جمال الشاب البسيط الذي يتزوج من فتاة أعلى منه في المستوى التعليمي والاجتماعي لفت نظري لمفهوم مغاير في المجتمع حول رفض وقبول نفس المبدأ عندما تختلف الأطراف، فنجد في حالة اختلاف الطبقات بين الزوجين أن الأمر مرحب به إذا كان الرجل هو الأعلى في المستوى، والعكس تمامًا إذا كانت المرأة هي الأعلى منه. مع أنه لا توجد قوانين ولا قواعد قد نصت على ذلك، بل أن الأصل في معايير الاختيار هو الارتضاء والقبول، وإيجاد لغة من التفاهم، ونوعًا من التوافق بين الطرفين، فإذا كان هذا متوفرًا، لماذا يرهق الناس أنفسهم في أفكار ونظرات متعالية يجعلونها دساتير تصعب عليهم الحياة بدلًا من أن تهونها؟ ما برأيكم الأسباب؟
مسلسل وش وظهر: لماذا يرحب المجتمع بفرق الطبقات عندما يكون الرجل هو الأعلى في المستوى ويرفضه عندما تنعكس الأدوار؟
هذا يرجع إلى العادات والتقاليد في المجتمع التي مهما حاول الناس الهروب منها والتحدث عن أنها لم تعد صالحة بعد الأن ولكن عند الاختبار الحقيقي تنهار هذه الأراء وتتسيد العادات المشهد، لأن الرجل حتى في أي مجتمع يتم النظر إليه على أنه هو الذي يجب أن يقود الحياة الزوجية والمرأة رغم دورها الكبير الذي لا يمكن ان ينكره أحد سواء في إدارة المنزل وصناعة وتكوين الأسرة سواء بمساعدة مالية من خلال عملها أو تربيتها وتدبريها للمنزل، إلا أن المرأة تريد في النهاية أن يكون زوجها في مكان قيادي أعلى لأن هذا يشعرها بالأمان، هذه الأفكار مهما قلنا أنها عفى عليها الزمن ولكن هذا ما نجده في الواقع الذي ينافي هذا الأمر، ومع أول اختبار حقيقي وعند الأزمات وخاصة لو كانت متكررة نجد المرأة تنفر وربما تعاير الزوج بمستواه المادي أو الدراسي، بالتأكيد لا يمكن تعميم هذا الكلام على كل فرد في كل مجتمع ولكن هذا يحدث لشريحة كبيرة من المجتمع.
هذا الأمر بالفعل يسبب مشاكل لا علاقة لها بتدخل المجتمع او العائلة بل من الفتاة نفسها التي لا تحب ان تشعر أن الرجل ينقصه شيء أو يقل عنها في شيء وهذا من طبيعة النساء في نظري ويتضح هذا عندما تسأل الفتيات عن من يريدون الارتباط به لا أحد منهم سيقول أنها تريده اقل منها في أي ناحية حتى المستوى الاجتماعي والثقافي والمادي، ففي رأي الأمر لا يتعلق فقط بالنظرة المجتمعية او نظرة العائلات لكن بأطراف العلاقة انفسهم.
لن أنكر وجود عدد كبير من النساء تفكر بهذه الطريقة ولكن لو كانوا جميعا يفكرن بنفس الطريقة لما تكونت المعضلة التي في المساهمة، فهناك فتيات يرتضن بالفعل بأزواج قد يكونوا أقل في المستوى التعليمي أو المادي ولكن في كل حال من الأحوال يجدون بينهم لغة من التفاهم على الأقل في أساسيات الحياة وفي الأهداف، فلا يصبح فرق المستويات هنا عائق أمام علاقتهم، ولكن ما يقابلوه هو رفض أسرهم بالإضافة إلى نظرات ناقدة من المجتمع حول علاقتهم، رغم أن نفس الفارق لو كان في حالة الرجل وربما نتج عنه مشكلات إلا أن المجتمع لن يهتم، فنجد مثلا أن زوج قد يعاير زوجته لأنها كانت أقل منه مالا ووضعا وهو من أنفق عليها وأعطاها، هذا قد يحدث عندما لا تتساوى الطبقات بين شركاء الحياة ولكن لن نجد أحد يحذر المرأة في هذه الحالة أن تحفظ كرامتها ولا تضع نفسها في ذلك الموقف بحيث ترفض الزواج.
التعليقات