قابلت هذا السؤال منذ أيام وتعجبت من سهولته، الجميع سيقول نعم أنا ناجح، ولكن وجدت البعض ينكر ذلك ويشرح أسباب عدم نجاحه، لذا أرغب في مشاركتكم هذا السؤال، هل تعتبر نفسك شخصًا ناجحًا؟ ولماذا؟
هل تعتبر نفسك شخصًا ناجحًا؟
مررت بمراحل كثيرة وحققت نجحات كثيرة، و المبدأ الذي اتبعه، أن افرح دوما بنجاحاتي مهما كان حجمها دون مبالغة إو إفراط، فلما لا وهي تتويج لتعب واجتهاد. لذا لا أتجاهل مجهودي أو أقلل منه أبدا.
لكن بمراحل الحياة قد نكون بانتظارات نجاحات كبيرة، نجاحات جوهرية وهذا ستلاحظيه مع تقدمك بالعمر، فقد تجدي ما كان يشعرك بالنجاح قديما لم يعد كافيا ليصل بكِ لنفس الشعور، وبالتالي تصبح رحلة البحث عن النجاح أطول نوعا ما.
أختلف معكِ حول سهولة السؤال يا شيماء، فأنا أجده سؤالًا صعبًا للغاية، لأنني أرى أن حكمنا على أنفسنا هو الحكم الأصعب في الحياة، وأن العين التي نرى بها أنفسنا عادةً ما تخدعنا بالعديد من التأويلات والسحب الوهمية، ممّا قد يجعلنا نمنح أنفسنا قدرًا أكبر من كمّ العمل المبذول، أو أن نرى فيخا من الفشل أو الإحباط ما لا يعتبر حقيقيًا بالمرّة. أجد أن مسألة الحكم على أنفسنا سواء كنّا أشخاصًا ناجحين أو لا هي المعضلة التي يجب ألا نقع تحت طائلتها، وأننا يجب أن ننظر للأمور من الجانب التطويري، أي أنه لا يهم الآن أن نكون ناجحين أم لا، وإنما يهم ألّا نكون ثابتين عند النقطة نفسها خلال الساعات القادمة من العمر.
أجد أن مسألة الحكم على أنفسنا سواء كنّا أشخاصًا ناجحين أو لا هي المعضلة التي يجب ألا نقع تحت طائلتها
ولكن مثل هذه الأمور مهمة لنعرف أنفسنا بشكل صحيح ونحاول التطوير، وإلا لن يحدث هذا التطوير المزعوم ما لم نعترف بحاجتنا إليه من الأساس. شعور الإنسان بنجاحه يعطيه دفعة للاستمرار وتحقيق مزيدًا من النجاحات، وشعوره بالفشل _إن كان شخصًا سويًا_ سيجعله يتقدم خطوة ويخاطر من أجل تحقيق النجاح المنتظر.
هذا السؤال يعد من الأسئلة السهلة الممتنعة فالنجاح وصف ثابت وأنا إن كنت ناجحة اليوم قد لا أكون غدًا وإن كنت ناجحة في شيء قد أفشل في شيء أخر في الوقت نفسه لذا في الواقع لا أهتم لكوني شخص ناجح أم لا. أرى أن المهم أن أهتم هل أنا شخص أواصل التطوير أم شخص متوقف في مكانه.
مادمت أتقدم فهذا وحده كافٍ أما كلمة النجاح فهي كلمة فضفاضة ونسبية لا أحب أن أربط بها نفسي فربما أصبت بالإحباط أو الكِبر وكلاهما سيمنعاني من التطور، وأنا أعتبر نفسي مثابرة هذه الفترة والحمدلله.
هذا السؤال نسبي بشكل كبير يا شيماء، والحقيقة أنني لا أهتم كثيرا ان كنت ناجحا أم لا، بل أهتم أن أكون سعيدا ومؤثرا في المحيطين بي، هذا بالنسبة لي هو نجاحي الحقيقي.
أذا اعتبرنا أن النجاح هو الوصول لأهدافك المرجوة فأنا ناجح نسبيا، فقد حققت بعض الأهداف وهناك المزيد لازلت أسعى عليه.
في النهاية الشخي الفاشل الوخيد هو الشخص الذي لا يرغب في أن يبذل أقصى جهد ليحرك ساكنا أو يطور من حياته، ولكن ما دمت تعمل ولو ببطء فأنت ناجح، لذلك إذا كنت قد حققت أهدافك أو لا زلت تعمل على تحقيقها فأنت بالفعل ناجح.
نعم اعتبر نفسي والحمد لله رب العالمين، انسانا ناجحا في حياتي وفي قدرتي بتوظيف امكاناتي من أجل المضي في برامجي وخططي
ولعلي استشف في المحتوى سؤالا وهو: كيف يمكن ان نحقق النجاح
يكتب دان لوك:
إذا كان أي إنسان، يرغب في أن يكون ناجحًا، فيتوجب عليه أولًا، أن يكون مسؤولًا مسئولية كاملة عن حياته، حيث أن العديد من الناس، إن لم يكن أكثرهم، يرغب في الحصول على النجاح، وتحقيق أسمى درجاته، ولكن الجميع، لا يرغب إطلاقًا في تحمل المسئولية، فيريدون النجاح مكللًا، على طبق من فضة.
والحق أن النجاح، لا يمكن أبدًا، أن يتم على تلك الشاكلة، فالأمر يشبه في صورته، من يتمنى أن يصبح رشيقًا،
ولا بد من مشجع، ومعين على ذلك، كى تقوم بالمهمة على أكمل وجه، فخطط أولًا ، واسع من أجل النجاح ، تحظى به ، وبمكاسبه ، ولا يكن كل همك كسب المال ، حتى لا تفقد كل شيء
لم أتلقى هذا السؤال بشكل مباشر، ولكن سمعت من يصفونني بهذه الصفة.
شخصيا، لم اصل الحد الى أن أطلق على نفسي ناجحة، مزالت أعتبر أن الطريق طويلا لتحقيق ما أتمناه، ولم أستطع للأن تحقيقه، ولكن هذا لا يعني أنني فاشلة أيضا.
لذلك كلما تقدم الإنسان في درجات من العلم يكتشف جهله ونقاط ضعفه، ومهما سعى للكمال لن يصل، هكذا هو النجاح.
يختلف مفهوم النجاح من شخص إلى آخر، حسب القيم العليا للشخص، فما أراه أنا نجاحا قد ترينه يا شيماء أمر طبيعي وربما تافه.
عموما حكمنا على أنفسنا في أغلب الأحيان يا إما بالسلب أو الايجاب المفرط... والحكيم العاقل من يقدر نفسه ويحكم عليها بشكل متوازن.
أحيانا أنجز أشياء بسيطة وتأخذني الغبطة والفرحة بها، وأحيانا أنجز أشياء كبيرة ولا أتذوقها ...
وحاليا أرى نفسي غير ناجحة لأنني وبكل صراحة، مقصرة فيما أعتبره قيما عليا وأساس في حياتي والله المستعان.
التعليقات