جهاز المناعة هو خط الدفاع الأساسي للجسم، الذي يتوجب عليه معرفة الأجسام الدخيلة على أجسادنا ومهاجمتها كما يفعل الجيش حماية لبلاده، سواء كان هذا الجسم الدخيل بكتيريا أو فطر أو فيروس أو حتى جُسيم مادي كما في حالة الشظايا أو غيرها من الأجسام التي لا يُفترض وجودها في جسمنا، والتي يتولى جهاز المناعة التخلص منها ومحاربتها.

لكن في بعض الأحيان يخطئ جيش المناعة الأمر لخلل فيه، فيبدأ بمهاجمة أجسام ليست غريبة لكنه تعرف عليها وكأنها جسم دخيل، وهو ما يعرف باسم "المرض المناعي"، مثل الذئبة الحمراء SLE والتصلب المتعدد MS وحمى البحر المتوسط والروماتويد وحتى الربو والسكري من النوع الأول وغيرها من الأمراض المصنفة كخلل في جهاز المناعة.

الأمر كان موجودا منذ زمن بعيد، لكن الأمراض المناعية زادت بكثرة وتنوعت في الفترة الأخيرة، فما هو سبب زيادتها؟

هناك عدة تفسيرات لهذا الأمر سنذكر بعضها هنا:

  • تقدم الطب أدى لتقدم طرق التشخيص، فما كان الناس سابقا يعدونه "حسد" مثلا أو "مس من الجن" أصبح اليوم مرض يمكن تشخيصه طبيا على عكس السابق كما هو الحال في مرض الصرع، ولذلك يبدو وكان الأمراض زادت لكن الحقيقة أن التشخيص هو ما أصبح أدق.
  • زيادة الملوثات في الهواء والألوان الصناعية والمواد الحافظة في الطعام أدى إلى إضعاف المناعة واستهلاك الجهاز المناعي في أجسادنا مما أضعفه وبالتالي كانت النتيجة في بعض الأشخاص أنه أصبح يعمل بصورة عشوائية ظهرت في شكل مرض مناعي.
  • بعض الطفرات الجينية قد تولد أمراضا مناعية وهو أمر لا يمكن توقعه ولا تلافيه.
  • زواج الأقارب بكثرة يعمل على زيادة الأمراض المناعية في العائلة التي يكثر فيها زواج الأقارب؛ ويرجع ذلك إلى كون بعض الأمراض موجودة بصورة متنحية ولا تظهر على الشخص نفسه، لكن مع تزاوج الأقارب جيل بعد جيل تظهر الصفات المتنحية هذه ويظهر المرض المناعي وهو الملحوظ في العائلات التي يكون زواج الاقارب قاعدة أساسية عندها لأجيال طويلة.
  • الأدوية المؤثرة على جهاز المناعة سلبا أو إيجابا مع تكرار الاستخدام قد تولد خللا في الجهاز.

الحقيقة أن عمل جهاز المناعة مهم، لكنه إن عمل أكثر من اللازم أصبحت مشكلة كما ذكرنا.

في رأيك هل هناك أسباب أخرى قد تكون ساهمت في زيادة الأمراض المناعية؟ وما هي أكثر الأمراض المناعية التي تجدها منتشرة حولك، وكيف تعمل على تقوية جهازك المناعي؟