مسلسل الرجل الثري: لماذا يرفض بعض الرجال تخصيص مصروف شهري لزوجاتهم وبنفس الوقت لا يسمحون لهم بالعمل؟

لا أظن أن هناك داعي لعمل المرأة مادام الزوج قادر على تلبية حاجياتها وحاجيات الأسرة وهذا هو الأقوم لتحقيق التوازن الأسري، وبخصوص المصروف الشخصي فيمكن حله بواقعية طلبات الزوجة وان تكون مناسبة لمزانية الأسرة، ويمكنها الاعتماد على التوفير من مصروف المنزل او الاعتماد على أعمال منزلية مناسبة لمهمتها كأم ومربية أسرة لتزيد من دخلها، وسأبرر وجهة نظري؛ لأنه في حالة خروج الزوجة للعمل في الخارج سيقع كل العبء على عاتق الزوجة، فتصبح ملزمة بالعمل خارجا والاهتمام برعاية الأسرة واحتياجاتها في المنزل وهذا قد يسبب لها الارهاق والتوتر المستمر كما انه قد يأدي إلى مشاكل في العلاقة الزوجية كشعور الزوج بالاهمال أو الغيرة من نجاح زوجته وهذا وارد جدا، كما أنه سيساهم بشكل كبير في تفاقم فجوة التواصل بين أفراد الأسرة ويؤثر سلبا على تربية الأبناء بشكل متوازن، بما أن العمل سيلزمها الاعماد على الاخرين في رعاية الأبناء.

لسؤال هنا أين المنطق من عدم استجابة زوج لطلبات زوجته وشكوته منها ورفضه في نفس الوقت لأن تعمل فعلى الأقل توفر لنفسها ما يشتكي من توفيره!

الاستقلال المادي هو استقلال الرأي والقرار، الموضوع لا يتعلق فقط بالحد الأدنى من الاحتياجات المادية وإنما يمتد ليشمل الكثير من المواضيع.

طالما لديها رغبة بالعمل فعلى الزوج أن يحترم رغبتها، لأنه بالنهاية الحياة الزوجية هي حياة تشاركية الهدف منها أن يكون كل من الطرفين مصدر قوة ودعم للآخر وليس العكس.

الأصح برأيي والأفضل من أجل توازن المجتمع هو أن تكون المرأة عاملة وأن تدافع عن هذا الحق بكل الوسائل المحترمة الممكنة وتواظب على هذا الإصرار حتى تدخل مجال البزنس والتجارة أو بيع الخدمات والمعرفة، هذا ضروري ليس فقط لأجل المادة بل لأجل روحها ونفسها، الأمر يعدّل من الطاقة الإيجابية في حياتها ويجعلها أقوى ويشعل فيها جانب لم تعهده قبل الآن فيها لا هي ولا زوجها، أي بمعنى أن الأمر حتى ينعكس بصورة رائعة على حياتهم الشخصية، الرجل الذي يعارض عمل المرأة لا يفهم الرزق الحقيقي الذي يمكن أن يصل عن طريق هذا التوازن ليس بالمادة فقط بل بالأمور النفسية، لا سبيل لحل هذه المشكلة إلا بسعيها المستمر اللامنقطع نحو تحقيق هذا الهدف، عليها أن تكف مباشرةً عن الطلب منه وأن تبقى مصرّة على العمل ليفهم أن من وراء هذا الإصرار ليس فقط سعي مادي إنما سعي تحتاجه نفسها، هو أصلاً لا يحق له أن يمنعها من العمل، لا سلطة عليه لا شرعية ولا قانونية في منعها من العمل المحترم وكل من يمنع عادةً يستخدم ويستند على أمور لا علاقة لها بما يقول المجتمع والعرف والقانون والله، على كل حال يجب أن تدافع باحترام عن حقها هذا وأن تأخذه عاجلاً أم آجلا ويجب أن تنقطع لأجل تحقيقه عن كل مصروف قد يعطيها إياه، أي حتى ولو أعطاها يجب أن ترفض، هذه طريقة لتحصيل الحقوق.

برأيي أنه لا شك بأن التحديات التي تواجه العلاقات الزوجية والتفاوت الذي نراه في التوقعات والثقافة المتبادلة والمشتركة قد تؤدي إلى هذه الاشكاليات لذلك أرى أنه من المهم أن يتم تعزيز التواصل الفعّال بين الزوجين وفهم احتياجات بعضهما البعض والعمل على تحقيق التوازن بين الأدوار والمسؤوليات لهذا قد يكون هناك حاجة لمناقشة وتوضيح الأدوار المختلفة وتعزيز مفهوم الشراكة والتعاون في العلاقة الزوجية.