أكثر ما يجذبني في الأعمال الفنية هي تلك المبنية على قصص حقيقية، وإذا كان العمل من فئة الأعمال الرومانسية، فسنتوقف قليلا، فالمبالغات في تلك النوعية تكون بالنسبة لي مضجرة وغير ممتعة بالمرة، ولكن عندما نرى قصة حقيقية تخص زوجين عاشقين، تنقلب حياتهما بعد تعرضهما لحادث، فتفقد الزوجة ذاكرتها، ولكن فقط تلك الفترة التي تخص وجود زوجها في حياتها، وما قبل ذلك تتذكره جيدا، ونرى زوجها يفعل المستحيل لكي تتذكر أيامهما معا، سنجد أن بعض المبالغات ربما لها وجود في الواقع.

الزوج فكر أن يجعلها تعيش كل الذكريات الجميلة التي جمعتهما مرة أخرى، الذهاب لنفس الأماكن وفعل نفس الأشياء، ليساعدها على التذكر، ولكن بعدما تفشل محاولاته في جعلها تتذكر، يقرران الانفصال، ولكن يبتسم الحظ مرة أخرى له عندما تقرر حبيبته أن تقابله، وهذه المرة بدلا من أن يعيدان عيش ذكرى جميلة سابقة لهما، قرر الزوج أن يذهبان لمكان جديد وخلق بداية جديدة بذكريات جديدة.

وأثار هذا تساؤلي، ماذا لو سنحت لي الفرصة وخُيرت بين أن أعيش مجددا أجمل ذكريات حياتي أو أن أعيش ذكريات وتجارب جديدة، فماذا سأختار! أعتقد أن الأمر كأن يخيرني أحدهم « هل تفضلين رؤية فيلمك المفضل للمرة الألف أم رؤية عمل جديد للمرة الأولى؟» أعتقد أنني سأحتار، من جهة سأفضل أن أرى شيء قد عاهدته ومتأكدة من شعوري بالسعادة لرؤيته مجددا، ومن ناحية أخرى هناك جانبي الذي يمل كثيرا ويرغب دائما في تجربة ما هو جديد، سيظل الجانبان يتصارعان، تارة يفوز هذا، وتارة يفوز الأخر.

ولكن في الحياة، لا توجد الكثير من الخيارات، أو الفرص للاختيار، فإذا ما عرضت عليكم فرصة واحدة للاختيار من بينهما، ماذا ستختارون؟ هل أن تعيشوا أجمل ذكريات حياتكم مجددا أو أن تعيشوا ذكريات وتجارب جديدة؟ ما الخيار الأقرب لقلبكم؟