موضوع مهم ومشكلة واقعية تقابل معظم صانعي المحتوى والمشاركين فيه ، قابلتني بالفعل كثيرا وما زالت رغم خبرتي تطاردني على شكل فضول لا شعوري بالإطلاع دائما على الجديد ، ويمكن إضافة نقطة هامة أخرى هنا وهي : الاندماج في العمل الحر وتنويع أنواع المحتوى الذي يكتبه الشخص ، فقد يؤدي ذلك إلى وضع يدك على نقاط قوتك بدلا من الاحباط بالنظر الطويل إلى نقاط قوة الأخرين والتي نالوها باجتهاد طويل او موهبة يميز الله بها بعض الناس عن بعضهم
0
ذكرني موضوعك مي بكتاب فكري ممتع لتوفيق الحكيم بعنوان ثورة الشباب ، الكتاب يتكلم من الصفحة الأولى للصفحة الأخيرة عن العلاقة بين فكر الأباء وفكر الأبناء ،، هل تتخيلين أن هذا الكتاب تم تأليفه في الثلاثينات من القرن الماضي؟ لذلك أقول أنها عقدة مستمرة ونقاش لن ينتهي ،، حتى أن سيدنا علي ـ كرم الله وجهه ـ قال : ربوا أبنائكم لزمن غير زمانكم ـ لأنه كان يدرك أن كل جيل سوف يعيش بعقل وآليات مختلفة عن الجيل الذي يسبقه
في المشكلات الأسرية والعائلية والمجتمعية كلها لا احبذ علاجها بالشرطة أو القوة إلا في المرحلة الأخيرة ، تماما كالكي كما يقال: آخر الدواء الكي ، فالمذنب الذي لم تجدي معه كل طرق النقاش والحوار والجلسات العرفية والمهادنات لا يجدي معه في النهاية سوى القوة وحينها ستكون عن قدرة واستحقاق، أما إرجاء كل الحلول المجتمعية إلى الشرطة فهي تصعب الأمور أكثر مما تحلها
أعتقد أن الأمر بديهي ، ليس فقط ـ كما قلتي أن عمرت العملات لا يتجاوز قرنين من الزمان، ولكن الأخطر أن العصر الحديث له آليات مختلفة عن العصور الأخرى ، فلن يتم ذلك بشكل طبيعي ككل الاشياء التي تتبدل ولكن قادة هذا العصر الرأسمالي يقرر متى يغير وكيف يغير ضاربا بعرض الحائظ مصير المهمشين ومشكلات بعض الدول النامية
أعتقد أنه من الصعب أن يحلم الإنسان بالإرتباط بشخص مختلف بل العكس هو الصحيح ، الكل يحلم بأجمل مستوى من البشر ، فالفتاة تحلم بأجمل شاب والشاب يحلم بأجمل فتاة، ولكن الحياة والأيام تجمعنا أحيانا بمن يجذبوا انتباهنا ويخطفوا قلوبنا رغم اختلافهم ونقصانهم الجسدي ، وأنا شخصيا في فترة الثانوية أحببت فتاة مصابة بشلل الأطفال ولكنها كانت فائقة الجمال ، وكانت تعمل في صيدلية بجوار منزلنا ، كنت أراها رغم ـ إعاقتها الظاهرة ـ تفيض بالحياة والأمل والبهجة والفكرة والفهم
دائما كنت أحكي لمن حولي الفرق بين السعادة وامتلاك عناصر السعادة ، فمعظمنا يعتقد أن السعادة تكمن غالبا في المال وفعل كل ما نحبه بلا حواجز ولا عقبات ، أهم ما في السعادة ـ التي لا يفهما معظمنا ـ أن يكون لديك هدف غير مكتمل تسعى خلفه وأحزان تحاول زوالها وبعض المشكلات تغرق في حلها ـ هناك مقولة شهيرة تقول" الأبواب المغلقة تصنع الإنسان غير العادي" وهنا تكمن السعادة
لا أعتقد أن هنا إنسان على هذه الأرض ليس عنده شغفه الخاص الذي ـ غالبا ـ ما يتعارض مع طبيعة عمله ، إن نسبة ضئيلة جدا من المحظوظين هم من تحول شغفهم إلى مصدر رزقهم ، الأمر لا يتعلق بالجرأة في اتخاذ القرار فقط، بل هناك الكثير من العوامل الخارجة عن إرادة البشر ، فالظروف في بعض البلاد تختلف عن بلاد أخرى ، إلا أن البعض حاول ونجح في الإفلات من طاحونة ـ أكل العيش ـ وانطلق إلى شغفه ليحوله
هذا أمر له العديد من الأبعاد أولا: قد يكون هذا أمرا ضاغطا على الضمير إذا كان هذا المؤظف كفئ ومجتهد وتم تصفيته بغرض رأسمالي أو تعنت ثانيا: إذا كان هذا الموظف مهملا ، فإن فصله بعد انذاره هو خير له وللشركة ولشخص آخر مجتهد يستحق وظفيفته هذه وبالتالي فليس في الأمر قطع رزق لأني فصلت شخص وعينت شخص آخر ، وهذا الشخص المفصول لو تكرر معه الأمر ولم يطور من نفسه ، فمن الظلم أن نبقيه في مكان يستحقه شخص
صدقتي مي، فالتنمر لا يولد من فراغ ويختلف من عصر لأخر ومن مجتمع لآخر ، فالمجتمع المحصن بالأخلاق الكريمة وأفراده لديهم الثقة الكافية في النفس ، تقل فيه كثيرا نسب التنمر، فالأخلاق تحمي من الغيبة وتنشر الرحمة والشفقة والأدب في السلوك، والثقة في النفس تحجم الإنسان عن التنمر بغيره لإثبات نفسه أو نشر نقائص غيره ليخفي وراءها نقائصه ورذائله ولكن ترى هل يمكن جميعا متنمر من جهة ومتنمر عليه في زاوية أخرى ؟
من تجربتي الخاصة على مستقل ، وفي العمل الحر عامة بعيدا عن المواقع الخدمية ، أتفق معك كثيرا بأن الأمرض يرجع دوما إلى خبرة المستقل في تقدير عمله وجهده ، وإن كان الأمر يختلف أحيانا عندما يكون المستقل مضطر إلى قبول اسعار لا تكافئ موهبته وقدراته وجهده ، ولكن الأمر يختلف بعد ذلك فما خسره من قبول مشاريع زهيدة السعر ، اكتسب بدلا من هذه الخسارة الكثير من الخبرة والتجربة والسمعة التي تتحول فيما بعد إلى مال يعوض عما سبق،
الشك مشكلة معقدة وأعتقد أنه مرتبط غالبا بنوع الشخصية نفسها ولا يولد مصادفة من موقف عابر أو موقفين ولكن غالبا له أصول في نشأة الطفولة أو معاملات طويلة وسلسلة كبيرة من التصرفات ، وأحيانا يتحول الشك إلى صفة ملتقصة بالشخص ، تماما مثل مرض البخل ، من الصعب العلاج منها ولكن اعتقد أن حسن الظن ـ مع أخذ الحذر الكافي ـ هو الأفضل في التعامل للسلام النفسي لي وللسلام الاجتماعي في علاقاتي بالآخرين
فكرت كثيرا في كتابة يومياتي بالفعل وفي كل مرة تنتابني بعض الهواجس ، هذا الهاجس هو أحدهم " ماذا لو وقعت تلك اليوميات والتي يجب أن تكون صادقة وتفصيلية ـ في يد أحدهم؟ فيدور صراع لا يتوقف بين مصداقية الكتابة اليومية والمواقف كما هي وشهاداتي على الأشخاص من حولي ـ من وجهة نظري على الأقل ـ وبين الاستعداد لمواجهتهم بهذه الآراء إذا ما حدث هذا الأمر وأصبحت تلك اليوميات السرية الخاصة مشاعا متداولا بين بعض المعارف حتى لو كانوا مقربين