مسلسل The Kidnapping Day: خطف ابنة عائلة ثرية لينقذ حياة ابنته، مذنب أم منقذ؟

 كأن يبحث عن شخص يمكن أن يعطيه هذا المال في سبيل العمل أو يتجه للإعلام للتحدث عن طفلته ولاسيما نحن في عصر السوشيال الميديا ومن فوائدها أنها قد تنقذ حياة طفلة من الموت وهذا هو الوجه الحسن لها.

ربما محمود جرب الكثير ولم يجد سوى خيار خطف طفلة الأثرياء، هذه معضلة اخلاقية محمود، لنفترض بأن هذا حدث معك لا سمح الله، ولا يوجد حل سوى الخيار الذي فعله الأب في المسلسل، ماذا ستفعل، هل ستترك ابنتك تموت، بينما هنالك خيار أمامك وهو خطف ابنة الاثرياء مع الاهتمام بها لحين توفير الأموال؟

ولكن يمكن تخفيف العقوبة إذا كان شخصُا صالح وشهدت الطفلة المخطوفة له بحسن معاملتها وأنها شعرت بالأمان معه.

وماذا عن أهل الطفلة، هل تعتقد لو كنت مكانهم سيكون لديك القدرة على مسامحته ولن تكون مشكلة بالنسبة لك إذا تم تخفيف عقوبته. الأمر دائما ما يكون صعب عندما تضع نفسك في موقف الطرف الأخر، فأنا على سبيل المثال عندما فكرت في إجابة لسؤالي احترت كثيرا ولكن شعرت أنني سأكون قادرة على مسامحته في نهاية الأمر.

أما بالنسبة لموقفه فأنا أتفهم أنه فعل ذلك من قلة حيلته ولكن كان يجب أن يحاول بطرق عدة مختلفة كأن يبحث عن شخص يمكن أن يعطيه هذا المال في سبيل العمل أو يتجه للإعلام

جميل هذه إحدى الأفكار والحلول الجيدة بالفعل، ولكن على فرضا أنه قد فعل كل هذا ولم يصل لنتيجة، هل يكون الحل النهائي في هذه الحالة هو الاستسلام للأمر الواقع؟

وأنه لم يجد خيارا آخر سوى اللجوء إلى الخطف.

في الكثير من المرات تكون هناك خيارات وحلول لكن الشخص لا يحب أن يتعب تفكيره فيذهب لأول خيار يظهر أمامه وربما مثل هذا الخيار رآه في مسلسل أو فيلم مثل هذا، فيلم يناقش مثل هذه القضايا يكون مثل الإلهام لحلول سريعة للأشخاص الكسولين الذين لا يريدون التفكير وحتى يحبون تجربة ما يروه.

يمكن ان نعتبره أنه كان يفعل ما يظن أنه صواب من أجل عائلته، وأنه كان ضحية لظروفه.

أرفض أن نطلق عليه لقب "َضحية". لو تعاطف المجتمع مع كل فرد وأسماه ضحية لصار المجتمع -أعزكم الله- أشبه بمرعى حيوانات.

من الطبيعي أنه توجد نسبة من البشر لا يتعاطفون مع المجرم مهما كانت دوافعه ومهما بدا كضحية للظروف، والجرائم لا زالت قائمة بهذا الشكل، فكيف لو بررنا الأمر وصرنا أكثر تصالحًا معه؟ كيف ستكون الجرائم حينها؟

الخلاصة أنّ طالما له عقل فهو لا يعد ضحية، وفي حالة هذا المسلسل فبطل القصة فعل نفس الشيء الذي فعلته العصابة المجرمة، ولربما كانت العصابة المجرمة لها دوافعها أيضًا ولربما كانت ضحية لظروف من نوعٍ آخر.

الأمر كله قائم على الافتراض، الافتراض بأن ليس هناك حلول أخرى لأنه استنفذ بالفعل الحلول الممكنة وهذا هو الخيار الأخير وها قد قام به، وهذا افتراض واقعي جدا ويمكن الكثيرين أن يتعرضوا له، فكيف ترى الأمر في هذه الحالة؟ كيف تصنف هذا الشخص؟ ما هي رؤيتك الشخصية له وليست القانونية لأنه في كل الأحوال مذنب أمام القانون وسيعاقب، ولكن ماذا عن رؤيتك أنت؟

أخذت الموضوع بشكل شخصي، هذه معضلة من عمل درامي، وبالواقع قد نجد نماذج كثيرة فعليا تقع بنفس المعضلة ولا يكون لديه خيارات إلا اعمال غير أخلاقية، وكما تضع باعتبارك البنت المخطوفة ضع باعتبارك أيضا البنت التي ستموت لو لم تجري العملية أو ضع نفسك مكان الأب الذي يقف عاجزا ولا يتمكن من إنقاذ ابنته، ماذا كنت ستفعل؟

لا يتم دعم موقفه أو تشجيعه، هو سيعاقب على كل الأحوال ويلقي جزائه، وهذا هو الصواب، ولكن هذه الحالة وغيرها من الحالات المشابهة تكون وضعها مختلف ويستحق القليل من التفكير والتأمل، القدرة على التفهم، ومحاولة للتفكير حول قدرتنا على التسامح وإعطاء فرصة أخرى.