كما قلت بالطبع الأدب يحتاج لكليهما، ولكن الأكثر تأثيرًا علي هو الهمس بالتأكيد، لما فيه من قوة في حكاية القصة واستخدامه لمبدأ أظهر ولا تحكي، أتذكر كم كانت روايات معينة في مشاهد معينة قد تشعرني بنشوة عارمة أثناء القراءة لأنها جعلتني أفكر وأفكك الأسرار معها كأن الكاتب أدخلني وراء الكواليس معه وأراني كيف تصنع الحكايات، من أكثر الكُتّاب استخداما للتلميحات أثناء السرد والوصف هو جورج مارتن كاتب روايات أغنية الجليد والنار.
1
لا أعلم ولكني أراه العكس! المغامرة والمراقبة شيء لا يجتمعان عند أسلوب تربية معظم الأسر العربية، فإذا وصلنا لهذا المستوى قد يعد إنجازًا نتحرك منه لمناطق أكثر تحررًا، مثل قبول الأباء باستقلال أبنائهم وبناتهم تمامًا في سن صغيرة نسبيًا، لأنهم جربوا بالفعل مستوى جزءي من تلك المغامرة. نحن نريد الكثير بالفعل في مسألة استقلال الابناء ولكن واقعيًا نحن أبعد ما يكون عن نتيجة مرجوة، ولنكن واقعيين أيضًا فتدني المستوى الأمني مؤخرًا في كثير من البلدان العربية ساهم في تعزيز صرامة
المعُنفين والمُعتدى عليهم غالبًا ما تتكون لهم صدمة نفسية أو "تروما" تجعلهم بعيشون داخل الموقف وغير قادرين على الشكوى أو إيجاد حلول، وللأسف تلعب الوصمة الاجتماعية جزء مهم وكبير، فأحيانًا ما نرى ضحايا اعتداء أو عنف لم يخبروا أحد خوفًا من أن يضر الأمر سمعتهم، الأمر له شق فسيولوجي مادي ناتج عن الصدمة التي تجعله بعض الأوقات حرفيًا أبكم غير قادر على الكلام، وأحيانًا له شق اجتماعي، وبالتأكيد من حقنا أن ننفذه طالما أن العنف الواقع عليه واضحة معالمه وأذيته
أعتقد أنني رأيت المساهمة من قبل، ولكن الإجابة تظل واحدة، الأمر بالنسبة لي كصاحب مشاريع أو باحث عن مترجمين يعتمد على حجم ونوع المشروع، هناك الذي قد أحتاج فيه الخبرة، مثل ترجمة فورية لمؤتمر بعدة لغات مثلًا، من الشبه مُحال أن أختار أحدهم من الذي اجتاز عدة دورات للتو، وفي المقابل إن كان لدي مهمة ترجمة تحريرية لنص غير متخصص فلربما أستعين بشباب مبتدأ لاعطائهم فرصة.
إذا كنا نبدأ الموضوع لتحسين زاوية الأهل نحوه، فينبغي بناء ثقة بين الآباء والأبناء، وبناء تطبيع مع ثقافة أنه لا بأس من مغامرة مُراقبة للأبناء حتى يقوموا بالخطأ ويتعلموا، أعي أن الأمر أصعب بكثير للفتيات، كون الاعتبارات "الأخلاقية" تجعلك ترفض أن تعيش فتاة مراهقة أو شابة بمفردها، ولكن حتى الأبناء قد يواجهوا تعنت ناتج عن أنهم بالتأكيد لن يستطيعوا إدارة الأمور، في كلا الجنسين الأمر يكمن في الوعي بمدى النضوج والتحديات الجديدة التي يخوضها الجيل الجديد، أو جيل "زد" مثلًا،
قد يكون وراء التعبير الشخصي أجندات واضح أنها بعيدًا عن معالجة التاريخ، مثل مشروع فيلم كليوباترا الحديث على نتفليكس، التي كانت وراءه أجندة المركزية الأفريقية الواضحة التي ادعت داخل الفيلم أن ذلك تاريخ وليس دراما "أي كون كليوباترا من ذوات البشرة السوداء" ورغم ذلك كان تفاعل الجمهور ناضجًا للغاية مع ذلك، بل قد يكون أقرب للصرامة.
لكن تلك الحقب أساسًا تم تواردها من توثيق مؤرخين وأحيانًا من مجرد الأحاديث، أي أنها لتصلك بأفضل حالة قد تصلك منقوصة أو مختصرة، مثل أن تعلم عن حقبة ملك روماني ما في بضعة سطور لا أكثر، ولكن في المقابل الفيلم السينمائي أو المسلسل يريد التعمق في حياة هذا الملك وتوفير المعالجة الدرامية، أو كما نسميها "التوابل الدرامية" وقد يتحجج الصانع أنه حتى إن غير في حقائق لتناسب رؤيته فإن التاريخ موجود لمن يحب الإطلاع عليه.
الحل يكون في محاولة تطبيق تكتيكات نفسية للإيقاظ والبعد عن الأوهام وربط الأوهام بعادة حركية ربما، أو محاولة التخلص من الحالة المزاجية السيئة بدورها حتى لا يصاحبها أحلامى يقظة أكثر سًمية، كما أنه لنكون صريحين في حالة كثرة الأحلام بشدة لساعات طويلة مثلًا يتم استخدام أدوية تستخدم لمرضى الانفصام أو الذهان، طبعًا بتعليمات من الطبيب النفسي.
صحيح كلامك، ولكن بصراحة في معظم الأحيان طالما أننا أضطرنا لخوض ذلك التحدي، فيكون فعلًا الأمر خارج مقدرة الأباء، الحالات التي نقصدها هي لعائلة بأفراد مرضى للغاية أو كبار سن للغاية، الظروف تتكالب حقًا على صاحب الأحلام الكبيرة مثل السفر حينها، وأحيانًا الزواج أيضًا في حالة أحد أصدقائي يخاف أن يتزوج وألا يرعى أحد والده.
اختلاف الرواتب ناتج عن ثقافة ذكورية سامة قديمة وهي أن بالأساس النساء لا يحتاجون لذلك العمل، لأنهم قد يتزوجون بالفعل ويبقون في المنزل، لذا بالتأكيد توفير أي مرتب لهم، ربما ما يكفي لشراء مستحضرات التجميل قد يكون كافيًا، وتلك هي جملة سمعتها بالفعل لذا الرجل بالتأكيد من يحتاج للعمل أكثر لأنه يسعى للزواج وتكوين عائلة ينفق عليها، أو أنه ينفق على واحدة بالفعل، وتلك الثقافة تتناسى اعتبارات الواقع الاقتصادي الحالي لدول مثل مصر، حيث يضطر الأزواج الجدد للعمل كليهما حتى
الآراء المتعددة هي لزوايا متعددة لمن ينظر في حال تلك الأم القاسية، ولكن في رأيي المنظور الأهم هو منظور أطفالها ثم من وراءهم المجتمع، أطفالها كونهم المتلقي الأول لتلك الاضطرابات التي قد تكون ناتجة عن ماض قاس، أو عن مشاكل نفسية، ولكن في الأخير لا ذنب لهم فيها بأي حال خصوصًا وهم في سن حرج، يمكن تشكيل حياتهم كلها بناءًا على ما قد تفعله بهم الأم في وقت ما، والمجتمع بدوره هو المسؤول الأول عن تلك الدائرة من العنف والقسوة،
لكنه في بدايته كمفهوم منذ تطور الحضارات لم يقصد به التعبير عن طاقات الإنسان الابداعية، بل استغلال طاقاته الجسدية والعقلية لإنتاج منتجات مادية ومعنوية، وبالتالي يجني الإنسان رزقه من ذلك، ربما تطور الأمر وتفرع كثيرًا بعد ظهور الفن وتحوله لوظائف ودخوله عجلة الرأسمالية وحتى هنا لم ينتصر الإبداع في العمل، بل يتضارب كثيرًا مع تعليقات المدير أو الشركة، نادرة هي الوظائف التي تطغى فيها طاقات الإنسان الإبداعية فقط ويقدر على جني أموال جيدة من وراءها.
الحكمة قد تُرى في الفوائد الجانبية التي يخرج بها الشخص المريض أثناء أو بعد نهاية رحلته مع المرض، مثل أن يصبح عليمًا بأثر الصحة النفسية عليه وعلى الآخرين ويقدرها بشكل أفضل، ويدفع ذويه للمحافظة عليها، ومثل أن يصبح أكثر تعاطفًا مع الآخرين من معظم الناس كونه يشعر بآلامهم بطريقة أفضل، ويساعدهم هذا بالتالي لتكوين علاقات أكثر عُمقًا.
لا أعتقد إن التحالفات تفعل كلا الآمرين، الفجوة الاجتماعية بين الطبقات إن وجدت يكون المسؤول الأول عنها هي الحكومة والقيادة السياسية، بسبب سوء توزيع الثروات وكثرة الفساد والتربح من المال العام، وهو الأمر الذي قد تكون بُنيت عليه بعض هذه العائلات الغنية بالفعل، قد يوحي الزواج من بعضهم البعض وتكوين التحالفات كما تقول بنوع من العنصرية، ولكنه لا يزيد من الفجوة الاجتماعية بين الطبقات في حد ذاته.
أعتقد أن الابتزاز العاطفي نفسه ما كان ليحدث لو كان الطرف الأخر لا يدرك كم نحن محتاجين له بالفعل، لذا الابتزاز العاطفي يرجعنا لنقطة الاحتياج والتعلق الزائد، ولهذا نراه ينجح مع كثير من أصدقائنا الذين يظلون في علاقة سامة لأنهم مُحتاجين للغاية لشركائهم، فقط إن طور الإنسان نوع من الوعي العاطفي الزائد سيفهم أن قيمته أعلى من الانخراط في ابتزاز عاطفي لا يبتغي مصالحه أو مصالح العلاقة، بل فقط مصالح شريكه، ولكن المشكلة الحقيقية هي عند ممارسة الأهل والأقارب للابتزاز
نعم الشباب الشمعة التي تتنور بها الأمة، ولكن هذه زاوية قاصرة، تلك الشمعة تنير الطريق لمن يحملها ويشعلها، لا تظل في الدول العربية القيادات من كهول وشيوخ غير مستحقين لأماكنهم، وبالتالي يمارسون القمع على الجميع، وتخنع جميع الفئات وترضى، ماعادا الشباب الذين لا يزالوا يحملون طاقة فيفكرون في الخيار الأسلم لهم وهو المغادرة لاستغلال طاقتهم في حياة أكثر كرامة، تلك هي فروع المعادلة كلها وزاوية الصورة الكاملة.
قد نتحرك من موقف رضا وساعين لتغيير الموقف في نفس الوقت، مثل فلسفة الرواقية stoicism ولكن الاستسلام مفهوم مختلف، يعني بأنك بالفعل تملك ما تقدر على تغييره ولكنك لن تفعل خشية العواقب مثلُا، وأحيانًا أخرى تكون البرجماتية هي عنوان الحل، وهي تغيير القناعات وطرق حل المشكلات للخروج بأكبر مكاسب وأقل خسائر، بمعنى أن في موقفك مثلًا إن كان الاحتجاج والتذمر قادرين على إعادة الخصم فليكن، وإن كان الاحتجاج سيؤدي لمشكلة أكبر فلتؤثر السلامة حينها ولن يكون موقفك استسلامًا في رأيي.
لكن لا تنسى أن العزلة التي تدخلها تدخلها باختيارك وبقرارات الشخصية وطقوسك، وتستطيع الخروج منها متى شئت، في حالة الفيلم البقاء على جزيرة لمدة شهر كامل لم يكن بتلك السهولة، وفي أوائل فترة الحجر الصحي في بعض المدن في الصين لم يستطع أحد الخروج لمدة ثلاثة أشهر! تلك عزلة كفيلة أساسًا بالتأثير على قدرتك على الكلام والتركيز مع الآخرين.