الحديث عن الروبوتات اليوم أضحى جزءا لا يتجزّأ عن النقاشات التقنية، فهي آلات بإمكانها القيام بأعمال منفردة دونما تدخل البشر في ذلك، ومع التطورات التقنية التي نشهدها يوما بعد يوم، فأصبحت أكثر تطوّرا من ذي قبل وهذا ما جدّد المخاوف حولها، فما هو أثرها في المجالات الحسّاسة كالمجتمع والإقتصاد والأمن المعلوماتي وماهي التحديات المستقبلية لها؟

الروبوتات اليوم ذات كفاءة ودقّة وسرعة في إنجاز المهام من شأنها أن تؤثر على حياتنا كبشر وتتسبّب في تغيير طريقة عملنا وإنجازنا للمهام، خاصة إن تمّ تعميم استغلالها واستطاع الأغلبية الحصول على روبوت في منزله أو في مكان عمله، فهي يعوَّل عليها كثيرا في مجالات الرعاية الصحية والتصنيع وحتى المجال الطبي والجراحي، من حيث المساعدة في إجراء العمليات الجراحية المختلفة ومساعدة المرضى! لكن مع ذلك التخوّف المعروف في هذه المجالات هو أن تصل هذه الروبوتات مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى نزع الوظائف من البشر، فبطبيعة الحال كلّما زادت المهام التي يمكن للروبوت أن يقوم بها زادت البطالة من جهة أخرى.

أبرز المخاوف أيضا أي إحتمالية إلحاق الضرر بالإنسان من قبلها في حالة حدوث أخطاء تقنية أو برمجية، في الاقتصاد الأمر مختلف بعض الشيء فتأثيرها يتضمّن زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف في التصنيع والخدمات، فهذه الآلات يمكنها العمل دون توقّف على مدار الساعة، فتقلّل حاجة المصانع والشركات لليد العاملة، وهذا يؤدي كذلك إلى نزع الوظائف السّالف الذكر.

أمن المعلومات هو الآخر مجال حساس للغاية ودخول هذه الروبوتات لحياتنا عزّز تلك المخاوف بشأنه، فكلّما كانت هذه الأخيرة مرتبطة بالإنترنت وبالشبكة أو كانت متصلة بأجهزة حساسة كلّما سهّل الأمر على المخترقين للوصول إلى الأنظمة وتخريبها وسرقة المعلومات، وهذا ما يستدعي تأمين الروبوتات عبر إجراءات أمنية وبروتوكولات تشفير لحمايتها وحماية أمننا السيبراني، فما رأيكم ماهو التأثير الذي يمكن أن نلمسه كأفراد إن تمّ تعميم الروبوتات في المستقبل وأصبحت جزءا من حياتنا اليومية؟!