الناس بتحب الحوادث حراقة ولو كذب: إلى أين تقود هذه العبارة المجتمع العربي؟

بالنسبة لي يا عفاف، أنا أتفق مع المقولة، و أعتبرها للأسف صحيحة.

هذا بالذات ما يغذي الإشاعات و يجعلها تتنتشر بسرعة، و تجعل معظم الناس يصدقونها دون التحري عن صدقها. قرأت من قبل معلومة مفادها، أن معظم الناس حين يرون الخبر مرتين في مصادر مختلفة يصدقونه بغض النظر عن صحته.

أتفق تماما مع الجملة التي ذكرتيها.. وقديما تعلمت، أن الخبر ليس أن كلب عض رجلاً - هذا عادي - لكن الخبر أن رجلاً عض كلب! وإن لم يحدث.

تعرضت شخصيا لمشكلة استعدت الاستعانة بجهات صحفية لنشر خبر عن الواقعة. طلبت مني القائمة على نشر الخبر أن أفبرك الحقيقة قليلا حتى يتم نشر الخبر. في البداية لمحت لي ثم صرحت بطلبها، فوجدت مني الرفض، وبالفعل لو تلقى المشكلة قبولاً لدى القراء، لكنني تعلمت منها درساً أن الناس تحب الخبر (المفرقع) ولو كذباً، خيرا من حقيقة (تقليدية).

بالتأكيد أؤيد تلك العبارة بشتى المعاني، حيث أن الإنسان بشكل عام، وفي العصر الحالي بالتحديد، يميل إلى تصديق الأسباب المطروحة حول الأزمات. والانتشار المكثّف للميديا ووسائل النشر قد أدّى في نهاية الأمر إلى تفاقم المسألة، وتوقّف عملية التصديق على الطرق والوسائل التي تنتشر بها ما إن كانت مقنعة أم لا، لا على الحجة والبرهان. وعليه، فإن انتشار الشائعات هو السمة الكبرى للعصر، بداية من المشكلات العائلية ومشكلات الادعاء والكذب، وحتى المشكلات السياسية الكبرى.

أرشح في إطار ذلك فيلم وثائقي من إنتاج منصة Netflix اسمه The Great Hack. يتحدث الفيلم عن دور الشائعات والأكاذيب المتعلقة بالميديا والترويج لها من خلال تصديق الرأي العام بشكل أعمى، ودور ذلك في التلاعب بالقرارات السياسية الكبرى.

بالمناسبة يذكرني هذا بآخر كتاب قرأته: "الملك أوديب" حيث أن الشعب صدقوا أن أوديب بطل استطاع حل لغز الوحش الأسطوري و بالتالي القضاء عليه و تخليص المدينة منه، بينما الوحش في الحقيقة لم يكن أكثر من أسد استطاع أوديب بقوة شبابه القضاء عليه. لكن الناس يميلون إلى الأحداث الضخمة و الأوهام، و "الخيال الساذج".

الآفة الكبري التي نعيشها ويزداد خطرها في شتي وسائل النشر والإعلام ، هي البحث المحموم عن " التريند" بعناوين خادعة أو تلوي عنق الحقيقة في متن الموضوع أو الخبر أو فيديو اليوتيوب ، ويكفي هؤلاء ما يلقونه من شتائم ولعنات عقابا علي تدليسهم بعناوين مفرغة من المضمون ، يهدرون بها وقت المشاهد أو القارئ لمحتواهم ، ومن له علاقة بالعمل الصحفي يعلم جيدا أن هذا التوجه هو الآفة المعتمدة كسياسة تحرير في غالبية المواقع والصحف ، التي لا تقدم صحافة حقيقية وتعتمد بشكل كبير علي إعادة "طبخ "وصياغة الأخبار والتقارير والتحقيقات ، لتظهر وكأنها تقدم محتوي حصري وجديد ، ولا يجد محرر الديسك أو المحرر المراجع مفرا من البحث عن أي معني تشويقي للعنوان حتي ولو كان المتن أو المضمون خاليا من هذا المعني

الناس تحب الحوادث الحراقة ولو كذب

نصفها صحيح وهو ان الامور الغير مألوفة تثير اهتمامنا. تاثير هرمون الدوبامين. الا ان الكذب لا يرضاه الكثير من الافراد. ولكن هذا لا يعني انه لا يستخدم اعلاميا بهدف الربح والتاثير على الجمهور.

معرفة ما سبق يضع المسؤولية على القارئ وقدراته على تقصي الحقائق. في الدوريات العلمية المرموقة مثلا قد يستغرق نشر بحث جديد عدة اشهر. يتم خلالها ارسال البحث الى خبراء في المجال للتحقق من جودة البحث وهو ما يسمى Peer Review. بالمقارنة، هنالك دوريات تنشر الابحاث ايا كان.

في الامور الحياتية اليومية، لابد من البحث عن مصدر الخبر والجهة الناشرة وما الى ذلك. مهارة تقصي الحقائق لا تقدر بثمن.

من أجل أن يصبح أي خبر ترند فلا بد من توافر شروط معينة به، كأن يكون المستخدمين من نفس المنطقة الجغرافية في بلد واحد، وتربطهم علاقة واحدة، وأن يهم الموضوع عشرة آلاف مستخدم، مثل حدث مهم مثل فستان ممثلة!

وبهذا يصبح الترند خبر صارخ وسريع وسهل الانتشار!

فقط ضع الإعلام لنشر خبر تافه، وأغلب الترندات اليوم التي تنتشر تكون سخيفة بحق!

مثلا تصدر الترند تغيير اسم فيسبوك.. وأصبح حديث الإعلام، والسوشال ميديا.

لم أواجه أي أحداث حقيقية من هذا النوع، وغالبا حياتي هادئة.

بالنسبة أن الناس يحبون الشائعات، فهذا حقيقي جدا، ضع خبر صغير في أذن امرأة، واتركها في قرية، وستجد أن الخبر أصبح اشاعة كبيرة جدا بغضون نصف يوم.

والناس تكبر المواضيع بشكل كبير..

عبارة صحيحة بتأكيد خصوصا في زمننا هذا الكذب اصبح السلعة الرائجة واحداث كتيرة اصلها كذب وثمتيل عرفت كتير من المشاهدات وربح اصحابها اموال كتيرة من الكم المشاهدة اصبحوا يفتحوا بيوت بالكذب وعياذ بالله

لست مما يؤيدون هذا المثل، لكن هذا الامر واقع ولا يمكن ان نتستر عليه، الناس تحب ان تشيع بأي طريقة ولو على حساب المبادئ والاخلاق، وأظن ان ما جعل الفرد ينساق وراء هذه الامور هي المادة والشهرة، وكلاهما إذا كان فيهما الطمع حاضرا سيكون الكذب هو النتيجة.

لكن ياعفاف إذا حقق الفرد شهرة ومالا، لماذا يبقى يسير بنفس العقلية المتعفنة، ماذا يريد بعد؟

لم اشاهد المسلسل لكنني أظن أن المسلسلات من هذا النوع بدأت تأخذ منحنى جيد جدًا جدًا بدل من صرعنا بقصص المافيا والقصص الخرافية عن القتل والدمار، واحد من أحد أسبابي كرهي لمسلات موسم رمضان كمية الصراعات التي تأتي في شهر من المفترض أن يكون شهرًا للسكينة!

والحقيقة أنني تحمست جدًا جدًا لمشاهدة ما يحدث مع يحيى

أؤيد هذا القول بشدّة، خصوصا وأنه متجسد تماما في واقعنا اليوم، هناك حوادث تكنشف حقيقتها،لكن هناك من تظلّ حقيقتها متوارية خلف ىستار الكذب ، وياما راح ضحيّتها أبرياء.