يدور العمل حول رجل جذاب ومضطرب نفسيًا يتقابل مع امرأة تمر بالعديد من المتاعب والألاعيب، نكتشف لاحقاً أنه تزوج من ربوت لذكاء اصطناعي متقدم دون علمه ؟ الفيلم يلمح لتعقيدات العلاقة المحتملة بين البشر والألة، وهو يظهر أشكال مختلفة من سيطرة وهيمنة الذكاء الاصطناعي وتدميره للأنسان نظراً لأن الذكاء الاصطناعي عندما يمتلك الوعي سيشعر بأن الأنسان هو تهديد لوجوده، وبالإسقاط على الواقع الحالي أظن أن الذكاء الاصطناعي قد لا يحتاج لسيناريوهات معقدة للقضاء على البشر هو فقط لا يحتاج أكثر من هذا الشاب في الحقيقة الذي شارك مقطع فيديو يظهر إعلان لشركة كبيرة أطلقت حملة دعائية تحت عنوان (توقف عن تعيين البشر في الوظائف أنه عصر الذكاء الاصطناعي) والمخيف في هذا الإعلان أنه يستعرض أن رفاهية بعض البشر ترجع بالأساس لاستبدال مهام (الحلقة الأضعف) من البشر بذكاء اصطناعي ينفذ مهامه ، والأمر لا يتعلق بعدد صغير من الوظائف ، ولكن بكل قطاع يخترقه الذكاء الاصطناعي ليهمن عليه بفاعلية وبطء لذا عندما يبدأ تغيير الذكاء الاصطناعي حياتك للأفضل ، هذا يعني أنه يدمرك لكن ببطء ودون أن تشعر ستجد نفسك لاحقاً قابل للاستغناء عنك!
عندما يغير الذكاء الاصطناعي حياتك للأفضل ، هذا يعني أنه يدمرك لكن ببطء! فيلم Companion
الوضع حاليا لم يعد مناسب لأي شخص يعتقد انه غير قابل للاستبدال، فطالما أن الذكاء الاصطناعي يتطور فيجب على الجميع أن يحاولوا التطور أيضا لتجنب أن يجدوا انفسهم بلا فائدة امام الذكاء الاصطناعي، وهذا ليس امر سيء بالضرورة، لكنه أمر واقع تم فرضه على سوق العمل ويجب العمل وفقا للظروف
طيب، أنا معك أن بسرعة التطوّر الحالية، كل من "ركن" عقله، سيتم استبداله، مهما كانت وظيفته حساسة، والمضحك يا كريم، ان التوصيل العصبي وسرعة انتقال الرسائل بين التشابكات العصبية اسرع 500 مرة من اسرع اداة ذكاء اصطناعي، ولا نحتاج إلى مصادر طاقة مهولة لتشغيل المخ، ومع ذلك فكرة نشر رعب الاستبدال، هو ذاته وسيلة تخويف البشر لركن عقولهم، حتى تكون مساحة سيطرة الشركات التقنية عال.
دعوني أختلف قليلاً معكم مع العلم أنني متحيز بشكل كامل لإمكانيات العقل البشري وقدراته (التي لم يتم تسليط ضوء كافي عليها بعد) ، ويأتي إختلافي أن التقييم الحالي لما يمكن أن يشكله الذكاء الاصطناعي من ضرر محتمل (ليس متكامل) لأننا لا نزال في المراحل الأولية من تطور الـ ai لكن بمجرد أن نصل لمرحلة الذكاء الاصطناعي العام مثلاً وليس حتى الفائق ، ستبدأ المخاطر الحقيقية والبطالة الحقيقية تأخذ شكلها الملحوظ (أنا هنا لا أقوم بالتهويل بأي شكل) ولكن تخيلوا أننا على أعتاب ذكاء اصطناعي عام قادر على الفهم، الإبداع، التعلم من التجربة، وليس مقيدًا بمهمة واحدة مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية (ChatGPT أو أنظمة الترجمة أو توليد الصور).بل قادر على التعلم مثل البشر ولكن بشكل أسرع ، وقادر غلى الإنتاج ولكن بشكل أسرع ((وبنفس الحرفية البشرية)) فلو طلبت من نموذج ذكاء اصطناعي عام AGI كتابة رواية، ثم إصلاح محرك سيارة، ثم التخطيط لرحلة فضائية—سيستطيع فعل ذلك بالتعلم الذاتي والتفكير النقدي، تمامًا كما يفعل الإنسان والأهم في الوقت نفسه ، وهو ما يمكن رصده ببدايات وكلاء الذكاء الاصطناعي فتخيلوا مثلاً لو كنت أنا صاحب شركة وهناك وكيل يقوم بكل مهام قسم كامل من الموارد البشرية أو العمالة الإنتاجية وبنفس الكفاءة بوقت وسعر أقل فلماذا أطلب عامل عادي أو موظف عادي ، وأنا لدي موظف سوبر؟!
بالضبط، هو سيأخذ مكان من قرر أن يقضي عمره في حجز مقاعد للمدير، أو تدريب بعض الموظفين دون أن يكون له دورًا حتميًا في نجاح الشركات إلى الدرجة التي يصعب فيها استبداله.
وهو ما يؤدي بطبيعة الحال لنسبة بطالة علية ومخيفة لأن الكثير من البشر بوقتنا الحالي لا يتمتع أي منهم بتعليم أو مهارة كافية تجعله قادر على إحداث تأثير حقيقي بعمله، لذا لنفكر في مصير هؤلاء بعد أن يجدوا أنفسهم بين يوم وليلة بلا وظائف ، والأخطر أنه لا مكان لهم ، لن يكون أمامهم سوى أن يتحولوا للتشرد أو للتسول أو للجريمة؟ وهذه هي الدفعة الأولى التي ستتأثر .
هذا تماماً يشبه فخ الاعتمادية، حيث تقل فرص الاستقلالية ودور الذات، ونقول إن الشخص غير مؤهل لتسيير حياته بنفسه ويعتمد على من حوله، سابقاً كنا نلوم الأهل على تربية سلبية تجعل الأبناء غير مستقلين ولا يدركون كيف يواجهوا الحياة بأنفسهم.
واليوم علينا أن نتعامل مع منظومة كاملة نلومها على تقنية جعلت مختلف الشرائح تتوقف عن التفكير وممارسة دورها وتوكل كل شئ لنماذج جاهزة وسريعة، إلى أن نستيقظ في يوم ونكتشف أن عقولنا لم تعد تعمل وأنها فقدت القدرة تماماً
هذا الشاب في الحقيقة الذي شارك مقطع فيديو يظهر إعلان لشركة كبيرة أطلقت حملة دعائية تحت عنوان (توقف عن تعيين البشر في الوظائف أنه عصر الذكاء الاصطناعي)
هذا الخوف من الاستبدال له فعلاً ما يبرره لأنني سمعت من أيام ان الصين بنت مصنع عملاق على مساحة أفدنة كثيرة. هذا المصنع ليس فيه بشر وكله مدار بروبوتات تعمل بالذكاء الإصطناعي وهذا المصنع يُراد له أن ينتج كل بضع ثوان هاتف محمول! سمعت الخبر من مصدر موثوق وأظن المصنع في طور الإنشاء وسيعمل في شهور قليلة. فكرت في نفسي وقلت: كم من الأيادي العاملة و الفنيين سيستبدلهم هذا الذكاء الصناعي؟!! الأمر مروع فعلاً!
الصين فيها مستشفي بالذكاء الاصطناعي، ومدينة كاملة توضح شكل حياتنا السنوات القادمة مع الروبوتات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا..ده الواقع للأسف.
حسناً لننتقل للسؤال الأهم بناءاً على هذا النقاش ، أنا أرى أن الخوف من الذكاء الاصطناعي هو أمر عقلاني لأن كل الظواهر الحالية تشير لمستقبل مرعب غير مستقر وغير قابل للتنبأ، والأهم أنه يشهد تغييرات ثورية في كل قطاع بسبب تطور الذكاء الاصطناعي الهائل وهيمنته اليومية على جزء مهم من الوظائف والمهن ، ويمكننا ببساطة النظر لكيف كانت قدرات الذكاء الاصطناعي من عامين مثلاً وكيف هو الآن والطفرة التي حققها بتلك الفترة الوجيزة ، لذا يأتي السؤال المهم ، ماذا عندما تكون الحقيقة تقول أن العالم ليس بحاجة لقدراتك أو مهارتك الحالية لأن ببساطة الذكاء الاصطناعي يقوم بها بنفس الكفاءة فماذا ستفعل حينها ؟
ماذا عندما تكون الحقيقة تقول أن العالم ليس بحاجة لقدراتك أو مهارتك الحالية لأن ببساطة الذكاء الاصطناعي يقوم بها بنفس الكفاءة فماذا ستفعل حينها ؟
عندما تصبح مهارات 99% من البشر بلا قيمة لأن الذكاء الصناعي أكفأ..، أعتقد أننا سنواجه خيارين لا ثالث لهما: إما فوضى اجتماعية عارمة 🤷🏻♂️ (جريمة، فقر، حروب..الخ)، أو إعادة تعريف كاملة لمفهوم المجتمع وحتى الغاية من الحياة. ربما سنضطر إلى تبني مفاهيم مثل البحث عن قيمة الإنسان ليس في "إنتاجيته"، بل في "إنسانيته" نفسها: قدرته على الحب، الفن، الفلسفة، والتواصل.. يعني الفكرة، لو أن الأرض كانت مكونة من الذهب بدل التراب، فستصبح كومة تراب أغلى من الذهب وقتها! اهههه
هذه واحدة من أفضل الإجابات التي قابتلها بالحقيقة ، وتكمن جماليتها ليس في تبني الجانب الدستوبي المحتمل للمستقبل المرعب، ولكن في تلك الجزئية بالتحديد :
ربما سنضطر إلى تبني مفاهيم مثل البحث عن قيمة الإنسان ليس في "إنتاجيته"، بل في "إنسانيته" نفسها: قدرته على الحب، الفن، الفلسفة، والتواصل.. يعني الفكرة، لو أن الأرض كانت مكونة من الذهب بدل التراب، فستصبح كومة تراب أغلى من الذهب وقتها!
وهذا المسار الجديد من طريقة التفكير ربما يكون هو إنقاذ حقيقي للإنسانية من خلال [إعادة التعريف] لمفهوم وقيمة الإنسانية ، ربما حتى يكون الذكاء الاصطناعي قادراً على التعاون مع البشر جنباً إلى جنب وتغطية تلك المناطق بشكل فعال (الفن - العلم - الحب - التواصل) وربما حتى أبتكار طرق في كلاً منهم تساعد الإنسان على التواصل مع نفس وانسانيته بشكل أعمق ، كان طرحك للإجابة أشبه بفكرة تناولها العبقري المصري في الذكاء الاصطناعي محمد جودت في واحد من البودكاست التي استمعت إليها وكيف يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيداً للبشرية إذا تجاوزنا بسلام تلك المرحلة الانتقالية المخيفة التي نمر بها الان، ولكن صدقني الصعوبة تكمن أن البشر لن يكونوا متعاونين للوصول لهذا المفهوم ، وهو ما يجعل السيناريو الدستوبي المخيف للمستقبل حيث تعم الفوضى والجرائم والشغب هي السيناريو الأقرب لأن يعبر عن الواقع لان لا أحد يشعر أنه لا يجد ما يقدمه أو أن يعمل فيما يمهر فيه وسيجلس بسلام وتوافق تام حتى يعيد تعريف الأشياء حوله.
الذكاء الاصطناعي لا يحتاج أن يشن حربًا على البشر كما في أفلام الخيال العلمي، يكفيه أن يحل محلهم في المهام تدريجيًا، تحت شعار الكفاءة والتطوير. الخطر الحقيقي أنه يمنحك رفاهية وراحة مؤقتة، بينما يسحب منك تدريجيًا دورك، قيمتك، وقدرتك على المنافسة. النتيجة النهائية قد لا تكون انفجارًا دراميًا، بل اختفاء بطيئًا لدور الإنسان في الحياة العملية والاجتماعية
التعليقات