أنا أعمل كمستقل: لماذا هذه العبارة تجد استغرابا بل واحتقارا من المجتمع؟

دعيني اوضح امرا اخيتي عفاف .

العمل الحر هو العمل الحقيقي .

اما تلك التي استنكرته واستحقرته فهي تمثل نفسها .

كل الذين نجحوا كانو ذوي اعمال حرة اولئك الذين لم يرضو بالالتحاق بركب المتشبثون بوظائفهم .

لكن الوظيفة تظل مهمة جدا في البداية على الاقل حتى اقف على رجلي .

يا عفاف الأمر ليس استحقارا للوظيفة، هم من الأساسي لا يعلمون ما هذه الوظيفة، أنا أعمل مستقلا ف كتابة المحتوى، سألني أحدهم ذات مرة لماذا لا تعمل في الإجازة الصيفية، فأخبرته أنني بالفعل أعمل على مدار العام، أعمل ككاتب محتوى، وعندما شرحت له الفكرة قال لي أن هذه تفاهة، وكيف يمكن للناس أن يدفعوا مقابل هذه التفاهات!

ليس هذا فقط، حتى تخصصي في الهندسة، الذي هو أمن الشبكات، عندما يسألني أحدهم وأجيبه أنني أدرس هندسة الشبكات والأمن السيبراني تبدو على وجهه نظره الاستغراب كأنه لم يفهم الجملة، ويطلب مني شرحها، وفي النهاية لا يقتنع أنني مهندس، رغم أني ادرس في كلية الهندسة! ولكنه يرى أن المهندسون فقط هم من يبنون المباني والبيوت.

كل هذا نتيجة الجهل، هو أصلا لا يفهم ما الذي تفعله أو تقدمه للمجتمع لذلك يحتقر كل مالا يفهمه

لا توجد مهنة اسمها مستقل, يجب تحديد المهنة التي يعمل بها المرء مستقلا, لأن المحامي بمكتبه أو الطبيب بعيادته أو المترجم المحلف أو الصيدلي بصيدليته لن يخبر الآخرين أن مهنته مستقل.

لذلك عندما يخبر الإنسان الناس بأنه مستقل سينظر له باستنقاص لأن ما تحمله لفظة مستقل بالأذهان هي: شخص يعمل بشكل غير منظم بإطار قانوني, لا يكسب ما يكفي من المال لتأسيس شركته الخاصة, لا تأمين صحي ولا تقاعد له كالموظفين, إن هو أخذ إجازة فإنه لن يأكل وقت الإجازة وإن مرض مرضا يمنعه عن العمل نهائيا سيبدأ بالتسول بكل تأكيد.

لا أدري بشأن قوانين دولة كوريا الجنوبية أو الدول العربية بهذا الخصوص وما إذا كانت تؤطر عمل المستقلين, ولكن ببلدي إن عملت كمستقل ستتعرض لما وضحته بالأعلى.

الإنسان المستقل "الناجح" يؤطر نفسه بالقانون للمزيد من المكتسبات ولتوسيع دائرة عمله, وذلك بتأسيس شركة كما يفعل رواد الأعمال الذين جميعا بدؤوا مستقلين لفترة وجيزة من الزمن, أو أي شكل قانوني آخر يحفظ حقوقه وينمي عمله مستقبلا.

لا أحد يعلم أنني أعمل مستقل من الأساس حتى ألقى نظرات الاستعجاب..

أعتقد أنني عند إخبارهم لن يستعجبوا أو يقللوا من شأني شيء، ربما لأنني ما زلت طالب وأعمل وهذا يعتبر أمر جيد أنني لم أكمل العشرين وأجني بعض المال بجانب دراستي.. لا عيب في ذلك

أنا للأسف متفق مع الطبيبة، لأن تلك هي الحقيقة.. إذا كان يعمل مستقل فقط، لما أضاع سنوات من عمره في الهندسة؟ وإذا لم يجد عمل، كيف سيتصرف؟

العمل الحر سلاح ذو حدين، وهو عمل غير مستقر الصراحة، أنا أحببته لكن بالطبع لن أجعله مصدر دخلي الرئيسي بعد سنوات، ربما أنا أستفيد منه الآن لوحده، لكن مستقبلًا سيكون لي مهنة أعمل بها وربما يكون عملي الحر بجانبي أو أنتقل إلى فئة أكبر من العمل الحر، وهي ريادة الأعمال ما المشكلة!

الفكرة أن يكون الشخص لديه أساس يتكأ عليه وألا يضع نفسه في مخاطرة اليوم معي قرش غدًا سأنام على الرصيف.

من الطبيعي عزيزتي عفاف أن يستغرب أي أحد حينما يعرف هذه المهنة، فالناس ليسوا على إطلاع بها، الأمر الذي سيجعل البعض يطرح أسئلة كثيرة ليفهم طبيعة العمل.

لذا لا يجب قول كلمة مستقلة، فقط اكتفي بقولك كاتبة في أحد المواقع العربية، وأتلقى أجرا لقاء كتاباتي، عملي أدبي يشبه الصحافة وهكذا الناس سوف تفهم الأمر بصورة أكبر.

حتى أمي لم تفهمني حينما حاولت شرح عملي لها، لكن قلت لها الأمر ببساطة أنني أكتب مواضيع.

الكتابة مهنة تحترم.. ولا أعرف السبب الذي يجعل النتس يستغربون، لكن نعم الرجل ربما لأنه تحت ضغوط اجتماعية معينة، تلزمه بالصرف على بيته، قد يبدو أنه إذا توظف في وظيفة ذات راتب شهري ثابت، تمكنه من القدرة على متطلبات الحياة.

الناس يخافون من توقف العمل.

وهناك فترات في الحقيقة فيها شح كبير.

والأمر مختلف من شخص لآخر، فالذي لديه مهارات كثيرة، لن يشعر بشح هذه الفترات.

أتمنى أن أنمي مهاراتي أكثر.. لأستفيد أكثر.

طبعا في بلدي وفي حيي الذي اسكن فيه ناس لا تفقه اي شئ كلهم عطالة ويجلسون في القهاوي والشاي وليس لديهم اي عمل الا ان يعلقوا على فلان وفلان وابتليت بجيران كذلك من نفس الطينة ينظرون اليك كعاطل فقط وليس لك اي قيمة ولن يفهموا ابدا مهما شرحت لهم وهم في ذاتهم عطال ويحسسونك انهم يعملون في اعظم الشركات

جماعة زاروا مريض في المستشفى، فقال احدهم، لنقرأ له الفاتحة! فشهق المريض.

كان عليه ان يقول : لنقرأ له الحمد.