تحيّز الثقة المفرطة - Overconfidence Bias: كيف يؤثر على سلوكنا واتخاذنا للقرارات؟

قابلت الكثير منهم في حياتي، وعادة ما أقوم بجعلهم يجربون الأمر لكن حتى الحد الذي لا يؤذيهم أو بمعنى آخر: لا يصل الأمر إلى الطريق الذي لا رجعة فيه.

لأن الإنسان بطبعه عنيد مغامر لا يحب إلا التجربة ومتعة المحاولة وأنا أعطيه هذا بسهولة فيعود منه بسهولة.

هو شئ بين المرء ونفسه، لايوجد إنسان يرى نفسه مخطئ أو على خطأ وإلا فسيعمل على تغييره أو على الأقل يعترف بخطأه، ولكن مع الوعى والنضج تصبح الثقة بحدود ويأخذ وقته أكثر فى التفكير وفى دراسة الأمور وهكذا حينما يأخذ الإنسان وقته فى دراسة الأمور والتأنى فيها ينضبط لديه الأمر.

خلال متابعتي لبرنامج "تحقيقات الكوارث الجوية"، كانت بعض الملاحظات حول أسباب تلك الحوادث هي الثقة المفرطة سواء للطيار او فريق الصيانة او شركة الطران نفسها، فكانت كثير من الحالات سببها ثقة الطيار بنفسه وعدم استماعه لتحذيرات مساعد الطيار أو الاستجابة لتخذيرات برج المراقبة، نتيجة ثقته المفرطة بنفسه وأفكاره.

ما هي المقترحات الأخرى التي ترونها تصلح ليعالج الشخص هذا النوع من التحيزات

بالنسبة لمن يعانون من هذه الحالة لا اعتقد انهم قد يقتنعون في كثير من الأحيان بأنهم على خطأ أو بحاجة للمساعدة، فهنا يأتي دور من حولهم كالمراقبين والمديرين في مكان العمل بملاحظة أداء هؤلاء وتقيمهم باستمرار وإجبارهم على اتباع إجراءات معينة قبل إتخاذ أي قرارات فردية قد تؤثر على الآخرين بأي صورة.

عزيزتي رغدة في بعض الحالات هنا يكون الظاهر هو الثقة المفرطة ولكن الباطن مؤسف ومؤلم، فقد رأيت الكثيرين داخل الجلسات النفسية اتخذوا قرارات مصيرية دمرت حياتهم لمجرد أنهم لا يمتلكون الطاقة والتركيز الكافي لإدراك القرار وفهمه ودراسة خطواته وتأثيره، أعلم أن نقص أو فرط الثقة مشكلة كبيرة ولكن تكون لها أسباب أخرى غير عدم القدرة على تقدير الذات وفهم إمكانياتها.