ما هي الحيل النفسية التي يستغلها أحد أطراف العلاقة للتأثير على الطرف الآخر؟

هنالك العديد من المشكلات المجتمعية التي تؤدّي إلى انتهاء عدد لا يحصى من العلاقات في هذا الصدد، ومن أبرز أسباب هذه المشكلات في رأيي هو الاعتماد شبه الرئيسي في الوقت الحالي على الإنترنت والتكنولوجيا بشكل عام في سهولة الوصول إلى الأشخاص بشكل عام. كان من الممكن في الماضي أن يختفي الشخص لفترة من الوقت دون أن يتحقّق الآخرون من ذلك. لكن الآن، يمكننا أن ننبه الجميع عن اختفائنا بشكل ملحوظ للغاية في غضون دقائق أو أقل من يوم، وبالتالي يمكن لأي شخص أن يتلاعب بالآخر إذا ما تسنّت له الفرصة لذلك.

بالنسبة لأبرز الحيل النفسية في هذا الصدد كمثال أود طرحه هو التلاعب بالأشخاص عن طريق التفاعل عبر السوشيال ميديا كمثال، حيث أن الإنسان أصبح لديه العديد من الحيل في هذا الصدد التي تجعل سلوكه ملحوظًا من الأشخاص الآخرين، ومن أبرز هذه الطرق مراقبة الأشخاص والتفاعل على صورهم بطريقة أو بأخرى، وتوجيه المنشورات المشاكسة للآخرين بدون ذكر أسمائهم، وغيرهما من الطرق المكروهة التي تولّد مشاحنات لا طائل منها ولا عدد لها بين الأشخاص. أرى أن هذه هي أبرز الطرق المعاصرة التي تحوّل أي علاقة بين شخصين إلى علاقة سامّة في أسرع وقت ممكن.

والآن أخبروني عن الحيل النفسية التي باعتقادكم أنها تحول العلاقة إلى علاقة سامة، وكيف يمكن للشخص معرفة ما إن كانت علاقاته صحية أم سامة؟

تُعرّف الدكتورة ليليان غلاس، "العلاقة السامة" بأنها عبارة عن "علاقة بين أشخاص لا يدعمون بعضهم البعض، حيث يوجد صراع ويسعى أحدهم إلى تقويض الآخر، وحيث توجد منافسة وحيث يوجد عدم احترام ونقص في التماسك".

وبناء على هذا التعريف فإن الحيل التي يستخدمها أحد طرفي العلاقة أو كلاهما تتلخص في:

عدم الوقوف بجانب الطرف الآخر ودعمه حينما يكون بحاجة إلى ذلك الدعم.

تقييد حرية الطرف الآخر وعدم إعطائه مساحة شخصية.

انعدام الاحترام المتبادل والمنافسة لبيان من هو الافضل من الآخر، كما أن أحدهم لا يتمسك بالآخر كما يجب.

وهناك بعض الحيل الأخرى أيضا تتمثل في:

سرعة الغضب والانفعال: هناك سلوك كلاسيكي يعتمده الشريك السام وهو عبارة عن"السيطرة عن طريق التخويف".

الشعور بالذنب: في هذا النوع من العلاقات، يقوم الشخص بالسيطرة على قرارات الطرف الآخر من خلال إثارة شعوره بالذنب والتقصير، فالتحريض على الشعور بالذنب مصمم للتحكم في سلوككم حتى يحصل شريككم السام على ما يريده منكم.

المبالغة في ردود أفعاله: عند توجيه اللوم له، يبالغ الشريك السام في ردود أفعاله ويغرق في الغضب أو الحزن والإحباط، فيجد الطرف الآخر نفسه يهدئه بدلاً من مناقشة المشكلة الرئيسية، والأسوأ أنه يشعر بالغضب من نفسه وبأنه كان "أنانياً" لدرجة أنه أزعج شريكه.

لقد فتحتِ المجال لشئ هو من أكثر الأشياء تكرراً، والأشياء التي تم ذكرها في مساهمتك أراها إلى حدٍ ما دقيقة وتحدث في معظم العلاقات "السامة" الاي نسمع بها في محيط الأقارب والأصدقاء او حتى على السوشيال ميديا.

من الحيل التي يعتمدها أحد الأطراف كذلك

-دور "الضحية"

ويسبب ذلك للطرف الآخر الأذى النفسي عن طريق الإدعاء بأنه أذاه او أن الخياة والظروف صدع وهكذا، مما يحعله الكرف الأكثر استفادة في العلاقة، مع العلم بأنه لا يكون هناك أذى أصلاً، فالذي يعيش دور "الضحية" يستمتع بتعاطف القريبين منه، ويعيش حياته مستمتعاً بعيداً عنهم.

وقد قابلت أشخاصا ًبتلك الكيفية ولكنني ابتعدت عنهم وعملت على ان تكون علاقتي معهم سطحية.

والعلاقة السامة من وجهة نظري هي العلاقة التي فيها شخصٌ يعطي دائماً وشخص آخر يأخذ دائماً، فمثل تلك العلاقات مؤذية جدا للشخص المعطاء ومع أول تقصير غير مقصود منه يشعره الطرف الآخر بأنه شخص سئ.

كما أنه لا شئ يستمر إن لم يكن متبادل.

من أهم السلوكات التي تحول العلاقة الى علاقة سامة مايلي:

السخرية والإهانة: في هذا النمط، يقوم أحد الأطراف بالتقليل من شأن الآخر بشكل مستمر، بمعنى آخر، فإنه يعتبر أن ما يقوله الطرف الثاني وما يعبر عنه من أفكار ومعتقدات هي مجرد أمور سخيفة وغبية.

فالشريك السام لن يتوقف عن السخرية منكم وإحراجكم أمام الآخرين، وعلى الرغم من استيائكم ومطالبتكم المستمرة بالتوقف عن إهانتكم، إلا أنه سيواصل سلوكه زاعماً بأنه يمزح، لا بل قد يتهمكم بأنكم تفتقرون لحس الدعابة، هذا ويحاول الشريك السام أن يبسط سيطرته عليكم ويكون هو دائماً صاحب القرارات، وفي حال استمر هذا السلوك لفترة طويلة، فقد تشعرون بانعدام الثقة وبأنكم عاجزون عن اتخاذ أي قرار بدون العودة إليه.

واللافت أن هذا النوع من الأفراد السامين يخبرونكم باستمرار بأنكم محظوظون لوجودهم في حياتكم، لكونه لا يوجد شخص آخر قد يتقبلكم، والهدف هو هز ثقتكم بأنفسكم حتى لا تتمردوا على سيطرتهم المطلقة على العلاقة.

سرعة الغضب والانفعال: هناك سلوك كلاسيكي يعتمده الشريك السام وهو عبارة عن"السيطرة عن طريق التخويف".

غالباً ما يكون لدى الشخص السام مزاج متقلب لا يمكن التنبؤ به، فيشعر الطرف الثاني في علاقته معه وكأنه يسير "فوق قشر البيض"، بحيث أنه لا يعرف أبداً ما الذي قد يغضبه.

هذه الحاجة المستمرة لليقظة، وعدم القدرة على معرفة ما الذي سيؤدي إلى فورة غضب الآخر، قد تؤثر على صحتكم العاطفية والجسدية.

الجدير بالذكر أنه نادراً ما يظهر الشريك السام هذا الجانب العصبي للعالم الخارجي، بحيث أنه غالباً ما يُنظر إليه على أنه انسان لطيف ومن السهل الوقوع في إعجابه.

الشعور بالذنب: في هذا النوع من العلاقات، يقوم الشخص بالسيطرة على قرارات الطرف الآخر من خلال إثارة شعوره بالذنب والتقصير، فالتحريض على الشعور بالذنب مصمم للتحكم في سلوككم حتى يحصل شريككم السام على ما يريده منكم.

المبالغ في ردود أفعاله: عند توجيه اللوم له، يبالغ الشريك السام في ردود أفعاله ويغرق في الغضب أو الحزن والإحباط، فيجد الطرف الآخر نفسه يهدئه بدلاً من مناقشة المشكلة الرئيسية، والأسوأ أنه يشعر بالغضب من نفسه وبأنه كان "أنانياً" لدرجة أنه أزعج شريكه.

الشريك الاعتمادي: إحدى طرق التحكم السام هي أن يكون أحد أطراف العلاقة يعتمد على الطرف الآخر في اتخاذ جميع القرارات، لكنه في المقابل سيتعامل بعدوانية إذا كان القرار المتخذ "خاطئاً" من وجهة نظره، أو لا يناسبه.

مثل هذا النوع من العلاقات السامة يخلق شعوراً مستمراً بالقلق والتوتر نتيجة الخشية من اتخاذ القرارات الخاطئة، بالإضافة إلى الشعور بالإرهاق نظراً لاضطرار أحد الطرفين اتخاذ جميع القرارات.

الشريك المستقل: قد يخفي المرء سلوكه المسيطر السام من خلال الزعم بأنه "إنسان حر ومستقل، لا يسمح لأحد بالتحكم بحياته"، الأمر الذي يجعله يتفلت دائماً من مسؤولياته ووعوده، وبالتالي فإن هذا الشخص قد يعمد إلى التحكم بكم عن طريق إبقائكم غير متأكدين مما سيفعله.

هذا النوع من العلاقات يجعلكم في حالة دائمة من انعدام الأمان والاستقرار، نظراً لعدم قدرتكم على التنبؤ بتصرفات الشريك، أو بمدى التزامه العاطفي تجاهكم، الأمر الذي سيؤثر بقوة على صحتكم النفسية والعاطفية والجسدية.

من منا لا يرغب في علاقة صحية خالية من أي ضغط نفسي أو إرهاق،

لا شك يا شيماء أن الجميع يسعى لذلك، ولكن الواقع أثبت أن هذا المطلب بات نادرًا و بالفعل من يحظى بمثل هذه العلاقات يكون محظوظًا وعليه تقديرها.. ولكن مثل هذه الشخصيات يستحيل تغييرها حتى وإن لجأت للأطفاء والاخصائيين النفسيين، وهذا ما يجمع عليه أصحاب الاختصاص حيث يرون أن النرجسي يعلم تمامًا أنه كذلك ولا يود الخروج من هذه الدائرة كونه أعلى من كل ما حوه ويعتقد أن لا أحد يمكنه فهمه..

والآن أخبروني عن الحيل النفسية التي باعتقادكم أنها تحول العلاقة إلى علاقة سامة، وكيف يمكن للشخص معرفة ما إن كانت علاقاته صحية أم سامة؟

أجد أن الصمت العقابي من أهم الحيل المستخدمة من قبل هذه الشخصيات، حيث يمارس الشخص السام من خلال صمته أقسى أنواع العنف على ضحيته؛ بحيث يجعل الضحية تعتقد أنها مذنبة! ويدخلها في متاهات الأسئلة حول الجرم الذي ارتكبته، من شأن ذلك أن يفقدها ثقتها بنفسها، ورويدًا رويدًا يمكنه أن يخل اتزانها.

لذا من الواجب التوعية بهذا الأمر، والحمد لله انتشرت مؤخرًا الكثير من المحتويات التي تتحدث عن هذه الحيل؛ حتى ننتبه لها و نوقف أعداد الضحايا قدر المستطاع.

ويمكن أيضًا اعتبار الكذب حيلة في هذه العلاقات لاننا نتحدث عن طرفين غير متكافئين من حيث القوة فالشخص الذي يتعامل مع الشخصية السامة غالبًا ما يكون إنسانًا بريئًا وخبرته في الحياة بسيطة أو متواضعة وعادة هذه الشخصيات تنجذب نحو من يشعرون معه بالقوة فيأتي الشخص السام ويحتال عليهم ربما بالكلمات المعسولة أو بالقصص الخيالية أو الكذبات المحبوكة وحين يدخلون المصيدة بأرجلهم يكتشفون الأمر ولكن ما الجدوى!

استغلال نقاط ضعف الآخرين يسعى النرجسيون خاصة لاستغلال ضعف الآخرين حتى يضربون على هذا الوتر كلما شعروا بالجوع والرغبة بأكل وجبة دسمة من أعصاب الذي أمامهم، هم يقتاتون على أوجاع الناس ولا يفرقون بين قريب وبعيد لكنهم دومًا بحاجة إلى حاشية تدعمهم وتصفق لهم لذا فقد يحافظون على حلقة قريبة منهم ما تسمى "القرود الطائرة"

أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال : فالعلاقة السامة ليست بحاجة لإشارات هي تخبر صاحبها بأنها سامة وتجعله يبدو أكثر حزناً، منطفئ، يعيش في حالة دفاع مستمر، تأنيب ضمير، يشعر بعدم تقدير الذات، يحارب من أجل الحصول على رضا الآخر ... لقد تعبت نفسيًا وأنا أكتب عن هذا! فكيف لو كنت سأعيش مثل هذه العلاقة كان الله بعونهم.. ولو كنت مكانهم وكان علي استكمال العلاقة لأي سبب من الأسباب سأحول العلاقة لعلاقة عقلية تماماً لا وجود للمشاعر فيها وأتعامل فقط بشعور الشفقة على هذا المريض حتى أستطيع تقبل حيله دون التأثير على نفسيتي وشخصي.

اضف إلى ما تفضلتي بذكره

الاهانة بصورة مستمرة للطرف الآخر، ثم ادعاء أنه كان يمزح معه، وخاصة أمام الناس. هذا وإن بدا طبيعيًا للبعض إلا أنه يحيل حياة الشخص المتعرض للإهانة لجحيم وخاصة مع تكرر الأمر

التسفيه من آرائك بحجج قوية، أو حتى واهية بحيث تشعرك بأنك غبي لا قدرة لك على التفكر بشكل سليم، وأنه هو الشخص العبقري الذي لا غنى عن وجوده في حياتك.

استخدام العاطفة في التأثير عليك، وتعتمد هذه الطريقة في أن يتعمد الشخص في المواقف التي ظهر فيها مدى سوءه، أو عظم حجم أخطاءه إلى فعل العديد من الأمور العاطفية التي تضمن تعاطف من أمامه معه، ومن ثم التراجع عن أن قرار كان سيتم اتخاذه، كالبكاء، أو التحدث بانكسار وضعف.

التقليل من شأن أفعالك على الدوام، وإن كانت عظيمة، نجحت في الامتحان بتقدير جيد جدا، يخبرك أن أمر عادي جدًا لا يستحق كل هذا الفرح ففلان مثلًا حقق الامتياز وهذا ما يستحق الفرح، تمكنت من ادخار جزء كبير من المال سيسهل عليك أمورًا كنت في حاجة لها، فتجده يبتسم في سخرية ويقول المال ليس كل شيء، الفقراء أكثر سعادة من الأغنياء وهكذا.

سحب كل الصلاحيات منك والتي كفيلة بجعل تنفصل عنه، أو تتمكن من انشاء علاقات غيره، وهذا يظهر أكثر في علاقات الزواج أو الأهل، فتجد الزوج لا يسمح بعمل الزوجة رغم أنه تزوجها وهي تعمل، وان سمح لا يجعلها تمسك راتبها في ديه، بل قد يعمد إلى التقصير في مصروف البيت حتى تنفق مرتبها كله في البيت ولا يتبقى معها مال؛ فقط لأنه يظن أنها ان امتلكت مالًا ستستغنى عنه.

الكثير من الأشخاص حتى أنا أستعمل أحيانًا واحدة من هذه الأساليب في علاقة ما بوعي أو بدون، وهذا الأمر بالفعل سيء جدًا ويحيل أي علاقة مهما كانت صحية وطيبك بعلاقة سيئة وسامة ومآلها الفشل، لكن البعض يلجأ لهذه الأساليب لأغراض وحاجات مختلفة من العلاقة أو لمحاولة إجبار الطرف المقابل على الظن أن علاقة ما ناجحة وهي على وشك الإنهيار و ذلك لجعل الشخص في دوامة مستمرة وتشويش قدرته على اتخاذ قرار مناسب بناء على الظروف المحيطة، أو تعليق الشخص المقابل لكن هذا لا يولد إلا كره وتعلق مرضي في أحسن الأحوال