"كمْ تبدو لي شؤون الحياة كلّها..مضجرةً، هامدةً، كاسدةً ولا نفعَ فيها" جزء من مناجاة هاملت.

ما الذي نستطيع استنتاجه من جملة هاملت السابقة؟ الجملة توحي بأمر واحد وهو عدم قدرته على الاستمتاع بأي شيء في الحياة وكل الشؤون بالنسبة له لا قيمة لها، وهذا العرض تحديدًا هو جوهر اضطراب الاكتئاب.

في الأغلب يتغافل بعض الأطباء عن تشخيص عرض انعدام التلذذ، لأنه قد يتشابه مع شعور الملل برغم الفارق الكبير بينهما، فمثلًا في حالة غياب الاكتئاب، نجد أنفسنا لدينا القدرة على الاستمتاع بأشياء ك: رائحة القهوة في الصباح، الخروج والتمشي لفترة مع أحد الأصدقاء، سماع أغنية نفضلها، كل تلك الأشياء هي أحداث بسيطة جدًا ولكن من خلالها نستطيع قياس قدرتنا على الشعور بالتلذذ أو الاستمتاع بشكل عام.

اضطراب الاكتئاب يعتبر أكثر الاضطرابات تنوعًا في الأعراض والعلاجات، وذلك لتنوع الأسباب وطرق الحدوث ودرجة الاكتئاب، فلو نظرنا لأكثر الأعراض شيوعًا نجد مثلًا: الشعور بالحزن، الشعور بالذنب بشكل مبالغ وانعدام الشعور بالقيمة الشخصية، اضطرابات الأكل والنوم، بعض الأفكار الدخيلة السلبية التي قد تتخللها أفكار انتحارية، كل ذلك يعتبر أعراضًا مهمة ولكنها مشتركة في عدة اضطرابات نفسية مختلفة، ما يميز الاكتئاب بشكل كبير هو فقدان تام للشعور بأي استمتاع مهما كان الأمر، حدث صغير أو كبير، كل الأحداث تتساوى في نفس اللاشعور. لو نظرنا لبعض الأسباب التي قد تؤدي لهذا الشعور من واقعنا سنجد العديد منها، فقدان الوظيفة والاستمرار لمدة طويلة في الشعور بالأرق والضيق، أحداث مؤلمة وصدمات كوفاة شخص نحبه نتيجة لحادث مؤلم، وبعض السيدات بعد الولادة وخصوصًا لو كانت ولادة متعسرة.

في بعض الأحيان تشخيص انعدام التلذذ قد يعني عدم استجابة الشخص للعلاجات وأنه قد يحتاج لتغيير البروتوكول أو استخدام أساليب علاجية مصاحبة.

هل واجهتوا فترة من فقدان الشعور بالاستمتاع سابقًا أو شاهدتوا أحد الأقرباء يمر بهذه المرحلة؟ وكيف يُمكن التغلب على هذا الشعور؟