مصحة أم سجن؟ عن الشحن الإجباري في المصحات النفسية بمصر

ربما من الضروري في البداية العمل على تحسين عمليات التقييم للتأكد من أن الشحن يتم فقط في الحالات التي تستدعيه، ويجب أن يكون هناك اهتمام خاص بالحالات التي قد تكون أكثر عرضة للتأثر النفسي مع تعزيز التواصل بين الفرق الطبية والمرضى وأسرهم لتوضيح أسباب الشحن وتقديم المعلومات بطريقة مفهومة وداعمة، يمكن توفير مستشارين نفسيين للمساعدة في التعامل مع التحديات النفسية.

على المصحات توضيح عملياتها وسياساتها للمرضى وأسرهم، بما في ذلك الشروط التي تستدعي فيها الشحن. كما يمكن تشجيع المشاركة الفعّالة للمريض في وضع خطط العلاج زكذلك العمل على تدريب الفرق الطبية على التعامل مع المرضى بحساسية واحترام، وتقديم الرعاية النفسية الملائمة لكل حالة. يمكن أن يكون تفهم السياق الثقافي والاجتماعي للمريض مفيدًا أيضًا.

والأهم العمل على زيادة زيادة الرقابة والتشدد في معايير ترخيص المصحات النفسية لضمان أنها تلتزم بمعايير الرعاية والأخلاقيات المهنية.

أكيد أن هكذا تصرف هو أمر غير مقبول من طرف أي عائلة مهما حدث لأحد أفرادها، خاصة إن كان الأمر غير متأكد منه، فإن كانت توجد هنالك حالة مرضية يمكن قبل شحنها أن يتم إحضار طبيب نفساني مختص ويبدأ العلاج النفسي داخل منزله، وإلى حين إنتهاء التشخيص النهائي للمريض ورؤية طبيعة تعامله وأخذ رأي عائلته، هنالك وفي تلك الحالة يمكن شحنه للمصحة خاصة في حالة ما كانت تصرفاته قد تؤذي من حوله. وبالطبع أن يتم التعامل مع الحالة بإنسانية وأخلاقية وليس بوحشية لأنها ستعقد الأمور وتجعل من المريض أكثر عنفا وقساوة فيما بعد.

أعتقد أن في مثل هذه الحالات وجب التحدث مع الشخص بعقلانية أولا و محاولة فهم طريقة تفكيره، ربما الأمر فقط سوء فهم بين الأفراد، و إذا كان الأمر معقد قليلا يمكننا الإستعانة بطبيب نفسي لحل المشكلة فالأمور تبدأ هكذا دائما خطوة بخطوة و ليس إستدعاء الشحن مباشرة.

لم أكن أعلم عن هذه الآلية والطريقة التي يتعاملون بيها لأخذ المرضى من بيوتهم وهذا إذا كانوا مرضى من الأساس، ولكن من المفترض ألا يكون الأمر عشوائيا بهذه الطريقة أو بهذه السهولة، أعني كيف بمجرد مكالمة هاتفية يأتون لأخذ أحد لمصحة نفسية! من المفترض مثلا أن تكون هناك عدة أسئلة معدة من قبل المختصين يتم سؤالها عند الابلاغ عن أي حالات وإذا تطابقت الأجوبة مع مواصفات الحالات التي تستدعي دخول المصح تتم عملية النقل، أول سؤال مثلا يجب أن يحدد إذا كان المريض في حالة خارجة عن السيطرة يأذي أو خطر على من حوله أو نفسه، فهذه الحالات لها ضرورة قصوى أما ما دون ذلك، فمن المفترض أن يكون هناك دور أكثر وعيا من قبل عائلة المريض، يجب أن يتواصلوا أولا مع طبيب مختص ويطلبوا منه استشارة، ثم تكون هناك مقابلة بين المريض والطبيب المختص وهو من يحدد بعدها إذا الحالة تحتاج دخول المصحة أم لا، هكذا يتم الأمر بطريقة أكثر نظاما وحفاظا على حقوق المريض.

مع الاسف أحيانا يحدث هذا الأمر من بعض الأخوة مع أخواتهم البنات أثناء تقسيم الميراث لإثبات عدم أهليتها والاستيلاء على ميراثها وسؤالك هذا يطرح سؤالا آخر ما هي حدود الأهلية التي يسمح بها القانون وهل تكفي مكالمة تليفون لاعتباري فاقدة للأهلية ويتم جري وشحني لمصحة نفسية

أنا أرى أنه لا بد من وجود تقييم نفسي قبل هذه الخطوة بواسطة طبيب أو معالج نفسي لتحديد أهلية الشخص وهل هو مريض أم أن هذا الإدعاء كاذب وكيدي لوجود أسباب آخرى

للأسف مع وجود قانون خاص بهذا الشأن يعطي الحق في ذلك، ولكن لا بد من وضع ضوابط محددة، بأن يتم أولا التأكد من المصدر، التأكد من أن الحالة تستدعى النقل، عن طريق لجنة إستقصاء قادرة على دراسة الحالة مع سؤال ذويها.

غريب هذا الأمر! من أهم القواعد أصلًا التي يجب اتباعها في هذه الحالات أن يكون هناك تحرّي وتتبع لكل حالة على حدا وعدم اتخاذ أي قرار قبل التحقق من الحالة والتأكّد منها. وما يفيد في هذا المجال أن يكون هناك توعية وتثقيف للأفراد حول أعراض الأمراض النفسية وتصحيح المغالطات والمفاهيم الخاطئة حول المرض النفسي.ومن ثمّ هناك واجب أكبر على الجهات المعنيّة بالحجر حيث عليهم أن يتبعوا آليات تقييمات فعّالة من قبل فرق متخصصة بالإضافة إلى توفير التدريب اللازم للجهة المعنيّة بالشحن.

لاأعلم كيف هو القطاع النفسي في مصر

لكن بشكل عام .. الخدمة الصحية النفسية في عالمنا العربي ، بحاجة كثيرا للدعم والإرتقاء

فسجن المريض ، دون إعادة تأهيله وتلقيه العلاج المناسب ، مشكلة أخرى

حتى الكثير من الأهالي لايعلمون أصلا ماهو المرض النفسي ، ويكتفون بتجاهل الأمر أو عرضه على شيوخ

أتفق معك تمامًا في أن فكرة الشحن الإجباري هي فكرة مثيرة للجدل، ويمكن أن تؤدي إلى نتائج سلبية على المريض.

من ناحية، هناك حالات فعلاً قد تستدعي الشحن، مثل الحالات التي تكون فيها حياة المريض أو الآخرين في خطر، أو الحالات التي يكون فيها المريض غير قادر على العناية بنفسه. في هذه الحالات، قد يكون الشحن هو الطريقة الوحيدة لضمان سلامة المريض وتلقيه العلاج.

من ناحية أخرى، هناك حالات لا تستدعي الشحن، مثل الحالات التي يكون فيها المريض مدركًا لاحتياجاته ورغباته، ويمكنه اتخاذ قراراته بنفسه. في هذه الحالات، يمكن أن يؤدي الشحن إلى صدمة نفسية كبيرة للمريض، وقد يجعله أكثر مقاومة للعلاج.

ولذلك، أعتقد أن هناك الحاجة لبعض الضوابط:

يجب أن تكون عملية الشحن الإجباري مقيدة بمعايير محددة، مثل أن يكون المريض يشكل خطرًا على نفسه أو الآخرين، أو أنه غير قادر على العناية بنفسه.

يجب أن يكون بأمر من قاضي، بعد التأكد من استيفاء المعايير المطلوبة.

الشحن من قبل فرقة متخصصة، تكون مؤهلة للتعامل مع الحالات النفسية الصعبة.

التعامل مع المريض باحترام وإنسانية، حتى لو كان غير مدرك لاحتياجاته ورغباته.

أقترح أيضاً بعض الأشياء مثل

توفير خدمات الدعم النفسي في المنزل أو المجتمع المحلي، بحيث يمكن للمريض تلقي العلاج دون الحاجة إلى الحجز في مصحة نفسية.

توفير برامج تدريبية للعائلات والأقارب حول كيفية التعامل مع الحالات النفسية الصعبة.

أعتقد أن هذه الحلول البديلة يمكن أن تساعد في تقليل الحاجة إلى الشحن الإجباري، وتجنب الآثار السلبية التي يمكن أن يسببها على المريض.