هذه الجملة تحديدا ليست بجديدة أو مستحدثة، ولكنها تعود لأكثر من 2000 سنة، عندما تناولها سقراط في فلسفته وذكر أن المعدة هي بالفعل أصل لكل الأمراض. ولكن هل يمكننا التصديق على ذلك بنسبة 100 %؟
هناك علاقة وثيقة ومعقدة بين الجهاز الهضمي والمخ بسبب التوصيل بينهما عبر العصب الحائر (العصب العاشر)، وبسبب تحكم المعدة في إنتاج أو تحفيز خروج بعض الهرمونات والنواقل العصبية، ومنها السيروتونين (90 % من إنتاجه في المعدة) وهو المسؤول الأساسي في معظم الاضطرابات المزاجية كالاكتئاب، اضطراب ثنائي القطب، القلق، لذلك في الحالات المصابة بتلك الاضطرابات، يجد الأطباء اختلافا في التكوين البكتيري المعوي لهم من خلال التحاليل.
ولكن التكوين البكتيري هنا ليس المشكلة بالطبع، بل إن وجوده مهم للغاية للتخلص من السموم في الأغذية وهضم العناصر المفيدة وحتى تقوية المناعة، لكن المشكلة تكمن حين يتغير ذلك التكوين البكتيري أما تبعا لتغير النظام الغذائي غير صحي بشكل كبير (كاحتوائه مثلا على نسب دهون عالية جدا طوال الوقت) أو وجود بعض الاضطرابات العقلية المزمنة، أو وجود التهابات مزمنة شديدة نتيجة لنفاذية المعدة لبعض السموم، كل تلك العوامل تساهم كعوامل خطر لحدوث اضطرابات نفسية أو مناعية مختلفة.
لذلك أجد دائما النصائح الخاصة بالاهتمام بنظام صحي غذائي مهمة للغاية، ليس فقط كونها نوعا من الرفاهية مثلا، بل هي أحيانا تكون العامل الأساسي في التعامل مع بعض الأمراض، كالتصلب المتعدد مثلا. وفي دراسة أخرى وجدتها باهرة جدا، أوصى طبيب بعض المرضى الذين يعانون اضطرابا اكتئابيا يسمى بالملنخوليا أو السوداوية (Melancholy) بتناول بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة جيدة من البروبيوتك (أي أطعمة تحتوي على بكتيريا حية نافعة للجسم) مثل منتجات اللبن المخمرة (الزبادي، اللبن الرائب) بعض أنواع المخللات الطبيعية والفطر، ووجد نتيجة صدمته، فالمرضى جاءوا وهناك تحسن بسيط في أسلوب تقبلهم للحياة بل حتى حاولوا الابتسام!
ما رأيكم في هذا الموضوع؟ وهل تتبعون نظاما صحيا غذائيا يساعدكم على الحفاظ على حالة نفسية جيدة ويقيكم من الإصابة ببعض الأمراض؟
التعليقات