ذاكرة الحواس

لكل شيء نختبره بالعالم عن طريق حواسنا ذاكرة, نحن نستقبل كل ما يجري ويدور حول العالم عن طريق حواسنا, أنت يمكنك الآن وصف ملمس القطن مقارنة بملمس الخشب, لأنك تتذكرين جيدا كل ملمس اختبرته عن طريق حاسة اللمس, أنت ستتذكرين ردي هذا لأنك استخدمت حاسة البصر, تتذكرين رائحة الورد ورائحة البنزين ويمكنك التمييز بينهما بسهولة لأن الدماغ يحتفظ بذاكرتهما.

هناك غير الحواس الخمس يتم تصنيفها حواسا مثلا حاسة إدراك الحركة, يعني أنت تحملين الهاتف ولك ذاكرة حركية جيدة عن كيفية استخدام عضلات يديك لحمله, حتى أن المسألة صارت بديهية ويمكنك حمله من الطاولة وأنت مغمضة العينين, يمكنك القفز لتجاوز عائق لأنك تدركين جيدا كيفية استخدام عضلات ساقيك وبقية جسدك للقفز, حتى صارت أيضا بديهة لا نفكر فيها.

نعم بحسب ما قرءت، للحواس ذاكرة وهي قدرتها على تذكر الانطباعات السابقة والتجارب السابقة. يمكن للرائحة والمذاق أن تثير ذكريات معينة وتعيد للشخص تجارب سابقة مرتبطة بها. كما أن اللمس والسمع والبصر لها أيضًا ذاكرة، حيث يمكن لملامسة معينة أو صوت معين أو منظر معين أن يثير ذكريات سابقة.

أما عن للحاسة السابعة، فهي تشير عمومًا إلى الحدس أو القدرة على التنبؤ بالأحداث أو الأمور بطريقة غير مفهومة عقليًا. ليس هناك دليل علمي قوي يثبت وجود حاسة سابعة بشكل واضح كما هو الحال مع الحواس الخمسة الأساسية.

إذا كان هناك اعتقاد في وجود حاسة سابعة، فمن الممكن أن تمتلك هذه الحاسة ذاكرة تساعدها على تحقيق وظيفتها المفترضة في التنبؤ أو الإحساس بالأمور غير المرئية، هناك العديد من البشر ممن يصنفون نفسهم أنهم يمتلكون هذه الحاسة مثل القدرة على التنبؤ وغيره

الأمر معقد وما زال الباحثون غير قادرين على مده بالدلائل العلمية، البعض منها مجرد نظريات.

بعنوانك هذا أعدتني بالذاكرة إلى رواية "ذاكرة الحواس" لأنغام مستغانمي فقد قرأتها مرتين لكثرة استمتاعي بها ولعلي أقتبس منها بعض العبارات التي لا تزال عالقة في ذهني؛ الحب هو الجرح الوحيد الذي لا يندمل، أما المنفى فهو المكان الذي لا يُسمح لك فيه حتى بموتك، بينما الذاكرة هي سجن لا نستطيع الهرب منه.

أما الحاسة السادسة أو السابعة برأيي فهي البصيرة أو الفراسة التي يتصف بها البعض نتيجة تجاربهم وخبرتهم في الحياة ومن الصعب أن تخيب تلك الحاسة لديهم.