.
لا أعتقد ذلك، بل أجد أن النساء أكثر وفاء بالعموم، وفي الصداقات يتمتعن بقدر جيد من الوفاء والتعاون، ويقدمن المساعدة المعنوية و المادية دائمًا لبعضهن البعض، بل ويتعدى الأمر هذا لدرجة أنني سمعتها من عدة زملاء بأن الصديقة أفضل بكثير من الصديق، ولا تخون الصداقة بينما تكثر بين الرجال الخصومات وتكثر الاعتبارات، تكون علاقات النساء أكثر عفوية وصفوًا، وبينما قد تغار الكثير من النساء من الأخريات، فإنهن يستطعن تهذيب غيرتهن وتنقية أنفسهن منها حين يتعلق الأمر بالأشخاص المقربين، وأنا وصديقتي نفعل هذا باستمرار، بينما الذكور والذين يتمتعون بتنافسية دائمًا بين بعضهم البعض في أمور أكثر مادية وأقل جوهرية، تنشأ الأحقاد التي تستمر لعقود ، في حين أن الغيرة تزول بعد مدة قصيرة.
في الجانب الآخر، الرجل يقطع علاقته مع صديقه لسبب منطقي وكبير غالبا، ومن تجربتي أرى أن العلاقات بين الرجال تدوم أكثر بكثير، الرجال بشكل عام لايهتمون بالجانب الجوهري كما تقولين بل بالجانب المادي، قد يسامحك صديقك ان اظهرت له انك تحسده وتغار منه، لكنه لن يسامحك أبدا اذا كنت شريكه مثلا في العمل واكتشف انك تسرقه أو تختلس أموالا من شركتكما وهكذا.
العلاقات الإنسانية محدداتها مشتركة بيننا جميعا, فالطيبة والتضحية والتفهم والإيثار والتسامح هي سمات موجودة في كل مكان بغض النظر عن الجنس, والغيرة والحسد سمات بشرية موجودة بين الرجال أيضا كما هي بين النساء.
لربما في بعض المجتمعات نرى حزازات بين النساء أكثر مما هي لدى الرجال والسبب راجع لنمط العيش والتنشئة الذي يدفع نساء بعض الأوساط لسلوكات نابعة من الفراغ, كاتخاذ الجارات وكل من تصادف صديقة تدخلها بيتها وتروي لها مشاكلها.
الرغبة الكامنة داخل بعض النساء في أن يكن الأفضل أو الأجمل.
أعتقد منافسة النساء في الجمال هي حكايا كنا نشاهدها بقصص الأطفال كالسندريلا وبياض الثلج....هي موجودة ولكنني لا أظن أن العلاقات الإنسانية تتأثر بهذا المعطى إلا إن كانت المرأة تعاني خللا جسيما بشخصيتها.
أعتقد منافسة النساء في الجمال هي حكايا كنا نشاهدها بقصص الأطفال كالسندريلا وبياض الثلج....هي موجودة ولكنني لا أظن أن العلاقات الإنسانية تتأثر بهذا المعطى إلا إن كانت المرأة تعاني خللا جسيما بشخصيتها.
ليست حكايات يا جواد، من وجودي في عالم النساء أرى الغيرة الناتجة عن الجمال لا تزال موجودة، وكذلك رغبة كل امرأة في الاهتمام بنفسها لتحظى بإعجاب من حولها. بل تحدث تلك المنافسة في أغلب التجمعات النسائية، مثل الحرم الجامعي ومحاولة الفتيات التفوق على بعضهن في الجمال والأناقة، بل داخل إطار العمل الذي لم يسلم من تلك المنافسة، وتتحول إلى منافسة عملية لإثبات التفوق أيضًا وليس مجرد الجمال. قد يبدو الأمر تافهًا في نظر معظم الرجال، ولكنه موجود على أرض الواقع.
لا أستطيع أن أجزم ذلك، فأنا ضد مثل هذه الآراء التصنيفية ولا أستطيع الحصول على نسبة واعية أو إحصائية لهذا الأمر، فكلّها دائمًا تكهّنات لا علاقة لها بالواقع على الإطلاق، مثل أن النساء لا يستطيعن العمل في المجال الفلاني، أو الإناث لا يمتلكن القدرة على تحقيق الحرية المالية.. إلخ. كلها معايير يتم إطلاق العنان لها في فضاء المجتمع، بدون أي حقائق إحصائية أو سيكولوجية واضحة مسندة علميًا، فالأمر دائمًا لا يتخطّى مجموعة من الأفكار المراد بثّها في المجتمع والتأكيد عليها وترسيخها، لكنني لم أر انعكاسها في الواقع، فلي العديد من الأصدقاء الذكور الذين تتصف علاقاتهم بالأصدقاء بهذا الاضطراب بسبب سماتهم الشخصية، ومثلهم من الإناث أيضًا، فالأمر عام ولا علاقة له بالنوع.
نسبيا اتفق مع هذا الرأي، وغالبا فان المظهر أو الوزن أو الذكاء؟هو المكان الذي تكون فيه الغيرة الحقيقية. وفي الواقع نرى انه العقل يقول بوجوب ان تفتخر الانثى بالانثى في مجتمعات يطالبن بتمكينهن فيها، فهل الحاجة الى تمكين علاقتهن مع بعضهن البعض أولا ..
ولقد اعجبني قول احداهن في ورشة عمل حول تمكين المرأة حيث قالت وكأنه تمزح او تتهكم موجهة كلامها للنساء: ( ألا يجب أن نفخر ببعضنا البعض ، ندعم بعضنا البعض ، نرفع بعضنا البعض؟ أو ، اللعنة!؟)
اعتقد ان المرأة يمكنها ان تستثمر علاقتها مع المرأة نفسها في حال اقتنعت ان تتوقف عن إهدار طاقتها على الأفكار السلبية والقيل والقال وان تعرف قيمتها الذاتية، وان تكتشف في نفسها وفي غيرها مايجعلها مميزة وتحتفل بذلك مع غيرها بدلا من الغرق في الامور السلبية.
أخالفك الرأي أستاذ مازن فهذه الأمور موجودًا أيضًا في العلاقات بين الرجال. بل إن الرجال معرضون أكثر لهذا النوع من الغيرة أو الحقد بسبب زيادة التنافسية عن ما بين النساء.
ولكن رغم ذلك لا ارى علاقة بين نوع الفرد وجودة علاقاته بل كل شخص يحاول في ذلك ويجاهد حتى يصل لنتيجة جيدة.
وبشكل شخصي لم أر خللًا مثل هذا في علاقاتي سواء بالنساء أو الرجال.
لكن السؤال العكسي هنا يا صديقي من الممكن أن يمثّل خطرًا كبيرًا على هذا الرأي، وهو سبب اختلافي معك بعض الشيء، فعلى سبيل المثال، هل ذلك يعني أنك لم تقابل من الذكور من ينهون الصداقات بسبب الغيرة؟ بالتأكيد واجهنا جميعًا هذه العينة وهذا النموذج، إذا لا يمكننا على الإطلاق الإجزام بأن الأمر يقتصر على نوع بسبب آخر، خصوصًا أن الدراسة الإحصائية غير متاحة في هذا الصدد.
الغيرة ليست مقتصرة على النساء أو الفتيات وإن كانت صفة لصيقة بالمرأة أكثر من الرجل، ولكن لا يمكننا التعميم بأن تلك الصفة وما يشابهها تؤدي إلى قصر عمر صداقة المرأة بالمرأة، فأنا لا أوافق ذلك التعميم لأنه يضع كل النساء في موضع عدم الإخلاص وعدم الجدية في العلاقات.
أعرف علاقات بين نساء استمرت لسنوات عديدة ولم يقطع العلاقة أي سبب حتى بعدما ذهبت كل واحدة منهن في مدينة، فإن الود غليهن غالب.
تنتشر الغيرة أكثر بين الأعمار الصغيرة من الفتيات حيث تميل كل واحدة ان تكون أجمل من صاحبتها وقد تنقطع علاقة إحداهن بصديقتها أنها اشترت فستاناً يشبه فستانها أو ما شابه وقد سمعت ببعض المواقف المشابهة.
وهذا أمر يحدث بسبب عدم الخبرة وليس عدم الإخلاص.
ولكن كل شئ يتحدد على حسب العقلية، فالعقلية الرزينة ليست حكراً على الرجل، وليس للسن دخل بالأمر كذلك.
فقد نجد فتاتين بالثانوية العامة أكثر إخلاصا لبعضهن من امرأتين مسنتين لا يتمنين الخير لبعضهن. وكذلك قد نرى صداقة أصيلة لإمرأتين أكثر إخلاصا من صداقة دامت سنوات لرجلين.
فالمعيار في هذا الأمر هو العقلية وليس على حسب هل هما صديقين أم صديقتين.
لا أظن أن الموضوع ينطبق على النساء فقط، ولكن مجالات المنافسة هي التي تختلف بين النساء والرجال. فأنا أظن أنه يصعب الحفاظ على علاقة قوية بين شخصين عندما يتفوق أحدهما على الآخر بشكل كبير جدا، إلا في حالات نادرة يتمتع فيها الطرفين بالوعي والرضا. ولكن عندما تكون ظروف شخصين متقاربة نسبيا، هنا يمكن أن تستمر العلاقة بشكل طبيعي.
لو سألتني هذا السؤال قبل سنتين يا شيماء لكان جوابي مختلفا، ولكن اليوم أقول لك نعم من الصعب المحافظة على الصداقة بين النساء، بسبب غياب الثقة بينهم والغيرة المنتشرة.
المرأة بطبيعتها تحب أن تظهر هي المتميزة والأفضل في كل شئ وإذا وجدت فتاة قريبة منها أفضل منها ستظل صديقتها الى غاية أن تنتهي مصلحتها معها.
فبحسب الكاتب جرانت هيلاري برينر في تقرير له قد نشرته مجلة "سيكولوجي توداي" الأميركية، توصل بأن سبب الخلافات الزوجية يتحكم فيها صديقات الزوجة وهن من يزدن الخلاف تعقيدا، لذلك أحيانا نلوم عندما نرى فتاة بعد زوجها قد تغيرت ولكن بحكم النظرة النمطية السائدة بأن وجود الصديقة في حياة الزوجة قد يعرقل مسارها الزوجي لذلك تبتعد عنها فور عقد الزواج.
لذلك برأي إذا لم تكن العلاقة التي تجمع النساء خالية من المصلحة ويسودها الحب والنية الصادقة فلا حاجة لنا بها.
التعليقات