يعتمد العديد من الأشخاص على تمارين ذهنية معيّنة لتقوية الذاكرة وحماية قدراتها. ونظرًا لأنّي لم أمارس أيًّا من هذه الأنشطة من قبل، فقد أردتُ طرح هذا السؤال.
هل تعملون على تدريب الذاكرة؟ وما هي أبرز الطرق والتمرينات؟
لا شك أن أمر تقوية الذاكرة من الامور التي تشغل بالنا جميعًا، وبالمقارنة مع من هم أكبر منا لاحظت أنهم يتمتعون بذاكرة أقوى فمثلاً جدتي لازالت تحفظ أرقامنا لأنها تسجلها على دفتر الهاتف الخاص بها ولا زالت تقيد الملاحظات كتابة على دفتر ملاحظاتها بينما أنا لا أحفظ إلا أرقام العائلة والمقربين جدًا فلو أصيف هاتفي المحمول بأي خلل سأفقد الأرقام كافة إلا تلك المحفوظة على حسابي الالكتروني ومن هنا تأكدت أننا نعيش حياة مقلقة نوعاً ما في هذا الاتجاه فقد أصابتنا التكنولوجيا بضعف الحفظ من خلال الاعتماد على العقل الاصطناعي الذي نحمله معنا أينما ذهبنا وإذا عرف السبب بطل العجب!
لذا اعتمدت منذ بداية العام على محاكاة جدتي واستعادة دفتر الهاتف والعناوين و القيام بتدوين مذكراتي كتابة على الورق بدلاً من مدونة الهاتف.
من الرائع حل الكلمات المتقاطعة فهي تجمع بين التسلية وتقوية الذاكرة بالإضافة لبعض الألعاب الأخرى مثل الصور المتشابهة والفروقات بين الصور، ولا يمكن إغفال دور حل المسائل الحسابية في ذلك.
كل هذا لا يغني عن اتباع نظام صحي يجمع بين ممارسة الرياضة واتباع حمية غذائية سليمة نبتعد من خلالها عن تناول المواد المصنعة ويفضل خبراء التغذية الانقطاع عن تناول الحليب ومشتقاته خاصة الأجبان لمدة عشرة أيام كل شهر.
وينصح الأطباء بتناول الأغذية التي تحتوي على الاحماض الآمينية مثل السمك وبعض المكسرات وأهمها الجوز أو ما يطلق عليه ( عين الجمل) والذي لو نظرت إليه من الداخل ستجده يشبه الدماغ.
ويمكننا تناول المكملات الغذائية كحبوب الأوميغا3 وزيت السمك وكبد الحوت والسيلينيوم ولكن يفضل استشارة طبيب.
لذا اعتمدت منذ بداية العام على محاكاة جدتي واستعادة دفتر الهاتف والعناوين و القيام بتدوين مذكراتي كتابة على الورق بدلاً من مدونة الهاتف.
منذ عدة سنوات درست مادة رياضية كانت تعتمد على الحسابات عبر الآلة الحاسبة، ولكن قام المدرس بجمع الآلات وتدريبنا على حل مسألة بسيطة دون آلة، ثم تتطور الأمر لمسائل معقدة للغاية وقد تعجبنا في البداية من قدرة المدرس على حل مسائل بتلك الصعوبة دون آلة علمية، ولكنه أكد لنا أنهم في الماضي لم يعتمدوا على تلك الآلات نظرًا لعدم معرفتهم بها، واعتمدوا على إجراء العمليات الحسابية وكتابتها وحفظ نتائج المعادلات الثابتة حتى تمكنوا من الإجابة عن أي سؤال بالورقة والقلم فحسب. وكانت تلك التجربة سببًا رئيسيًا في تقوية ذاكرة مدرسي الرياضية وتذكره لأبسط الأمور نتيجة كتابتها.
لذا فأنا أتفق معكِ تمامًا، الكتابة هي أفضل حل للحفاظ على الذاكرة في معدل ذهني جيد.
وكذلك توجد استراتيجية العد العكسي، وهي العد من 100 إلى 1 بصورة عكسية والتدريب على ذلك يقوي من الإدراك الذهني.
وقد فاجأتني إحدى زميلاتي باقتراح أن أستمر في الطبخ كي تقوى ذاكرتي، فبرأيها إن تكرار طبخ وصفة معينة يساهم في تقوية الذاكرة دون أن ندري.
لقد أدركتُ فعلًا في هذا الصدد أن النظام الغذائي السليم يعتبر أحد أهم المعايير الواجب علينا اتباعها، وبالتالي فقد أعدت ترتيب أوراقي من جديد في هذا السياق، وحاولتُ تحسين روتين طعامي مرة أخرى بعد أن بدأت في الإهمال خلال الآونة الأخيرة. أسعى خلال الفترة القادمة إلى الوصول بنظامي الغذائي إلى معدّلات مثالية من الاستهلاك المتعلّق بالدهون الصحية والفيتامينات، وعلى رأس هذه القائمة البروتين بكل تأكيد. لكن مشكلتي في الأسماك يا ديما، لأنني لديّ مقاطعة تامة رغمًا عني معها، فأنا لا أطيق أي مأكولات بحرية على الإطلاق، فهل تقترحين أي بدائل أخرى مفيدة لذاكرتنا؟ هل إذا تناولت هذه الكورسات باستشارة الطبيب سيكون الأمر فعّالًا ويغنيني عن فوائد المأكولات البحرية؟
سرعة التذكر وتدقيق في الأمور من أكثر الأشياء الصعبة المنال التي أصبح الحصول عليها في ظل التشتت والإنغماس الكبير في وسائط الميديا الجديدة، قبل أن أشارك مع الطرق التي اعتمدها، لابد أن لا أنسى الأطعمة التي تساعد على تعمل على تقوية الذاكرة: الخضر بأنواعها، الجوز والفواكه الجافة وخاصة العنب الجاف.
بالنسبة لطرق المساعدة على ذلك: الألعاب الذهنية بشتى أنواعها، الشطرنج، السكرابل، تطبيقات على الهاتف مثلا تطبيق شعلة مفيد جدا أنصحك به، ألعاب تركيب القطع Jigsaw Puzzles موجودة على الهاتف، بدون أن أنسى التدوين وكتابة الملاحظات يساعد كثيرا على تقوية الذاكرة.
بالفعل، فالتعامل مع الميديا طوال اليوم يتسبب في الكثير من التشتت، على صعيد شخصي على الأقل، وبالتالي لا أستطيع التعامل مع أهم التمارين في هذا الصدد. وإضافةً إلى ما ذكرتيه يا عفيفة، فأنا أسعى خلال الفترة القادمة أيضًا إلى الحد قدر الإمكان من استهلاك الوقت على منصات السوشيال ميديا غير المجدية، خصوصًا فيسبوك وإنستغرام قبل النوم.
هل تعملون على تدريب الذاكرة؟ وما هي أبرز الطرق والتمرينات؟
منذ أن اعتمدت على الهاتف واللاب توب في تدوين كل شيء واستخدام الآلة الحاسبة عوضاً عن الطرق الرياضية التي تم دراستها سابقاً، أصبح اعتمادي على الذاكرة قليل.. لذلك قمت بالتالي:
واتفق مع ما ذكرته أ.ديما في التعليق السابق ودائماً نأخذ الخبرة من أجدادنا.
وكذلك توجد استراتيجية العد العكسي، وهي العد من 100 إلى 1 بصورة عكسية والتدريب على ذلك يقوي من الإدراك الذهني.
ذكرني هذا بألعاب كنا نقوم بها ونحن صغار قبل ظهور التكنولوجيا في حياتنا وأصبحنا نعتمد على كل ما هو سهل وسريع.
في الختام أرى أن للتكنولوجيا تأثيراً سلبياً في الجزء المختص من الذاكرة رغم تسهيلها لحياتنا اليومية، لذلك أنصح بتخصيص وقت بعيداً عن الهواتف واللاب توب والتلفاز.
تمارين الحساب الرياضي يا دعاء من أهم التمارين التي أخبرني به العديد من الأشخاص في هذا الصدد. وأنا ليس لدي مشكلة في الأمر، فأنا أسعد بمثل هذه الممارسات، خصوصًا أنني بسبب دراستي الأكاديمية فلفترة قريبة كنت أعتمد عليها وذهني حاضر فيها. لكن الفكرة نفسها هي التي تجعلني أتساءل، فأنا اعتدتُ ممارستها في إطار الدراسة الأكاديمية. لكن هل توجد طرق أخرى لممارسة تمرين الحساب الرياضي بسهولة ومتعة؟
كل تجاربي في موضوع تحسين الذاكرة تقوم على خطوتين أردت تجربتهما، وكلما قمت بذلك أجد تحسن كبير في عمل الذاكرة.
على فترات متفرقة قمت بالتخلي كليا عن جميع وسائل التواصل والعودة إلى الهواتف القديمة التي تستعمل للاتصال فقط، وأحيانا أتخلى عن هذه أيضا، وتصبح أمام خيار واحد فقط وهو تلقي المعلومات والمُدخلات التي تتعرض لها عن طريق الكتب أو الأشخاص، وهذا يخلق صفاء في الذهن بدرجة كبيرة تجعل الإنسان يستطيع حفظ الكثير من الأشياء دون تشتت ولا تأثيرات خارجية.
كنت كلما تذكرت حافظة أحد الأئمة الكبار وقدرته على التحصيل واستحضار المعلومات أقتدي به في هذا الجانب.
لذا أتعجب جدا جدا من ذاكرة شخص مثل أبو عبد الله الشافعي وقدرته على التذكر واسترجاع المعلومات وصفاء الذهن.
دأب الشافعي وأمثاله من أسلافنا الصالحين هو ببساطة البعد عن النظر إلى ماحرم الله وكثرة الذكر.
وقليلا ما قرأت لأحد الأئمة إلا كان يقول أو يشير إلى أن التقيد بهذه الأشياء يُنتج صفاء الذهن لصاحبه وقوة حافظته.
هذا بالإضافة طبعا إلى تدريب الذاكرة عن طريق القراءة والكتابة وأيضا تدريبها عن طريق الحفظ .. حفظ القرآن والدواوين الشعرية القديمة .. إلخ
بالإضافة إلى هذا الجانب التقني غير المعتمد على التكنولوجيا بشكل مباشر يا صديقي، فأنا أرى أيضًا أن القراءة قد يكون لها دور فعّال في ذلك، حيث أنها من الممارسات التي لها دور أساسي في مساعدتنا على التركيز قدر الإمكان، بالإضافة إلى قدرتها على حمايتنا من التشتّت وتدريبنا على الاهتمام بجانب واحد من التفكير والانغماس فيه ونقده والاطلاع عليه بأقصى قدراتنا الذهنية، وأيضًا تعوّدنا على استهلاك المعلومات بسرعة وتخزينها، وتعيننا على صقل قدراتنا في الاحتفاظ بقدر أكبر من المعلومات.
هل تعملون على تدريب الذاكرة؟ وما هي أبرز الطرق والتمرينات؟
نظرا لضعف ذاكرة على المدى القصير اهتممت بهذا الأمر وقد وقعت على بعض التمارين التي تساعد على ذلك منها:
على الرغم من الأهمية الملحوظة للنقاط الثلاث الأولى، فقد لفتت انتباهي النقطة الرابعة إلى أقصى حد، لأنني في الآونة الأخيرة كنت أحاول تعديل جدولي الزمني في المستقبل القريب من أجل تعلّم اللغة الألمانية، وتعليقك قد شجّعني للغاية يا محمود على الإقدام على هذه الخطوة، حيث أنه لفت نظري إلى أن تعلّم اللغات لا تنحصر أهميته في التحدث بها أو الكتابة بها، وإنما تمتد إلى العديد من المهارات التي نكتسبها من هذه المغامرة العقلية الرائعة، حيث أنها تصقل قدراتنا العقلية، وكوننا متعددي اللغات يمنحنا قدرة أكبر على التحليل أيضًا.
اعمل على تدريب ذاكرتي للإحتفاظ بالأشياء التي لا أريد نسيانها وأعتمد في سبيل ذلك على بعض الأشياء مثل
فإذا أردت تثبيت معلومة معينة او جملاً معينة في عقلي، أعمل على كتابتها بشكل دائم ومتكرر، فإن تلك الطريقة من شأنها أن تثبت المعلومة، وهذه الطريقة التي أذاطر بها لأي امتحان، والتي اعتمدت عليها منذ سنوات بعد نصيحة قرأتها لشخص موثوق.
فلإنعاش الذاكرة دائماً ما اناقش غيري في الأمور التي تعلمتها مؤخراً فيضيف لي من معلوماته، وأرسخ ما اعلمه عن طريق تبادل الآراء والمعلومات بالنقاش، وهي طريقة رائعة للحفظ كذلك.
هذه من أفضل الطرق التي أفعلها إذا ما صادفت شيئاً لا يريد الثبات في عقلي، فأعمد إلى شرحه لأحد الأصدقاء، فالشرح يثبت المعلومة بصورة كبيرة جداً..
فالقراءة المستمرة تعمل على تحديث العقل بصورة مستمرة، وتطور معجمه اللغوي ومكونه الثقافي، وتذكرني بما قد عرفته في نفس الصدد من قبل.
حيث أن العقل الباطن في هذا الساعات يكون أنشط من غيرها، وهذا يسهل الإستذكار، فاختيار ذلك الوقت للتمرين على شئ او لقراءة مادة ما هو أفضل وقت وعادة ما يكون فعالاً ومؤثراً وذو نتيجة.
فالعقل حتى يتذكر لا بد ألا يكون هناك أي تشويش، لذا فالهدوء شئ هام بالنسبة لي إن أردت مراجعة شئ أو مذاكرة شئ أو حتى قراءة شئ.
فتدوين الأفكار التي تأتيني باستمرار تساعدني على تذكر مواضيع كاملة ما كنت لأتذكرها لولا تلك الافكار التي سجلتها، وهي طريقة تعلمتها من د.أحمد خالد توفيق.
تبدو استراتيجياتك منظّمة للغاية يا عبد الرحمن. لذلك أود أن أضيف إليها بعض المقترحات التي تتمثّل في الألعاب الذهنية، فإن هذه النوعية من الألعاب تساعدني بشدة في سياق تقوية ذاكرتي العملية. يمكنك التعامل مع هذه الألعاب والتفاعل معها من خلال أي منصة، حتى من الهادف في أوقات الفراغ والمواصلات والتنقل وخلافه، فهل ترى أنها استراتيجية فعّالة؟ وهل لك أي تجارب سابقة مع هذه النوعية من الألعاب؟
مضى وقت طويل على ممارستي لتلك الألعاب، فأنا أمل منها سريعاً حتى أن هاتفي ليس به أي نوع من الألعاب، فهواياتي في أشياء أخرى.
ولكنها بالطبع تفيد العقل وتمرنه على التفكير المنطقي والسريع.
فهي مثل الجري المستمر للجسد، ففي أول الأمر قد تتعب حين تجري لعشر دقائق وإذا استمريت ستكون مقدرتك عشرون دقيقة وبعدها تتعب، ثم يزيد الأمر رويداً رويداً.
وهكذا يحدث مع العقل إذا تم تمرينه باستمرار.
التعليقات