البطولة المطلقة لصاحب الشهرة أم لصاحب المهارة؟

قد تفاجئين بما سأقوله ولكنني أرى أنّ ما يحصل الآن في السوق العربي للدراما هو عين الحق والعدل! كيف يكون ذلك؟ الدراما بسوقها التجاري والتنافس العالي التي فيها دائماً ما تستبقي كالحياة في تطوّرها الطويل: الأصلح - وهنا يجب أن نركّز على كلمة الأصلح، فأنا لم أقل الأقوى أم الأفضل أم الأكثر خلقاً أم مالاً أم معلومات، أنا قلت الأصلح وأعنيها مئة بالمئة، هكذا تمشي البيئة على الأرض التي استبقتنا كبشر عن سائر المخلوقات للحكم لإننا الأصلح، ما الذي أعنيه إذاً بالأصلح؟ الأصلح هو القادر على أن يلبّي أمراً مطلوباً في بيئة معيّنة أو يتفادى أمراً مهلكاً - وهذا ما يفعله الفنانين الآن، من ينجح هو من يريده الناس فعلاً بجمعهم، لا من حيث ما يقولون، بل من إحصائيات المشاهدة، الأصلح يبقى ويطلبه المنتج ويدفع له الأثمان الغاليةويوظّف محيطه لخدمته، إلى أن يظهر الأكثر صلاحاً أو يتغير اتجاه السوق فيغدو بين ليلة وضحاها الأبعد عن المسار وهذا حصل مع نجوم كثر، ولذلك برأيي صاحب الشهرة هو صاحب المهارة والأصلح - كل من يستبعده السوق لا ينفعنا من ناحية المشاهدات وبالتالي لا ينفعنا نهائياً لإنّ هذه صناعة ربحية بالمقام الأول وليست تطوّع وعمل خيري أو غاليري فني غير مُعوّل عليه.

اعتقد أن الأمر لن يطول على هذا الحال .

معايير الصناعة التركية في الأفلام والمسلسلات بدأت تدخل بقوة في المجال العربي، وأعتقد قريبا أنه سيتم تعميمها والعمل بها كليا على الجمهور العربي .

واحدة من معايير الأنتاج التركي هو اشراك الجهور في اختيار النجم مهما كان دوره صغير، يمكن للجمهور أن يختار البطل الذي يشاهده مهما دوره في المسلسل حتى لو كان ظهر في لقطة واحدة في الحلقات التجريبة .

يتم تصوير اربع حلقات فقط من المسلسل المقرر العمل عليه، ثم يتم عرضه على الجمهور ، ويترك للجمهور قرار اختاير الشخصيات التي يريدها أن تكون رائدة في المسلسل.

حينما أنظر إلى الفيديوهات التروجيية الرمضانية، مع أنّي لا أحب تسميتها ووصفها بالرمضانية، ولا أشاهدها لكن تمرّ عليّ بعض المشاهد فأرى بأن عامل المهارة قد لا يكون العامل الأساسي لاختيار البطولة، فالعديد من الذين يطلق عليهم وصف المؤثرين على انستغرام وتيكتوك هم الآن يحملون رمز البطولة في العديد من المسلسلات، لأن العديد من المنتجين يبحثون عن الترند واستغلال جيش المتابعين الخاص بكل مؤثر يعمل عملا فنيا في شهر رمضان، فبرأيي هذا الأمر مستفز حقيقة خاصة ان انعكس سلبا على الأداء، فاختيار بطل العمل يجب أن يعتمد على موهبته وليس شهرته أو علاقاته، ومن غير المعقول أن يتم حصر جميع حلقات العمل حول شخص واحد فقط، وإلا لماذا تمّ عمل الكاستينغ!

بالنسبة لي فهذا مشوار طويل قطعه هذا الممثل الذي يقوم بدور البطولة لذلك تجدين الجمهور يقول مسلسل فلان ومسلسل فلان وبالحقيقة لا أنزعج من هذا الأمر ولكني أجده طبيعياً، حتي يقدر الممثل الصاعد على إثبات نفسه وجعل الآخرين يتذكرونه

سأعطيك مثال للمسلسل الذي كان به شخصية الدكتور عاطف حتى أنني لا أتذكر اسمه لأنه كان وجهاً جديداً وقد مثل بدور جديد وأحبه الناس ولكن أؤكد أن هناك نسبة منهم لايعلمون اسمه، هكذا كان جميع الممثلين من قبل اقرءي عن قصة علاء ولي الدين في برنامج ريهام عياد، ستعرفين كيف عانى حتى وصل لانه يصبح نجم شباك.

لذلك فأجد هذه المنافسة طبيعية حتى يثبت الشخص نفسه ويصل لدور يحبه الناس به ومن ثم يعرفونه فور ظهوره او ينتظرون مسلسلا او، فيلما له

 يجب أن يكون مبني على موهبة الممثل نفسه، وليست شهرته

وما المشكلة في أن يتصدر العمل بطل يدور حوله باقي الممثلين لإنجاح العمل ككل؟! أعتقد أن هذا مفهوم وشيئ عادي رغم أني لا أفهم كثيراً في الوسط الفني ولكني أراه أمراً طبيعياً تم التعارف و التصالح عليه من قديم وسارت العجلة. أعتقد أيضاً أن الشهرة لا تكتمل لممثل إلا لو كان موهوب في المقام الأول وإلا فليس للمخرج أن يفرض على الناس أو يقحم على الشاشات بطلاً غير مشهور لانه غير موهوب! ذلك لأن الناس هم من يصنعون نجاح العمل الفني ولابد من أخذهم في الحسبان ومن يكون ذا موهبة يكون الناس قد اجمعوا عليه وأنالوه من الشهرة ما يستحق. فإذا أخذ ممثل دور البطولة المطلقة فأعتقد أن ذلك لا يكون مجاملة له أو لأجل واسطة بل لأجل أنه يصلح لملء مكانه ذلك في لحظة زمنية و ظرف مكاني معين.

وإعطاء الفرصة للأجيال الأكثر موهبة وحبًا للمهنة نفسها،

يجب كل واحد يأخذ مكانه، للأسف اليوم ما نراه في الشاشة وأتحدث عن الشاشة الجزائرية، الكثير من أبطال المسلسلات هم من التيكتوك يعني تم معرفتهم عبر التيكتوك لا يقدمون أي محتوى وليس لهم أي رصيد فني أبدا ولا مستوى لا في التمثيل وفي بعض المرات حتى من ناحية الأخلاق والمحتوى الذي يقدمونه عبر التيكتوك للأسف وتجده يأخذ دور البطولة والممثل الحقيقي المتخرج من المسارح العالمية والدارس للفن ربما يأخذ دور هامشي جدا.

أعتقد أن المقاييس اليوم اختلفت فهناك نسبة مشاهدات تعتمد على جودة العمل وبالتالي على طلب الإعلانات وبالتالي ستزيد الإيرادات، هذا هو المقياس الذي يجعل العمل مشهورا وصاحبه مشهورا ويتهافت عليه المنتجين والإعلانات لكي يروج إلى منتجاتهم، ببساطة المعادلة هي نسبة مشاهدات كبيرة تساوي إعلانات كثيرة تساوي مبالغ كبيرة.

هذا كلام يأتي من شخص مثقف ولكن للأسف الشديد لا تدور المنظومة التسويقية والإنتاجية بتلك الطريقة بل هي تعبر عن كل شيء يخالف ذلك هم مهتمين بتدشين كل العيوب التي ذكرتيها لأن النجاح في تلك المنظومات يأتي بالولاء للشلالية ، أنا كنت في فترة منذ زمن حوالي 10 سنوات عندما كنت أنظر بنفس الزواية التي تنظري بها أنت للموضوع وأعتقدت أنه يمكن أن أساهم بالتغيير ولو بشكل بسيط وبالتدريج ، وتقربت للكثير من العناصر بالوسط وجدت أنني بنهاية الأمر ليس أمامي أي خيار للنجاح سوى التطبع بذات الفكرة أو الأبتعاد وتحقيق حرية مالية ما تتيح لي تحقيق فكري وفي ذات الوقت أحافظ من خلالها على سلامتي العقلية بعيداً عن كل هذه الفوضى .

هذا الامر،وهو إعطاء دور البطولة لصاحب الشهرة لا الموهبة ،من الأمور التي ألاحظها بشدة في العالم العربي والتي أعدها من ضمن الثغرات في المجال الفني. فنحن بالفعل نسير جسب الشهرة لا حسب الموهبة وكم هو مزعج هذا الامر لأنه يقصي أصحاب المواهب ويضعهم في ادوار ثانوية بينما يضع تحت الأضواء أولئك الذين لا يملكون أية موهبة. الأمر نفسه ينطبق على فكرة ان الفئات الاجتماعية التي تشملها المسلسلات العربية (خاصة اللبنانية) هي الفئات الثرية ولا تغطي الفئات الاكثر فقرا والمهمشة. هذه أيضا أعدها من صمن الثغرات في الدراما العربية.

صحيح فالتاريخ لا يذكر أبدا صاحب المركز الثاني و هذا الأمر ينطبق على كل المجالات، و مع كل هذا فكل عوامل النجاح تكون من طرف الجماهير، و بصراحة هذه الأمور في رمضان لا يفضل أن تكون، فكلها ملهيات عن الهدف الأساسي و هو أن نضع وقتا أكثر في العبادات.

صحيح

انا ارى احتكار سلبي في الفن

فنانين شبعو وهرمو مجدا .. ومع ذلك

لأسباب تسويقية محظة واستغلال لشهرتهم

يتم التعاقد معهم ربما حتى وفاتهم !

النجومية شئ والموهبة شيئ آخر فقد نرى ممثل محدود أو ضعيف الموهبة ونراه متصدر الافيش وهو نجم العمل فالنجومية لها عوامل أخرى وللأسف الجمهور هو الذي يحددها بناء على أهواء أو ثقافات فلو لم يكن النجم له جمهوره وعشاقه الذين يذهبون ليدفعون له تذكرة السينما أو يتابعون له عمل درامي معين ما بقي في النجومية فليس من المعقول ان يقوم المنتج بإنفاق الملايين على ممثل موهوب ويخسر امواله لكنه سينفقها على ممثل آخر محدود الموهبة يزيد من رصيده بالبنك