كنت اشاهد مسلسلي اليومي حين ظهر مشهد تم به فصل شروق من عملها لمجرد أنّ مديرها توقع أنها ستقصّر لأنها أصبحت أمًّا، لم يكن مجرد لقطة درامية. كان مرآة لواقع نعيشه كل يوم.

فالقضية لم تعد تتعلق بشروق وحدها، بل بنظرة المؤسسات للأم العاملة.

في مقابلات العمل، كثير من النساء يُسألن عن الزواج والحمل قبل أن يُسألن عن خبرتهن… وكأن حياتهن الشخصية هي التي تُقيّم كفاءتهن المهنية، لا مهاراتهن أو مؤهلاتهن.

وهذا يعكس مشكلة أكبر المجتمع يطالب المرأة بأن تكون أمًا مثالية، لكنه في الوقت نفسه يعاقبها مهنيًا عندما تصبح أمًا.

وكأن المرأة يجب أن تبقى معلّقة، لا ترتبط ولا تُنجب، حتى تضمن مكانها في سوق العمل.

المسلسل قدّم صورة مؤلمة لكنها حقيقية فصل شروق لم يكن بسبب ضعف في أدائها، بل بسبب تصوّر مسبق في ذهن المدير أنّ الأمومة = تقصير.

والواقع أنّ كثيرًا من النساء يخفين ارتباطهن أو حملهن خوفًا من خسارة وظائفهن. ليس لأنهن لا يثقن في أنفسهن، بل لأن نظام العمل نفسه لا يتسع لحق المرأة في أن تكون أمًا وعاملة في الوقت نفسه. القضية تحتاج إلى إعادة نظر…

الأمومة ليست عائقًا، بل جزءًا طبيعيًا من الحياة البشرية. المشكلة ليست في النساء، بل في بيئة العمل التي لم تتطور بما يكفي لاستيعابهن.